تاريخ طويل من الاعتداءات.. هكذا تتدخل إيران في الشأن المغربي
سلسلة من الاعتداءات الإيرانية المتكررة على السيادة المغربية، ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين أكثر من مرة. فكانت البداية في أعقاب ثورة الخميني، مع إعلان المغرب منح حق اللجوء السياسي لشاه إيران محمد رضا بهلوي، حيث انقطعت العلاقات المغربية الإيرانية بالكامل.
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس الدكتور محمد زكرياء أبو الدهب، يرى أن سبب تجاوزت إيران في حق المغرب، يعود إلى أن الأخير يملك علاقات مع دول الخليج العربي، وهذا ما ترفضه إيران شكلا وموضوعا.
وأوضح أبو الدهب، أنه من منظور إيراني فإن تلك الدول تعد العدو الأساسي لها في المنطقة، ويمثل لها ذلك نوعا من الإزعاج.
فيما يرى الكاتب والباحث السياسي مصطفى المريني، إن وكلاء إيران باتوا يغذون النزاعات في المنطقة، مشيرا إلى أن «حزب الله» دعم البوليساريو بالسلاح والتدريب، حيث تمتد علاقته بالبوليساريو إلى أبعد من 2018.
واستمرت القطيعة بين البلدين مع استمرار وقوف المغرب إلى جانب العراق خلال حربه ضد إيران منذ بدأت عام ألف وتسعمئة وثمانين.
وبعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية وتراجع طهران عن دعمها السياسي لجبهة البوليساريو، تحسنت العلاقات نسبيا بين البلدين عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين.
ولكن الحال لم يستمر طويلا، فسرعان ما عاد التوتر بين البلدين عام ألفين وثمانية بعد إعلان السلطات المغربية تفكيك خلية إرهابية تضم عناصر شيعية منها مراسل قناة المنار وقيادات في محطة تلفزيون حزب الله.
وبعدها بعام قرر المغرب قطع علاقاته مع إيران بعد تراشق التصريحات بين البلدين على خلفية تضامن الرباط مع المنامة ، عقب تصريحات لمسئولين إيرانيين قالوا فيها إن البحرين هي المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة.
وظلت العلاقات مقطوعة بين البلدين لسبع سنوات حتى أواخر عام 2016، لتعود بعدها العلاقات الدبلوماسية و يتم تبادل السفراء بين البلدين.
لكن لم يمر سوى عشرين شهرا تقريبا، ليعلن المغرب قطع العلاقات مع إيران وإغلاق سفارته في طهران و طرد السفير بسبب تورط إيران في تقديم دعم عسكري لجبهة البوليساريو عن طريق ميليشيات حزب الله، والتي اعتبرها مراقبون القشة التي قصمت ظهر البعير.
وفي مارس عام 2019 منعت السلطات المغربية مسئوليين أمنيين إيرانيين من دخول أراضيها ضمن وفد إيراني جاء للتحضير لمشاركة طهران في المؤتمر الإسلامي بالدار البيضاء.