كشف الباحث في العلوم السياسية من مصر، حسام فاروق، أبرز التحديات التي تواجه رؤساء مؤتمر مجموعة الخمس، الذين يجتمعون في إنجامينا عاصمة تشاد بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وذلك لمناقشة سبل مكافحة الجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي.
وأكد فاروق، أن مؤتمر رؤساء دول الساحل الخمس بحضور الرئيس الفرنسي عبر تقنية الفيديو كونفرانس كان العنوان الرئيسي له هو المطالبة بدعم دولي لإحداث التنمية المرجوة في البلاد.
وانطلقت الإثنين بقصر المؤتمرات في انجامينا عاصمة تشاد، أعمال الدورة السابعة العادية لمؤتمر رؤساء مجموعة الخمس بالساحل الأفريقي، وفرنسا بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي سيسلم خلال هذه القمة الرئاسة الدورية للمجموعة لنظيره اتشادي فخامة إدريس ديبي إتنو.
وتناقش الدورة على مدى يومين سُبل مكافحة الإرهاب، ودراسة الجماعات الإرهابية المنتشرة في دول الساحل، بالإضافة إلى التنسيق المشترك بين دول الساحل لتصدي للجماعات الإرهابية.
ويأمل ماكرون الموافقة على تعزيز شرعية وجود القوات الفرنسية في دول الساحل وحض الحلفاء الأوروبيين على التحرك.
وأضاف الباحث السياسي أن إيران لها أيادي غير بيضاء في أفريقيا بشكل واضح، مشيرا إلى أن التحركات الإيرانية تأتي قبل عام 1979ولكنها الآن وضحت بشكل أكبر.
وعن التنظيمات المسلحة في الساحل والصحراء والتي تسعى إيران لاستقطابها، أوضح الباحث السياسي، أنه مع ضعف تنظيم القاعدة في أفغانستان توقع مرااقبون أن يتحرك التنظيم نحو أفريقيا، لافتا إلى أن البداية كانت من الجنوب وسرعان ما انتشرت أذرع للقاعدة مثل “بوكو حرام” وأخرى على صلة بتنظيمات تمول من الخارج.
كما أشار الباحث السياسي إلى أن هذه المنطقة خصبة بالجماعات المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، وأن الدعم الذي طالبت به الدول خلال الاجتماع هو الدعم المالي أولا وإحداث التنمية ثانيا، لأن الفقر والحاجة هو العامل الرئيسي لتشكيل بيئة خصبة لتجنيد الأهالي.
يشار إلى أن المؤتمر يأتي في وقت لا تزال فيه مجموعة دول الخمس في الساحل تواجه جملة من التحديات الأمنية، تتطلب جهودا جدية لمواجهتها وخاصة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها مالي وبوركينا افاسو والنيجر.
وتنعقد هذه القمة في ظل تفاقم إشكالات التنمية والتعايش المتراكمة على امتداد عقود، حيث تعرف المنطقة ومحيطها المباشر تحولات عميقة على مستويات عديدة، استراتيجية وسياسية واقتصادية ومجتمعية في ظل التأثيرات السلبية لجائحة كوفيد-19 وارتفاع وتيرة هجمات الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، والتي كان آخرها الهجوم الذي وقع قبل أيام في وسط مالي، وأسفر عن إصابة 28 من عناصر القوات الأممية.
من جهة أخرى، تعمل فرنسا على إنشاء عملية جديدة تحت اسم “تاكوبا”، تضم قوات خاصة من نحو عشر دول أوروبية.
وبحسب الأمم المتحدة، قتل أكثر من 4 آلاف شخص في هجمات إرهابية في 2019 في بوركينا فاسو ومالي والنيجر. وزاد عدد النازحين عشرة أضعاف، ليبلغ نحو مليون.
