تجمع المهنيين السودانيين يدعو إلى تحقيق دولي في قتل المعتصمين

دعت القوى المدنية السودانية التي وقعت اتفاقا مبدئيا لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، اليوم السبت، الجانبين إلى وقف القتال.
وقالت في بيان “ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لوقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل”.
وتابعت “نناشد الأسرة الدولية والإقليمية للمساعدة عاجلا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله”.
وناشد حزب الأمة القومي قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع، بالوقف الفوري لإطلاق النار في كل مواقع الاشتباك، وإعادة القوات إلى مواقعها السابقة، وتكوين لجنة مشتركة من الجانبين للاتفاق حول التهدئة.
كما ناشد الحزب المواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية والابتعاد عن الفتن.
من جانبه، أهاب تجمع المهنيين السودانيين بالكوادر الطبية والصحية في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث التوجه إلى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم المساعدات والخدمات الطبية اللازمة.
كما دعا تجمع المهنيين في بيان قادة القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات العامة إلى تغليب صوت العقل فيما بينهم وإدارة علاقاتهم وفقا لما ينظم عملهم، ووقف الاشتباكات المسلحة والحفاظ على الأمن.
في السياق ذاته، حث بيان صادر عن تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، المواطنين على التزام منازلهم وتجنب الوقوف في الأسطح أو التصوير.
كما دعت لجان المقاومة جميع السودانيين إلى منع تداول الإشاعات ونشر الأخبار من مصادرها المؤكدة.
من جانبه، قال الجيش السوداني في بيان، اليوم السبت، إن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع شبه العسكرية مع اندلاع الاشتباكات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وأظهرت لقطات نقلتها قنوات تلفزيونية طائرة تابعة للجيش في سماء العاصمة الخرطوم.

أفاد مراسلنا من العاصمة السودانية بأن السلطات في ولاية الخرطوم استبقت الدعوات للتظاهرات التي دعت لها تنسيقيات اللجان بالولاية بإغلاق الجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، مشيراً إلى أن هذا الجسر يوصل إلى البوابات الجنوبية للقصر الرئاسي.

وأشار إلى أن هناك حالة من الاستنفار الأمني في ولاية الخرطوم قبيل المظاهرة التي من المزمع أن تنطلق في الواحدة ظهراً، وسوف يكون هناك تجمعات في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان)، حيث سيكون القصر الرئاسي وجهة تلك المظاهرات.

وكانت عدة قوى سياسية في السودان قد أعلنت المشاركة في مظاهرات اليوم بالخرطوم وعدد من الولايات للمطالبة بحكم مدني، وكان “تجمع المهنيين السودانيين” وتنسيقيات لجان ولاية الخرطوم أصدروا بيانا مشتركا أعلنوا فيه عن الخروج فيما أسموه “مليونية 31 يوليو”، دعما للتعايش السلمي وتسليم الحكم إلى سلطة مدنية، داعين إلى توجه المسيرات نحو القصر الجمهوري.

وأكدت “قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي” مشاركتها في تلك التظاهرات.

وأكدت تلك القوى أن المظاهرات ستحمل شعارات للتعايش السلمي على خلفية الأحداث القبلية الدامية التي وقعت بإقليم النيل الأزرق وخلفت عشرات القتلى والجرحى وآلاف النازحين، ولنزع فتيل النزاعات القبيلة التي تنشب من الحين للآخر.

ولفت مراسلنا إلى أن هناك دعوات مكثفة للتظاهر اليوم، وازداد زخمها لمشاركة أجسام سياسية مهمة.

عقدت قوى الحرية والتغيير في السوادن اجتماعا غير رسمي، الثلاثاء، مع المكون العسكري بوساطة (أمريكية سعودية).

وذكرت قوى الحرية والتغيير أن الاجتماع يناقش انهاء الإجراءات المتخذة في أكتوبر الماضي وتسليم السلطة للمدنيين والتنفيذ الفوري لاستحقاقات تهيئة المناخ الديمقراطي جميعها ودون استثناء، بالإضافة إلى وقف إجراءات الآلية الثلاثية، والنقاش حول شكل العملية السياسية بعد اتفاق القوى السودانية.

وأفاد مراسلنا من الخرطوم بأن الاجتماع أحيط بسرية تامة حتى الآن، مشيرة إلى أن الفريق السعودي الأمريكي الذي أشرف على اللقاء وأداره في ظل صعوية شاقة، ويعتبر هذا اللقاء هو الأول من نوعه من الإجراءات التي أعلن عنها رئيس مجلس السيادة، الفريق عبدالفتاح البرهان، في أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن من اجتمعوا مع المكون العسكري هم أطرافا قليلة من مكون قوى إعلان الحرية والتغيير.

ولفت إلى أن هناك مصادر تتحدث عن أن الاجتماع عقد في منزل السفير السعودي، ومصادر أخرى تقول إنه عقد في مقر إقامة نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، وهذا في إطار ما أحاط الاجتماع من سرية، وحتى الآن لم يصرح أي طرف بما دار في الاجتماع وكل ما أتيح هي الأجندة التي دخلت بها “الحرية والتغيير” للاجتماع، إضافة إلى الأسماء المشاركة في اللقاء.

وتابع مراسلنا أن تجمع المهنيين السوادنيين أصدر بيانا أوضح به رفضه لهذا اللقاء، لافتا إلى أن عقد مثل هذا الاجتماع كان متوقعا.

ولفت إلى أن التوقعات لا تشير إلى انتهاء اجتماع اليوم بالتوصل لاتفاق، بل شهد بذل جهود وعرض وجهات النظر بشكل “تفاوضي”، وأن هذا اللقاء كسر الجمود بالدرجة الأولى، ومن المنتظر أن تكتب الأطراف ردودها حول ما طُرح خلال الاجتماع.