تحذيرات من انهيار القطاع الزراعي في قطاع غزة بسبب كورونا
حذرت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، الخميس، من احتمالية انهيار القطاع الزراعي وتدهوره في ظل الأزمات المتلاحقة التي يتعرض لها، ما لم تتوقف جرائم الاحتلال بحق قطاع غزة و على رأسها الحصار و إيقاف ادخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة وفيروس كورونا.
وأوضحت الإغاثة الزراعية، أن انتشار فيروس كورونا المستجد، أدي إلى زيادة معاناة المزارعين في قطاع غزة، حيث أصبحوا في حاجة أكبر لتوفر التيار الكهربائي وما يترتب عليه من عمليات لتشغيل الآبار وضخ المياه لمزروعاتهم، وتعقيم مزارعهم ومنتجاتهم.
وقالت الإغاثة الزراعية، أنها تنظر بقلق شديد إلى القطاع الزراعي وما يتعرض له من مخاطر حقيقية تنذر بحدوث كوارث يصعب فيما لو تفاقمت واستمرت على هذا الحال، فانقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة مدة 16 ساعة، ووصل الكهرباء 4 ساعات خلال اليوم، كون المزارعين يعتمدون على الكهرباء بشكل رئيسي، في تشغيل آبار المياه وري المزروعات، إلى جانب مربي الدواجن وأصحاب الفقاسات، والثلاجات الحافظة للمنتجات الزراعية، وصيد الأسماك وحفظها في الثلاجات.
توقف 3000 بئر مياه
ولفت الإغاثة إلى أن ما يثير قلقها وقلق والعاملين في القطاع الزراعي تعرض مزارعي غزة الى أزمات متلاحقة، فأسعار المنتجات الزراعية في الأسواق المحلية متدنية جداً منذ أشهر ولا تغطي تكاليف إنتاجها، والمزارعون محبطون نتيجة تعرضهم إلى الخسائر اليومية، إلى جانب تحمل البعض منهم للديون، عدا عن شقائهم وتعبهم في العمل الزراعي الذي غالباً ما لا يقومون بحسبانه.
وترى الإغاثة الزراعية، أن استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المعبر سيترتب عليه نقص في كميات الوقود وارتفاع أسعارها، كما سيكون لهذه الأزمة تداعياتها على القطاعات الزراعية المختلفة النباتية، الحيوانية، وقطاع الصيد.
وطبقا للمعلومات التي جمعتها الإغاثة الزراعية، فإن انقطاع التيار الكهربائي على مستوي قطاع الإنتاج النباتي سيؤدي إلى توقف ما يقارب 3000 بئر مياه، مما يزيد التكاليف التشغيلية.
تأثر القطاع الحيواني
ويتأثر القطاع الحيواني من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، حيث يعاني مربو الدجاج اللاحم من توفر الإنارة والتدفئة، كما أن انقطاع الكهرباء 16 ساعة يقلل من تناول الدجاج للأعلاف ما يؤثر على نموها ويضطر المزارع لزيادة مدة التسمين مما يضاعف التكلفة والتعرض للخسارة. كما يؤثر انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على مربي الدجاج البياض حيث قلة الإنارة تؤثر على إنتاج البيض.
كما ويعاني أيضا مربو الابقار الحلوب من قلة الكهرباء، خاصة أنهم يعتمدون على حلب أبقارهم باستخدام الحلابات الكهربائية الأتوماتيكية، وعدم قدرتهم على الحلب اليدوي وتكاسلهم عن ذلك يؤدي إلى ضرر صحي للأبقار نتيجة احتقان الضرع، وفق ما ذكرته الإغاثة الزراعية.
أما الصيادون فيواجهون مشكلة الاحتفاظ بالأسماك مبردة في الثلاجات، ومع الموزعين والمحلات التجارية، كما انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يؤثر على الاستزراع السمكي ونفوق الأسماك نتيجة توقف أجهزة الأوكسجين.
وبين الإغاثة الزراعية، أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر يؤثر على عمل الوحدات النسوية والإنتاجية، حيث يحدث خللاً واضحا في تسلسل وسلامة عملية التصنيع بداية من تخزين المواد الخام مرورا بعمليات التصنيع وانتهاء بتخزين المنتج وحفظه، حيث يؤدي انقطاع الكهرباء خلال فترات الصباح، وهي الفترات التي تعمل بها الغالبية الكبرى للوحدات النسوية، الأمر الذي يقلل بشكل كبير كميات الإنتاج لتلك الوحدات.
تهدد الأمن الغذائي
وناشت الإغاثة الزراعية المجتمع الدولي بضرورة القيام بواجباته القانونية والأخلاقية عبر الضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بحرية الحركة للبضائع ودخول مستلزمات الإنتاج ومقوماته بما في ذلك الوقود، ووضع حلول استراتيجية لأزمة المياه ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت على ضرورة تدارك هذه الأزمات والمشاكل قبل تفاقمها والناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ترى الإغاثة ضرورة تكاتف كافة الجهود للعاملين في القطاع الزراعي للعمل على حل هذه المشكلة، لما لها من تداعيات تهدد الامن الغذائي في قطاع غزة في ظل احتمالية انتشار وباء كورونا على نطاق واسع من قطاع غزة، وما سيلحق القطاع بكوارث بيئية واجتماعية وصحية.