تجميد «الحلم اللبناني» بتشكيل «حكومة مهمة» لمنع انهيار الدولة

ترى الدوائر السياسية في بيروت، أن لبنان قد يجد نفسه أمام خيار صعب بضرورة تشكيل «حكومة انتقالية» من خارج المنظومة الحاكمة، والتي أصبحت مطلبا شعبيا، خاصة وأن لبنان يمرّ منذ فترة ليست قصيرة في حالة من الاهتزاز وعدم الاستقرار، وصلت في السنوات الأخيرة، إلى حد تلاشي وجود أبسط مقومات الدولة، في ظل سلطة تخلى المسؤولون فيها عن واجباتهم الوطنية، واعتمدوا سياسة التعطيل بدل التحفيز والتطوير، وألغوا دور المؤسسات الرقابية والدستورية، وسادت أساليب العناد والكيدية مكان أصول الحوار والتوافق والتعاون بين مكونات المنظومة السياسية.
وعلى وقع هذه الوقائع اليومية، انطلقت مسيرات شعبية، جالت في الشوارع للمطالبة بحكومة انتقالية، وردد المشاركون شعارات تندد بفساد الطبقة الحاكمة ومجلس النواب، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية.

وعود باستثمارات ألمانية «ضخمة» لتحفيز تشكيل الحكومة

وبينما كشفت الحكومة الألمانية، أنها ستعرض على السلطات اللبنانية الأسبوع المقبل خطة تتكلف مليارات الدولارات لإعادة بناء مرفأ بيروت، في إطار مساع لحث ساسة البلاد على تشكيل حكومة قادرة على تفادي انهيار اقتصادي.
ووفقا لمصدرين دبلوماسيين مطلعين على الخطة، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية،  فإن ألمانيا وفرنسا تسعيان لقيادة مساعي إعادة الإعمار. وقالا إن برلين ستطرح يوم السابع من ابريل/ نيسان الحالي اقتراحا وافق بنك الاستثمار الأوروبي على المساعدة في تمويله، وسيتم بموجبه إخلاء المنطقة وإعادة بناء المنشآت..وهذه الخطة رهن شروط، ألمانيا وفرنسا، حيث تريدان أولا رؤية حكومة قائمة ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات، ولا توجد طريقة أخرى غير ذلك.
وذكرت المصادر الألمانية،  أن النخبة السياسية في لبنان تحتاج أولا إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة لإصلاح الميزانية واستئصال الفساد، وهو شرط يصر المانحون، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، على تنفيذه قبل الإفراج عن مساعدات بمليارات الدولارات.

الجماعة الحاكمة تتلاعب بمصير الوطن

وبينما يقف لبنان على شفا الانهيار.. يؤكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في توصيفه للمشهد اللبناني وأسباب تعثر الحلول التي تنفذ لبنان من الانهيار: كم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة عندنا ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانًا وشعبًا وأرضًا وكرامة، ويؤلمنا بالأكثر أنّها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب، وكم يؤلمنا أيضًا أنّ بعضًا من هذه الجماعة يتمسّك بولائه لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين!
البطريرك المارونيّ أضاف في عظة  قداس عيد الفصح: لقد صار واضحًا أنّنا أمامَ مخطّطٍ يَهدِفُ إلى تغييرِ لبنان بكيانِه ونظامِه وهوِّيتِه وصيغتِه وتقاليدِه. هناك أطرافٌ تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ والماليّةِ والمصرفيّةِ والعسكريّةِ والقضائيّةِ، واحدةً تلو الأخرى. وهناك أطرافٌ تعتمدُ منهجيّةَ افتعالِ المشاكلَ أيضًا لتَمنعَ الحلولَ، والتسويات.

البطريرك يحدد خصائص الحكومة

ويرى البطريرك أن الحل في تشكيل حكومة تعيدُ إنعاشَ المؤسّساتِ، وتُطلقُ ورشةَ الإصلاحِ لتأتيَنا المساعداتُ العربيّةُ والدوليّة الموعودة. حكومةً تتميّز بالخصائص والمعايير التالية:
  • ‌أ) حكومةُ اختصاصيّين مستقلّين غيرِ حزبيّين يتمتعون بالمهارة والخبرة والحس الوطني، فيوحون بالثقةِ والقدرةِ على النجاح.
  • ب) حكومةٌ لا يَملك فيها أيُّ طرفٍ سياسيٍّ أو حزبيٍّ أو نيابيٍّ الثلثَ المعطِّل الذي هو أساسًا غيرُ موجود في الدستور أو في الميثاق.
  • ج) حكومةٌ تَتَّبِعُ في عمليّةِ تأليفِها نصَّ الموادِّ الدستوريّةِ وروحَها ومفهومَ الميثاقِ الوطنيّ، ومن دون ذلك لا مكانَ لها في الظرفِ الراهن.
  • د) حكومةٌ تلبّي حاجاتِ المواطنين ويرتاحُ إليها المجتمعَان العربيُّ والدوليّ.

مبادرات الحل «عالفة» لدى الفريق الرئاسي

وبات واضحا.. أنه لم تذلل العقبات والعراقيل التي تعترض الأفكار والصيغ لاخراج أزمة تشكيل الحكومة من دوامة الجمود التي تدور فيها. وكشفت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن الأفكار التي تم التداول بها سياسيا واعلاميا في الأيام الماضية، علقت لدى الفريق الرئاسي وتحديدا لدى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وأن بقاء هذه الأفكار والطروحات معلقة على هذا النحو، وتأجيل اعلان الرئيس عون تنازله عن الثلث المعطل لاي تشكيلة وزارية، ادى الى برودة ملحوظة في تسويق ما تبقى من أفكار وطروحاتز
بينما استمر الرئيس المكلف، سعد الحريري، على تكتمه، وعدم إصدار أي موقف فيما يطرح من أفكار وصيغ لتسوية الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية ولا سيما توسعة الحكومة إلى 24  وزيرا من دون حصول أي طرف على الثلث المعطل.

هل تشهد الأيام المقبلة «حلحلة» الأزمة؟

ولكن المصادر المتابعة اعربت عن اعتقادها بأن تشهد الايام القليلة المقبلة حلحلة ملحوظة لأنه لم يعد بالامكان عرقلة أو تجميد المساعي والجهود المبذولة، وبعدما بات رئيس الجمهورية وصهره ملاما ومتهما بتعطيل تشكيل الحكومة واستنادا الى تسارع الاتصالات والضغوطات لاسيما بعد الاتصال الذي جرى الخميس الماضي، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، مااعطى زخما للمبادرة الفرنسية، ويتوقع أن تتبلور نتائج ماحصل في زيارة يقوم بها رئيس مجلس النواب، نبيه بري إلى قصر بعبدا الرئاسي قريبا لترجمة الأفكار والصيغ الى واقع ملموس.
إلا أن مصادر قصر بعبدا الرئاسي، قالت لصحيفة اللواء: حتى الآن لا شيء نهائياً، والاتصالات قائمة.

على أرض الواقع .. لا مؤشرات لـ «الحلحلة»

وما ذكرته المصادر اللبنانية الرئاسية، يتوافق مع المشاهد على أرض الواقع ، حيث يبدو الوضع، شديد التواضع، فلا اهتمام يستحق بما يتردد عن حلحلة، ضمن مبادرة، يمكن تسميتها بمبادرة لودريان- برّي (بالاشارة الى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ونبيه برّي رئيس مجلس النواب)، وسط معطيات وانطباعات، منها: ان الوقت «الدولي ـ الإقليمي» لم يحن بعد للتفاهم على حكومة جديدة في لبنان، لا سيما المفاوضات بين واشنطن وطهران، والمرجح اتضاحها بعد اجتماع أطراف الاتفاق النووي اليوم، والذي يبحث في عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق، وكيفية تنفيذه.
ويبدو ـ بحسب  مراقبين في بيروت ـ  أن «التجميد» أو التبريد الجاري للموقف، الهدف منه امتصاص الغضب الخارجي، بعدما باتت محطات الانتظار بلا معنى، سواء لجهة الاستحقاقات الخارجية، أو الاجندات ذات الصلة بها.

لبنان مهدد بالانهيار

وفي توصيفه للشأن الداخلي اللبناني والموضوع الحكومي قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: للاسف لبنان مهدد بالانهيار اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من دون حكومة، اذ لا يمكن الوصول الى شاطئ الآمان من دون سلطة تنفيذية تتحمل مسؤولياتها في منع سقوط لبنان لا سمح الله.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]