تجديد الخطاب الديني «مصر.. نصر حامد أبوزيد: النهوض من داخل القرآن»

كتب – مصطفي عبادةالأهرام العربي.

فى يوليو 2010مات نصر حامد أبوزيد، بعد أن طُرِد من وطنه، أو نفى، إثر حكم محكمة بتفريقه عن زوجته لأنه مرتد وملحد فى نظر القاضى، ونظر مقيم الدعوى، لأنه تجرأ وتعامل مع فكرة النهضة من منطلق تأويل جديد للقرآن الكريم، نص الثقافة العربية الإسلامية الأساسى، وما دام هذا النص متحكما وحاكما، وما دامت حالنا هكذا لا تخفى على أحد، من فساد واستبداد، سواء باسم النص نفسه القرآن، كما تفعل جماعات الإسلام السياسى، أو باسم الوطنية المتحالفة مع مؤسسة دينية أيضا، فلا مفر من تأويل هذا النص تأويلا جديدا يمكن من خلاله النهوض بهذه الشعوب، و بهذه الأمة، ولتفسير النص اختار د. نصر أبوزيد (مواليد 1943م) مصطلحا صعبا اسمه «الهرمنيوطيقا»، وهو علم فى التفسير يتعامل مع أى نص بوصفه نصا عاما مستفيدا فى ذلك من علوم عديدة كالتاريخ وعلم الاجتماع وفلسفة الجمال والنقد الأدبى والفلوكلور… إلخ.

ولأن القرآن، الذى أراد نصر أبوزيد أن ننهض به ومن خلاله، ليس نصا كأى نص فى رأى جماعات الإسلام السياسى، بل هو مقدس لا ينبغى المساس به، والاكتفاء بالتفاسير القديمة التى استقرت هّى الأخرى فشكلت نصا موازيا، هاجت الدنيا وضاع نصر حامد أبوزيد بين المحاكم و النفى والتفريق والسب على المنابر.

كيف قام فكر نصر أبوزيد على تفسير القرآن؟

جاءت الأفكار الأساسية لهذا الفكر فى كتابه الأهم «مفهوم النص.. دراسة فى علوم القرآن» كان صدر عن هيئة الكتاب، ثم صودر، ثم أصبح السلعة الأساسية فى سوق الكتب السوداء، يتم تبادله كالمخدرات هنا فى مصر وصاحبه يدرس العلوم الإسلامية فى جامعة «ليدن» بهولندا.

ليس من المجدى بالطبع تلخيص نظرية نصر أبوزيد فى مفهوم النص ومحاولة تفسير القرآن وتلمس أسباب التقدم والنهوض فيه، لكن المهم أنه شرح ذلك بنفسه بعد ذلك: أنا مشغول ببلورة مفهوم للنص وبالقيام من داخل علوم القرآن التقليدية بمحاولة قراءة حديثة لهذه العلوم، وقد ظهر لى مفهوم التاريخ بمعنى أن القرآن نص تاريخى وثقافى، وتاريخية النص القرآنى تعنى أن هناك أجزاء منه سقطت بحكم التاريخ وأصبحت شاهدا تاريخيا، أى أنها تحولت من مجال الدلالة الحية المباشرة إلى مجال الشاهد التاريخى، مثال ذلك تحول آيات الرق والأحكام المتعلقة بها إلى آيات للعبرة، بعد زوال نظام الرق.

وبما أن الحضارة العربية، كما يرى نصر أبوزيد، هى حضارة النص، فالخروج من الأزمة العقلية الحالية، والالتحاق بالتقدم والتحديث يقتضى التعامل مع هذا النص تعاملا لغويا، يضع فى الاعتبار أن النص مقدس، لكن لغته غير مقدسة، خضعت لعوامل التطور اللغوى، وعليه يجب أن نجرى على هذه اللغة المناهج الحديثة لفهمها ونزع القداسة عن هذه اللغة، حتى يمكننا فهمها فى سياقها وظرفها الاجتماعى.

من أين أتت المشكلة إذن؟ أتت من أن البعض فهم من كلمة التاريخى أنه زمانى، ومن الثقافى فهم أن المقدس قد أصبح إنسانيا، ولإزالة هذا اللبس يوضح د. نصر حامد أبوزيد: أنه إذا كانت الرسالة إلهية فإن اللغة ليست إلهية، بل هى بشرية، وهذا ليس شأن القرآن وحده، بل شأن الكتب المقدسة كلها.

لم يكن لمشروع نهضوى كهذا، يقوم أو يحاول أن يقوم على التعامل البشرى الحر مع القرآن الكريم أن ينجح، ليس لأنه المجتمع يرفض ذلك، لأن المجتمع غير معنى بسجال كهذا، بل لأن أجزاء من علماء الإسلام والجامعة التى يدرس فيها نصر أبوزيد هذا الكلام للطلاب أكثر محافظة من المجتمع، وبالتالى كان أول من أثار قضية نصر أبوزيد هوى فهمى هويدى فى الأهرام، ثم تلقفها من ورائه من قصد أن تصل الرسالة إليهم، ووصلت.

يقول نصر حامد أبوزيد ملخصا رؤيته للتراث والقرآن مرة واحدة: «القرآن نص سردى بامتياز، وهذه قضية لم تنل حقها بعد من الشرح والتحليل و التفصيل، يحكى قصصا كان المعاصرون يعرفونها، وهو يخاطب معاصريه على قدر تصوراتهم التى تتمثل العالم عجائبيا وغرائبيا، مليئا بالملائكة والجن و القوى المسخرة، إما لمساعدة الإنسان أو لتعويقه. هذا عالم القرآن الملىء بحكايات المعجزات وقصصها التى كانت جزءا من الواقع الثقافى، وحين نتحدث عن الواقع الثقافى يكون الحديث عن المفاهيم والتصورات القارة فى وعى الجماعات التى توجه لها القرآن فى القرن السابع ومخيالها، عن هذا يقول الإمام محمد عبده: إن هذا القصص بما يتضمنه من معجزات وأفعال خارقة لا يقصد به التأريخ وإنما يقصد به التنبيه والاعتبار، إنها فى نظر عبده تمثيلات تخيلية، بل إن لبده يذهب إلى تبنى رأى بعض المعتزلة فى مسألة نزول الملائكة للحرب إلى جانب المسلمين فى موقعة بدر، بأن هذا لم يحدث حرفيا فالمؤرخون حددوا على وجه التقريب عدد القتلى من الجانبين ومَنْ قتل مَنّ… إلخ ،القرآن ينص على أن الوعد بتنزيل الملائكة للقتال مع المؤمنين كان لمجرد البشارة وتقوية العزيمة، «وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن قلوبكم.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]