يبدو أن خط التواصل الروسي التركي حول الأزمة الليبية بات معطلا، وذلك بعد إعلان موسكو تأجيل الاجتماع الذي كان مزمعا عقده اليوم الأحد بين وزراء الخارجية والدفاع بالبلدين.
يرى محللون ومراقبون للعلاقات بين البلدين، أن الاجتماع تم إلغاؤه لا تأجيله في ظل تعمق الخلافات بين أنقرة وموسكو، لا سيما مع رفض الأخيرة تنامي التدخل التركي في ليبيا وعدم السير في القرارات المتعلقه بوقف إطلاق النار.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي الروسي، أندرية انتيكوف، في تصريحات لـ”الغد”، إنه من الواضح أن الخلاف الرئيسي بين تركيا وروسيا يتعلق بدور قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، حيث إن تركيا وحكومة فائز السراج، يرفضان أي دور له، في حين أن هذا الرفض غير مقبول بالنسبة لموسكو.
وأشار “انتيكوف” إلى أنه منذ اتفاق الصخيرات كانت تصر روسيا على مشاركة كل القوى المعنيه الليبية في الحياة السياسية، وبالتالي لا يمكن تجاهل “حفتر” في ظل ما يمتلكه من دعم من قبل الشعب الليبي، وفي إطار هذا الخلاف، تم تأجيل الزيارة.
وأوضح الخبير الروسي أن الخلافات بين موسكو وأنقرة قائمة، وتحتاج لمزيد من الوقت للتعامل معها، في ظل وجود مبادئ رئيسية لروسيا في ليبيا، وعلى تركيا احترام هذه المبادئ، والوصول إلى حل وسط.
ولفت إلى أن التوقعات متشائمة للغاية في ظل التدخل التركي المباشر والرسمي، والأزمة الآن لا تقتصر على ليبيا فقط، بل ذهبت إلى شرق المتوسط، وسط خلافات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية ومصر وبعض الدول العربية، بسبب مذكرة التفاهم التي وقعت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج في شهر نوفمبر من العام الماضي حول تقسيم المناطق البحرية، لتصبح ليبيا ساحة تصفية الخلافات السياسية لبعض اللاعبين الخارجيين، لذلك التوقعات تشاؤمية.
وألغت روسيا زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها، سيرغي لافروف، ووزير دفاعها سيرغي شويغو، إلى تركيا لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الزيارة تم تأجيلها، وإن الطرفان سيحددان موعداً آخر للمحادثات، في حين لم تتطرق لأسباب إلغاء الزيارة.
يأتي ذلك وسط تناقل تصريحات على لسان مصادر أكدت أن الإلغاء جاء نتيجة خلافات عميقة بين البلدين.
وفي هذا السياق، أوضح مراسلنا من إسطنبول علام صبيحات، أنه حتى الآن لم يصدر تبرير من الحكومة التركية حول إلغاء هذه الاجتماعات المهمة على مستوى وزراء الخارجية والدفاع.
وتابع: “وما صدر حتى الآن، بيان مقتضب من الخارجية التركية، جاء فيه أنه جرى اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الروسي والتركي، تم التوافق خلاله على تأجيل لقاء اليوم إلى وقت آخر، مع استمرار المحادثات على مستوى نواب الوزراء بين البلدين.
وقال مراسلنا إن هناك مراقبين في تركيا، يرون أن التباينات الشاسعة بين تركيا وروسيا حول ليبيا هو سبب التأجيل، إذ إن أنقرة تقول إنها بحكم الأمر الواقع باتت متواجدة بقوة في الأزمة الليبية في حين أن الجانب الروسي يريد وضع محددات معينة في هذا الجانب، فضلا عن الملف الخلافي المتعلق بقرار وقف إطلاق النار في ليبيا، الأمر الذي يرفضه الجانب التركي.
