بين دعم كييف بالسلاح واسترضاء موسكو بالاقتصاد.. ما هو موقف تركيا؟
نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني تحليلا، مفاده، أن المعارضة القوية التى يواجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الداخل، دفعته إلى البحث عن تحقيق نجاحات في الخارج تساعده على الاحتفاظ بالرئاسة، حتى ولو اقتضى الأمر تحريض روسيا والولايات المتحدة وأوروبا على بعضها البعض.
وأضاف التحليل: لأن الرئيس أردوغان الذي يتولى الحكم منذ العام 2003، يأمل في إحياء الامبراطورية العثمانية، مع الحفاظ مع علاقات جيدة مع أوربا.
وأوضح: وربما ذلك ما يفسر اهتمام أنقرة بأن تكون رقما في المعادلة الإقليمية الحالية لحرب أوكرانيا، فقامت بإغلاق مضيق البوسفور أمام السفن الروسية والأوكرانية.
وبينما أُعلن الإغلاق كإجراء محايد يمنع دخول المقاتلين من الطرفين إلى البحر الأسود ، يؤكد مراقبون أن القرار كان يستهدف روسيا في المقام الأول.
وأشار: لأن أوكرانيا كان لديها عدد قليل من الزوارق وسفينة بحرية واحدة في البحر الأسود، بينما كان نصف الأسطول الروسي تقريبا خارج المضيق.
وأكد: تتماشى هذه الفرضية إلى حد كبير مع الواقع التاريخي، فعلى مدى عقود ظلت الحروب بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، بهدف السيطرة على منطقة البحر الأسود.
و لكن، رغم دعمها العسكري لأوكرانيا، تحاول تركيا أن تحافظ ً على العلاقات الاقتصادية مع روسيا، لذا يمكن القول إن الرئيس إردوغان يحاول أن يوازن بين الحلفاء والخصوم، حتى يفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
رجب طيب اردوغان
*الحاكم الأطول بقاء في السلطة لمدة 19 عاما.
*تولى السلطة كرئيس للوزراء من عام 2003 إلى عام 2014.
*في عام 2014 تم انتخابه رئيسا لتركيا.
*في 2017 أجرى تعديلات على الدستور زادت من صلاحيات الرئيس.
أزمة اقتصادية
أزمة طاحنة يعيشها الاقتصاد التركي منذ سنوات، و آثارها واضحة على المواطن التركي بعد ارتفاع معدلات التضخم لنسب غير مسبوقة، وبعد انهيار الليرة أمام الدولار.
اما المراقبون فكثير منهم يؤكدون أن حكومة حزب العدالة والتنمية ترفض حتى الان اتخاذ اي إصلاحات اقتصادية، خشية خسارة الشارع التركي وبالتالي خسارة أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو المقبل.
التضخم في تركيا
سجل التضخم 83.45% في سبتمبر الماضي ، وبذلك تصبح نسبة التضخم هي الأعلى في آخر 24 عاما حيث فقدت الليرة أكثر من 50% من قيمتها أمام الدولار في العام الأخير.
كما تعاني تركيا من تفاقم الديون إذ بلغت قيمة القروض مع فوائدها التي دفعتها تركيا في العشرين عاما الماضية 427 مليار دولار.
كما أدى انضمام تركيا للاتحاد الجمركي الأوروبي إلى خسارة 4 مليار دولار سنويا كانت حصيلة الرسوم الجمركية على البضائع الأوروبية.
وساهم الإنفاق العسكري الباهظ في تراكم الديون حيث تنفق تركيا ببذخ في المجال العسكري وليس للحكومة ولا للبرلمان سيطرة على هذه النفقات.
نجاح تركي
أكد الكاتب والباحث في العلاقات الدولية من إسطنبول طه عودة أوغلو، أن الاندفاع التركي نحو المنطقة أثر سلبا على الاقتصاد التركي.
وأوضح عودة أوغلو، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الرئيس التركي رجب أردوغان يلعب على وتر القومية خاصة في ملف الأمن القومي.
وشدد على أن أردوغان حقق شعبية في الشارع التركي في الماضي بسبب ملف سوريا والعراق بزعم الحفاظ على الأمن القومي.
وأضاف أن تركيا لعبت دورا في الأزمة الأوكرانية الروسية حيث نجحت في الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن وموسكو.
مصالح استراتيجية
أكدت كبيرة الباحثين في المجلس الأطلسي و مديرة مركز الدراسات التركية الحديثة في جامعة كارلتون الكندية من أنقرة د. يفجينا جابر، أن تركيا لديها شراكة استراتيجية مع روسيا وأوكرانيا.
وأوضحت جابر، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن تركيا تحرص على عدم خسارة أوكرانيا وروسيا بسبب مصالحها.
وأشارت إلى أن تركيا أرسلت بالفعل طائرات إلى أوكرانيا لكنها في نفس الوقت تسعى إلى السلام من خلال طاولة المفاوضات.
وشددت على أن تركيا تجنى مكاسب عدة حال توقف الحرب الروسية الأوكرانية منها تحسين الوضع الاقتصادي واستيراد وتصدير الحبوب بسهولة.
مصالح تركيا
أكد الدبلوماسي السابق و مدير معهد المشرق الألماني من برلين السفير أندرياس ريبنك، أنه من الصعب على تركيا تحريض الغرب وروسيا والإيقاع بينهما.
وأوضح ريبنك، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن من مصلحة تركيا استمرار الصراع الروسي الأوكراني لتحقيق المزيد من المكاسب والاستفادة من الموقف على قد من الإمكان دون تحريض أي طرف.
وأشار إلى أن تركيا تساعد على توفير حل وسطي بين روسيا وأوكرانيا وذلك لتحقيق مزيد من التواجد الفعال دبلوماسيا.
تحذير أمريكي
أكد كبير الباحثين في معهد أوريون للدراسات من واشنطن د. سليمان أوزورين، أن واشنطن حذرت أنقرة من خطورة تشجيع روسيا في الأزمة الأوكرانية.
وأضاف أوزورين، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن هناك تضارب في المواقف التركية تجاه الأزمة الأوكرانية الروسية.
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب أردوغان يحاول استغلال الحرب الروسية الأوكرانية وذلك بخلق توتر بين موسكو وأوروبا لكي يضغط على واشنطن.
