حذرت الرئيسة التنفيذية لـ «الصندوق العالمي للطبيعة WWF» من الخطر القادم الذي يهدد العالم، بسبب التعدي الصارخ على الطبيعة، وستحل الكارثة على كوكب الأرض.. وقالت تانيا ستيل: تخيلوا لو انكمش الاقتصاد العالمي 68% خلال السنوات الخمسين الماضية، لو حدث ذلك لقضي تماماً على اقتصادات مجموعة الدول السبع بأكملها، إضافة إلى الصين والهند والبرازيل..وفي تلك الحالة، سيعمد البشر إلى تسخير مواردهم وكامل قدرتهم في الابتكار، في كل حكومات العالم ومؤسساته التجارية والمالية ومجتمعه المدني، بهدف إيجاد حل لتلك المشكلة.
الطبيعة تعيش حالة سقوط حر
وفي المقابل، لقد حدث ذلك تماماً في عالمنا الطبيعي، وكذلك يحدث الآن أمام أعيننا، إذ تعيش الطبيعة حالة سقوط حر. ولقد تقلص الحجم العالمي لمجموعات الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات إجمالاً بـ68% منذ 1970.
ووفق ما شرح البروفيسور السير «بارثا دسغوبتا» بوضوح وبلاغة في تقريره اقتصادات التنوع البيولوجي المعنون «مراجعة دسغوبتا»، إذا لم نضع حداً لتدمير الطبيعة الذي يجري يومياً على نطاق واسع، نحكم على مستقبلنا بالإفلاس.
استنفدنا موارد كوكبنا بوتيرة متسارعة
واستطراداً.. إن ما يعنيه التصدي للمخاطر المحدقة بكوكبنا وطريقة عيشنا، يتمثل في إعادة التفكير «الجذرية» بما يعنيه «بقاء الأمور على حالها»، لقد عشنا زمناً طويلاً جداً متخطيين نطاق حدودنا الطبيعية، ولم ندرك أننا نعيش كجزء من العالم الطبيعي، ولسنا منفصلين عنه.
وأضافت « تانيا ستيل»، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، لقد عملت الحوافز القوية المتجذرة في أنظمنا الاقتصادية والمالية على الإخلال في الموازين بما لا يخدم مصلحة الإدارة المستدامة للموارد العالمية. نحن نستنفد موارد كوكبنا بوتيرة تفوق قدرته على تجديدها. وعدم موازنتنا الكفة مع الطبيعة يعني أننا قد نفقد أنظمة إيكولوجية بأكملها، وهي البيئات التي تؤمن استمرار كل أنواع الحياة على الأرض إلى الأبد.
وتبين «مراجعة دسغوبتا» أنه يتوجب علينا الآن تحويل اقتصادنا العالمي نحو أساس جديد «مُواتٍ للطبيعة». ويعني ذلك وضع قيمة الطبيعة التي تشمل محيطات العالم وغاباته وغطاءه الجليدي وشبكات مياهه العذبة، والهواء الذي نتنفسه، ضمن السياسات الاقتصادية المستقبلية.
تحديد الأهداف المتعلقة بالمناخ والطبيعة
وتابعت الرئيسة التنفيذية لـ «الصندوق العالمي للطبيعة WWF»: لا بد من إعطاء الأولوية للحرص على وضع الأهداف المتعلقة بالمناخ والطبيعة في صلب طريقة اتخاذ القرارات في جميع جوانب السياسات، خصوصاً الاقتصادية والمالية. وكذلك يدعو «الصندوق العالمي للطبيعة» حكومة المملكة المتحدة إلى خوض تجربة إنفاق جديد يهدف إلى الحرص على التوافق بين الإنفاق العام والتزاماتها الخاصة بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر، كي لا نقوض جهودنا من خلال سياسات تستمر في وضع المناخ وعالمنا الطبيعي بخطر.
في ملمح متصل، واستناداً إلى موقعها كمضيفة لـ «قمة المناخ العالمية المقبلة »، تملك الحكومة البريطانية فرصة ذهبية ومسؤولية واضحة، في قيادة العالم باتجاه هذا التحول الاقتصادي المغاير.
إصلاح كوكبنا الحيّ
لقد دفعنا ثمناً باهظاً بسبب أزمة وباء «كوفيد ـ 19»، لكنها أظهرت لنا أيضاً قدرة البشرية على التكيف والمقاومة. وكشفت لنا عن كل الممكن حين يتصرف قادة العالم من أجل التصدي للمخاطر الملحة على البشرية، وتلك الكامنة في عدم فعل ذلك.
مع خروجنا من الجائحة، علينا تسخير الزخم الإيجابي، وروح الابتكار والقضية المشتركة من أجل التصدي لأزمة المناخ، وإيقاف خسارة التنوع البيولوجي والبدء في إصلاح كوكبنا الحي، كي نضمن مستقبلاً صحياً للاقتصاد والطبيعة والناس.
