يبدو أن الأوضاع في العراق ذاهبة إلى التصعيد، خاصة في أعقاب الغارة التي شنتها القوات الأمريكية أمس الجمعة على فصائل عراقية على المنطقة الحدودية الواقعة بين العراق وسوريا، وسط مخاوف من رد انتقامي من تلك الفصائل.
تأهب أمريكي
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة وضعت قواتها في العراق في حالة تأهب قصوى، تحسبا من هجمات انتقامية على خلفية ضربات واشنطن في سوريا.
ولفتت إلى رفع مستوى التهديد لدى القوات الأمريكية المشاركة في التحالف الدولي بالعراق.
وأفاد مراسلنا من بغداد بأن القوات الأمريكية في العراق رفعت حالة التأهب داخل قواعدها العسكرية، موضحاً أن هذا التنبيه جاء للمتعاقدين المدنيين الذين يقومون بنقل المعدات اللوجيستية داخل العراق، حيث سيمنع خروجهم للشوراع بدءا من الساعة السادسة والنصف مساءا وفقا للتوقيت المحلي لبغداد وحتى الخامسة صباحاً.
وأكد أن هذا القرار يعكس حالة من القلق تسود القواعد الأمريكية المتواجدة في البلاد.
أما بالنسبة للقوات العسكرية الأمريكية في العراق، فلفت إلى أن خروجهم من القواعد هو أمر نادر، وإذا ما حدث وخرجت عناصر عسكرية فإنها تقوم بإبلاغ الحكومة العراقية لتوفير التأمين أثناء الخروج والتنقل.
هذا الأمر انعكس على الوضع الأمني في العراق بعد أن قامت الولايات المتحدة بقصف مواقع تابعة للفصائل على الحدود العراقية السورية، والتي تتبع ألوية الحشد الشعبي.
وأشار مراسل الغد إلى وجود حالة ترقب داخل العراق لما ستؤول إليه الأمور، لافتا إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن تلك الفصائل لا تنوي التصعيد.
زيارة وأهداف
وأضاف مراسلنا أن هناك ربط بين زيارة وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، المفاجئة اليوم إلى طهران، وبين الهجوم الأمريكي وحالة التأهب التي أعلنت عنها القوات الأمريكية.
ولفت إلى أن زيارة وزير الخارجية العراقي إلى طهران، لم يُعلن عنها مسبقا، والتقى خلالها بنظيره الإيراني، جواد ظريف، وبقادة سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى.
ونوه إلى أن بيان وزارة الخارجية العراقي تضمن لأول مرة جملة “عدم التصعيد في المنطقة وعدم الذهاب إلى التوتر”، ما يعني إشارات من الخارجية العراقية إلى محاولة تهدئة الأوضاع بين طهران وواشنطن، وسعي العراق للخروج من دائرة أن يكون ساحة للاقتتال بين الطرفين.
وأكد أن هذه الجملة كانت واضحة ومؤشرا على سعي العراق ألا يكون طرفا في هذا النزاع.
توعد بالرد
وتوعدت ميليشيا عراقية واشنطن بـ”ردٍ قاسٍ”، منتقدة في الوقت ذاته ردة فعل الحكومة العراقية.
ووصف الأمين العام لميليشيا “حركة عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، العملية الأمريكية بالفعل “الدنيء”، ونشر عبر حسابه على تويتر: “أن خروج القوات الأمريكية من العراق هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار”، معتبرا أن “الإرادة الشعبية والقرار السياسي وقوة المقاومة كفيلة بتحقيق ذلك”.
— قيس الخزعلي (@Qais_alkhazali) February 26, 2021
كما دعا زعيم ميليشيا “تحالف الفتح”، هادي العامري، للتحقيق في الضربة الأمريكية وفي رواية واشنطن بشأن التعاون مع بغداد قبل هذه الضربة.
وأضاف: “المعلومات المتوفرة لدينا دلت على أن ذلك استهداف لقوات الحشد الشعبي المتمركزة في الحدود العراقية السورية، وليس كما تدعي وزارة الدفاع الأمريكية بأنه استهداف لفصائل المقاومة الإسلامية العراقية في الأراضي السورية”.
كما غرد الأمين العام لميليشيا “كتائب سيد الشهداء”، أبو الاء الولائي، على تويتر قائلا: “لم يدهشنا العدوان الأمريكي على مواقع فصائلنا المقاومة فهذا أمر متوقع ونحن نخوض حربا لتحرير أرضنا من احتلال يقول عنه المصابون بعمى الوطنية أنه غير موجود”.
— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) February 26, 2021
وقالت ميليشيا “حركة النجباء” إن “العملية الأمريكية لن تمر أبدا دون عقاب ورد قاس من قبل المقاومة يناسب حجمها”، فيما توعدت ميليشيا “كتائب حزب الله” العراقي بالرد والثأر.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، نفذت يوم الخميس، غارة جوية استهدفت ميليشيات موالية لإيران في سوريا، في أول عمل عسكري تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن.