تحت مظلة عدم الاستقرار .. إشارات لمخطط تفكيك الشرق الأوسط

وصفت الدوائر السياسية الغربية والعربية، تصريحات مديري جهازي الاستخبارات الفرنسي والأمريكي، بشأن مستقبل منطقة الشرق الوسط، بأنها إشارات محددة، تناولت مخططا قديما عن تفكيك المنطقة، ويرى المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن تصريحات كبار المسؤولين في جهازي استخبارات غربيين، كشفت عن استراتيجية لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، على غرار  اتفاقية “سايكس بيكو”، وهي المرة الأولى التي تطرح فيها هذه الرؤية صراحة، وبصورة شبه رسمية، وليست في إطار توقعات أو احتمالات قائمة.

وكان مؤتمر حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن، في العاصمة الأمريكية، الثلاثاء الماضي، قد شهد تصريحات أثارت هواجس  سياسيين وعسكريين عرب، مع تأكيد مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه، بأن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة، وليس هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق!.
وأعرب باجوليه عن “ثقته” في أن المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل، لكنها ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية، وهي رؤية أضاف إليها نظيره الأمريكي جون برينان، توضيحا بأنه لا توجد حاليا حكومات مركزية في المنطقة قادرة على ممارسة سيطرة  او سلطة على الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية، التي شهدت  تقسيم “سايكس بيكو”.tyxc71vl19991

الدوائر السياسية في الغرب، تناولت التصريحات من زاوية تبرير رؤية جهازي الاستخبارات الأمريكي والفرنسي، بأن الساحة في المنطقة العربية تحديدا مهيأة للتغيير، خاصة وأن التطورات الميدانية في الدول العربية الأربع المشتعلة، اليمن وسوريا وليبيا والعراق، أخرجت عن نطاق سيطرة الجامعة العربية منذ سنوات، وبقيت الدول العظمى دوليا، والكبرى إقليميا، هي الممسكة بخيوط مستقبل الشرق الأوسط، بعد أن  ساد  تصورا في العالم العربي أن زمن وضع الخرائط مسبقة الإعداد قد ولى عندما اندلعت ثورات الربيع العربي ابتداء من نهاية عام 2010، غير أن تلك الثورات اتخذت منحى مغايرا للطموحات الديمقراطية لشعوبها، وتحولت إلى حروب أهلية وطائفية تحصد الأرواح في كل من ليبيا واليمن وسوريا يضاف إليها العراق الغارق في أزماته، ومن جانبه يؤكد البروفيسور إدوارد جاناثان، بجامعة جورج واشنطن، أن التقسيم أصبح الخطر الأكبر الذي يتربص بهذه المنطقة، ومع استيطان مقاتلي تنظيمي “القاعدة” و”داعش” أجزاء من أراضي أربع دول عربية.

وحذر سياسيون مصريون وعرب، من دلالات تصريحات رئيسي أكبر جهازي استخبارات في الغرب، يمتلكان قدرا من المعلومات له خطورته، وأن هناك هدفا واضحا من هذه التصريحات التي تأتي  في ظل “ارتباك” المنطقة وعدم استقرارها تحت وقع مواجهات عسكرية واحتكاكات طائفة ومذهبية، ومعارك متواصلة مع تنطيمات إرهابية.
ومن وجهة نظر أستاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات الدكتور عاطف مسلم، فإن هذه التصريحات، لم تكشف عن جديد، ولكنها فقط كشفت رسميا عن توجهات خطيرة تحيط بالإقليم العربي، وأضاف لـ”الغد العربي”، أن التصريحات الاستخبارية ليست بعيدة تماما عن هدف تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه بمساعدة دول غربية وإسرائيل منذ سنوات، وهو تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو إعادة تشكيلها ، طبقا لخطة محددة.

ومن الواضح ، كما يقول السفير محمد جلال، مساعد وزير الخارجية المصري السابق للتخطيط السياسي، أن ما وصلت إليه دول العالم العربي من تشرذم وعجز عن أخذ زمام المبادرة بيدها، كان دافعا لمن يرى أن عناصر خطة تقسيم العالم العربي، طبقا لخارطة الشرق الأوسط الجديد، اكتملت، وأن مرحلة التنفيذ على أرض الواقع مسألة وقت فقط، وهو ما يعيد للذاكرة مشروعات سابقة طرحت حول مستقبل المنطقة على أسس وقواعد وحدود جديدة!

ويربط السياسي المصري الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي وأمين المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الناصري، بين التصريحات “الصريحة” لمديري جهازي الاستخبارات الفرنسي والأمريكي، وبين  مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية، والذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية،  وقال لـ”الغد العربي”، لعلنا نعيد قراءة  تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي، في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة، بقوله، إن “المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران ستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود “سايكس- بيكو”.

 

2581728418

وأضاف، أن “هذه التصريحات تعيد للذاكرة أيضا خرائط تم تسريبها ونشرت عن تفكيك دول عربية وإقليمية، منها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الأفريقي، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية”.

 

 

asd49asd51

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]