تحديات كبرى أمام الحركة الوطنية الفلسطينية في توحيد الجبهة الداخلية

أزمةٌ عاصفة تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية، والتي أُنشأت منذ أكثرَ من 57 عاما، إذ أن إقامةُ الدولة الفلسطينية، والتي كانت أحدَ الأهداف الرئيسية لانطلاق الحركة لم ترَ النور بعد، على الرغم من محطات النضال والتحولات التي مرت بها الحركةُ منذ نشأتها.

في عام 1974 مُنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفةَ مراقب في الأمم المتحدة، كما تم الاعتراف بها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.

وبعد مرور 14 عاما، أعلن ياسر عرفات قيامَ دولة فلسطين من الجزائر، وفي عام 1994 أُعلن عن تشكيل السلطة الفلسطينية بناءً على اتفاق أوسلو الذي وُقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.

 

استرضاء العدو

يقول جمال زقوت، مدير مركز الأرض للدراسات والأبحاث، إن سبب أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية يتمثل في فشل المشروع السياسي الذي حمله أطراف الحركة الوطنية سواء منظمة التحرير الفلسطينية من ناحية؛ التي راهنت بكل تاريخية على اتفاقية أوسلو، أو الطرف الآخر المتمثل في حركة حماس، الذي تعاملت مع هذا الاتفاق كأن هناك خروجا عن الوطنية الفلسطينية.

وأضاف، أن الانقسام السياسي بدأ في صفوف الحركة الوطنية منذ التوقيع على اتفاق أوسلو، ومنذ النشأة الأولى للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وقال، إن “السلطة الفلسطينية بدلا من التفاتها لفلسفة حكم تقوم على الربط الدقيق بين الوطني والديمقراطي والانفتاح على قوى المعارضة، اعتمدت على استرضاء العدو في مواجهة الرفض والمعارضة”.

وانتقد زقوت لجوء السلطة الفلسطينية إلى محاولة كسب ثقة إسرائيل في أن تتقدم بالحصول على ما كانت تتمناه في مشروع أوسلو.

وأضاف “هذا المأزق تطور وانتقل نوعيا في مسألة الشرعية والصراع على الشرعية”.

 

 

وقال زقوت في حديثه لقناة الغد، إن حماس تمتلك ترسانة عسكرية لا بأس بها في قطاع غزة، وأن عنوان حركتها قائم على المقاومة المسلحة، ما جعل المراقب للمشهد من الخارج يعتقد أن ما يجري يمثل حربا بين جيشين.

وأشار إلى أن مواجهات حماس لم تحقق الكثير، بل ربما فاقمت من أزمة الشعب الفلسطيني من خلال الحصار.

وتابع: “السلطة الفلسطينية عندما بدأت تفقد شرعيتها الدستورية والثورية بدأت تكرس حالة من الشرعية تستند فيها على العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية”.

يعود زقوت للحديث عن تاريخ الصراع، ويقول، إن الانتفاضة الأولى كانت جزءا من ثمرة النضال الفلسطيني، وكانت حالة نهوض وطني تجاوزت السبعينيات وامتدت حتى نهاية الثمانينات.

وأشار إلى أن الانتفاضة الكبرى في 1987 شكلت الرد الطبيعي على محاولات إقصاء منظمة التحرير من المواقع التي كانت تتواجد فيها، وولدت الانتفاضة كنتاج لتراكم النضال الفلسطيني.

وقال، إن الإضرابات التجارية الواسعة كانت شكلا من أشكال التنظيم الشعبي واسع النطاق الذي يعتبر درجة متقدمة من النضال الوطني، متابعا: “كان هناك محاولة لاستخدام نواقص أوسلو من أجل السيطرة على منظمة التحرير، وهو الأمر الذي كان موجودا في إرث حركة حماس منذ انطلاقها”.

 

رحيل عرفات والخسارة

وفي نوفمبر 2004 مُنيت الحركةُ الوطنية الفلسطينية بخسارة كبيرة برحيل ياسر عرفات رئيسِ الدولةِ و حركةِ فتح ومنظمةِ التحرير، وبعد عام من رحيله أُنتخب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية فضلا عن توليه رئاسة حركة فتح ومنظمةِ التحرير.

وفي يناير 2006 فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية وكلف محمود عباس حينها إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة.

وبعد أشهر من الاشتباكات بين الحركتين فرضت حماس بقوة السلاح سيطرتَها الكاملة على غزة وأطاحت بحركة فتح.

ويقول الكاتب السياسي طلال عوكل، إن إسرائيل كانت تستثمر حالة الانقسام بين الفلسطينيين.

 

 

وأشار في حديثه لقناة الغد، إلى وجود حالة شبه مستعصية بالنسبة للفلسطينيين ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، حيث أن غزة ليست تحت الاحتلال، وتتحرك وفق سياسات وآفاق مختلفة لها علاقة بمقاومة الاحتلال، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، لكن طريقة عملها تستند إلى ترسانة أصبحت معروفة للمقاومة.

وأضاف، أن الضفة الغربية تستند إلى برنامج سياسي وآليات عمل مختلفة لا تسمح لها بأن يكون فاعلا باتخاذ قرارات تتعلق بغزة.

وأوضح، أن كل طرف في غزة والضفة الغربية يعمل بمفرده وفقا لآلياته ورؤيته للحالة الفلسطينية دون التقاء بينهما.

وتابع: “مع مرور الوقت أصبحت غزة  تعاني من مشكلات معينة تختلف عن الضفة والعكس، وهو ما يؤدي لتفتيت الهوية الفلسطينية”.

وقال، إن الشعب الفلسطيني تجاوز قيادته السياسية، حيث أدركوا أن الأزمة واحدة، وأنهم يواجهون جميعا العنصرية الإسرائيلية.

 

تآكل الحركة الوطنية

ومنذ عام 2008 حتى اليوم جرت أكثرُ من محاولةٍ لإنجاز مصالحةٍ فلسطينية بدءا من مشاورات اليمن مرورا بعدة عواصمَ عربية وغربية وعلى رأسهم القاهرة.

تلك اللقاءات والحوارات لم تسفر عن أيِّ تقدم ملموس رغم الاتفاق أكثرَ من مرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

من جانبه، يقول الكاتب والباحث السياسي ماجد كيالي، إن النخب الفلسطينية خاصة في الأرض المحتلة سارت في ركاب اتفاق أوسلو، لكن في الأساس أنها ليست مشروعا للاستقلال الوطني.

 

 

وأضاف “منظمة التحرير أصبحت خيال مآتة، مجرد إطار لابتزاز الفصائل الأخرى… أما من قام بتفريغ مضمون المنظمة فهم قياداتها”.

وتابع: “منظمة التحرير نشأت بقرار من جامعة الدول العربية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، لكنها لم تعد لها دورا في الوقت الحالي”.

وتابع: “نحن في إزاء حركة وطنية تآكلت لم يعد لديها ما تضيفه”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]