تجمع المهنيين السودانيين يدعو لإغلاق شوارع الخرطوم
الخرطوم – سهام سعيد
تشهد العاصمة الخرطوم اليوم الثلاثاء، وفقا لجدول الاحتجاجات المعلن من قبل تجمع المهنيين السودانيين للأسبوع الأخير من شهر مارس، عملية تتريس العاصمة الخرطوم، وهى عملية إغلاق الشوارع والطرق من قبل المتظاهرين، كنوع من الضغط على السلطات.
هذا وقد أعلن رسميا أمس الإثنين، عن إغلاق جسر النيل الأبيض اليوم الثلاثاء، لإجراء عمليات صيانة، وهو جسر يربط بين مدينتى الخرطوم والخرطوم بحرى.
وشهد السودان، أمس، تظاهرات في العديد من المدن، ووفقا لجدول الاحتجاجات المعلن من قبل “تجمع المهنيين السودانيين” للأسبوع الأخير من شهر مارس، فمن المقرر أن تشهد عدة ولايات مظاهرات وفعاليات الأحياء، ودعم للمعلمين فى إضرابهم لتحقيق مطالبهم.
وكانت اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم قد أعلنت أن منطقة وسط الخرطوم، وهى المنطقة التى تبدأ من السكة حديد جنوباً حتي القيادة العامة للجيش شرقاً وحتي شارع النيل شمالاً، هى منطقة محظورة وغير مسموح بالتجمعات فيها.
وأوضحت لجنة أمن الولاية أن حركة السير ستكون اليوم كالمعتاد وان الجسور ستظل مفتوحة ولن يتم قطع الاتصالات، وانها ستقوم بواجباتها نحو تأمين المواكب والتجمعات بتمكين المواكب من توصيل رسالتها.
وحذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني والأمني في السودان في ظل غياب اتفاق سياسي يفضي إلى العودة لمسار انتقالي مقبول.
جاء ذلك في إحاطة ممثل الأمين العام أمام مجلس الأمن بشأن آخر المستجدات في السودان، بما في ذلك مبادرة الأمم المتحدة لتيسير الحوار بقيادة سودانية.
وقال ممثل الأمين العام، فولكر بيرتس، إن “الوقت ليس في صالح السودان”، مشيرا إلى أنه لا توجد حكومة في البلاد تؤدي وظائفها منذ أحداث 25 أكتوبر 2021، وأضاف: “منذ إحاطتي الأخيرة في يناير/كانون الثاني، لم يطرأ تحسن على الوضع في السودان”.
وقال بيرتس، ممثل الأمين العام في إحاطته التي قدمها من داخل قاعة مجلس الأمن في نيويورك صباح أمس الإثنين بحسب ما نشر الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة: إن المخاطر كبيرة “تطلعات السودانيين – نساء ورجالا، إلى مستقبل ديمقراطي مزدهر بقيادة مدنية – معرضة للخطر. ما لم يتم تصحيح المسار الحالي، ستتجه البلاد نحو انهيار اقتصادي وأمني ومعاناة إنسانية كبيرة.”
وأوضح بيرتس، وهو أيضا رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) أن السودان يخاطر بخسارة المليارات من الدعم الخارجي، حيث تم إيقاف المدفوعات من البنك وصندوق النقد الدوليين والجهات المانحة الرئيسية الأخرى مؤقتا، مشيرا إلى أن الدعم سيظل متوقفا طالما لم تكن هناك حكومة تقوم بوظائفها في المكان.
وتابع يقول: “بشكل أساسي، لا يدخل أي استثمار أجنبي، وتضاءلت الصادرات. علاوة على ذلك، فإن السودان معرّض لخطر تفويت المواعيد النهائية الحاسمة للبنك وصندوق النقد الدوليين للدعم الاقتصادي والمالي”.
وأعلن البنك المركزي السوداني في 7 مارس/ آذار من هذا العام، تعويم العملة، ما أدّى إلى انهيار فوري في قيمة العملة المحلية بأكثر من 35 % مقابل الدولار، وفي ذلك الوقت ارتفعت الأسعار بشكل كبير، خاصة أسعار الخبز والوقود والكهرباء والدواء والرعاية الصحية وأجرة وسائل النقل العام.
وتطرق بيرتس إلى الاحتجاجات في الخرطوم وأماكن أخرى، وقال إنها لا تزال سياسية في الأساس، إلا أنها أيضا تكتسب تدريجيا صفةً اجتماعية واقتصادية، وتعلو الشعارات المنددة بارتفاع أسعار الخبز وتدهور الأوضاع المعيشية.
كما حذر بيرتس من أنه في ظل غياب حلول سياسية للأزمة، فإن الوضع الأمني يسوء، مشيرا إلى أن الجريمة والفوضى في ارتفاع.
