تباينت اليوم تصريحات وزراء منظمة منتجي النفط «أوبك»، نتيجة لاختلاف مواقف الدول الأعضاء حيال الاتفاق على تحديد سقف للانتاج ودعم أسعار النفط عالميا، وانعكس هذا التعارض في الآراء على سعر برنت اليوم، حيث لم يصمد سعر برنت طويلا فوق مستوى الـ50 دولارا، وعاد للانخفاض مرة أخرى.
وقبيل انعقاد الجلسة، صرح وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، بأن «المنظمة “راضية جدا” عن سوق النفط، مشيرا إلى أن عودة التوازن الحالي إلى السوق ستساعد على دفع أسعار النفط إلى الارتفاع».
وقال الفالح للصحفيين إن «سوق النفط بدأت في استعادة توازنها، مشيرا إلى أن الطلب على النفط صحي وقوي تماما، وأن إمدادات الدول غير الأعضاء في أوبك تنخفض».
وتوقع الفالح أن تتجه أسعار النفط نحو الارتفاع. وقال في هذا الشأن «نأمل في أن نصل إلى مستوى معتدل يشجع على الاستثمار، ولكن ليس بالحجم الذي يشجع على الإفراط في الإمدادات وحدوث تخمة مرة أخرى».
وتابع قائلا «لا نريد حدوث أي صدمات نفطية بأي طريقة ممكنة، سواء على المدى القصير أو الطويل. وعلى المدى الطويل فإن ذلك يعني أننا نريد تشجيع الاستثمار».
ولفت الفالح الذي يشارك للمرة الأولى في اجتماع أوبك بصفته وزيرا الى أنه سيستمع لأي اقتراح تطرحه إيران على مائدة المفاوضات في اجتماع المنظمة.
في حين، جاء الموقف الايراني في المقابل تصعيديا، حيث عد وزير النفط بيجن زنغنه أن أوبك لا يمكنها السيطرة على أي شيء ما لم تحدد حصصا لإنتاج كل دولة، وأصر على أن طهران تستحق حصة مرتفعة استنادا إلى الإنتاج التاريخي، ورأى زنغنه إن حصة عادلة لإيران ينبغي أن تكون 14.5% من إجمالي إنتاج أوبك.
يذكر أن أوبك تنتج 32.5 مليون برميل يوميا وهو ما يعني إعطاء إيران حصة تبلغ 4.7 مليون برميل يوميا وهو أعلى كثيرا عن مستويات إنتاجها الحالية، وهو أشار الى أنّ إنتاج بلاده من النفط سيصل إلى 4.8 مليون برميل يوميا خلال 5 سنوات من الآن. وقال زنغنه أيضا إنه يؤيد المرشح النيجيري لمنصب الأمين العام لأوبك.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش قوله ان بلاده مستعدة لمناقشة تثبيت إنتاجها من النفط إذا اتخذت دول منظمة أوبك موقفا موحدا بشأن هذا الموضوع.
وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي الخميس إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط في النصف الثاني من العام الحالي.
وقال المزروعي للصحفيين في فيينا إن السوق في حاجة لارتفاع أسعار النفط من أجل المحافظة على استدامة الاستثمارات في هذا القطاع.
أما وزير النفط الكويتي بالوكالة أنس الصالح فأكد أن سعر 50-60 دولارا لبرميل النفط يعد سعرا ملائما، وأضاف أن استراتيجية أوبك تؤتي ثمارها وأن المنظمة ستعمل على ضمان استمرارية نجاحها.
أما وزير الطاقة القطري محمد السادة الذي قاد مع نظيره الفنزويلي مفاوضات مضنية لمحاولة تثبيت الانتاج التي فشلت بسبب خلافات السعودية وايران، فلفت فبل دخوله الى اجتماع أوبك إن سوق النفط إيجابية في الوقت الحالي وتسير في اتجاه التوازن مضيفا أن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك سقف جديد لإنتاج النفط الخام.
وأضاف السادة أن المناخ في اجتماع أوبك إيجابي في إشارة إلى أسواق النفط، معتبرا أن السعر العادل للنفط الذي يشجع الاستثمار ينبغي أن يكون فوق 50 دولارا للبرميل.
من جانبه قال وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو إنه يرى أن هناك «عقلية منفتحة» في اجتماع المنظمة لكنه لا يعلم ما الذي سيسفر عنه هذا الاجتماع.
وقال كاتشيكو إن إنتاج النفط النيجيري ارتفع إلى 1.6 مليون برميل يوميا، بعدماا كان تراجع الشهر الماضي إلى 1.4 مليون برميل يوميا بسبب سلسلة من الهجمات والحادث الذي وقع في مرفأ شركة إكسون موبيل لتصدير خام كوا ايبو.
ورغم استمرار الهجمات التي ينفذها متشددون في منطقة دلتا النيجر المضطربة قال كاتشيكو إن نيجيريا تستهدف إنتاج ما يتراوحى بين 2.2 و2.3 مليون برميل يوميا في العام الحالي.
وفي المواقف التي سبقت الاجتماع أيضا قال وزير النفط الكويتي بالوكالة إن استراتيجية أوبك تعمل بنجاح وسنتحقق من أنها تواصل العمل معتبرا أن 50-60 دولارا لبرميل النفط سعر ملائم.
