تحذير أممي: العالم العربي على أبواب «كارثة غذائية»
حذرت منظمات دولية وعربية من مخاطر مواجهة الدول العربية «كارثة غذائية»، إذا اخفق العالم في مواجهة وباء كورونا، خاصة وأن الدول العربية تعتمد على استيراد النسبة الأكبر من المواد والسلع الغذائية.
وحذر خبراء ومسؤولون بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع لجامعة الدول العربية، من خطر اندلاع أزمات غذائية جراء وباء كورونا المستجد، وطالبوا الحكومات العربية بوضع خطط لمواجهة «أسوأ السيناريوهات» المحتملة في ظل مناخ عالمي غير مستقر يهدد بأزمات اقتصادية خانقة.
ويرى الخبير الاقتصادي الدولي، البروفيسور زاكي مسعود، أنه بالرغم من تطمينات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حول قدرة المخزون الحالي من الحبوب والأغذية على تلبية حاجات العالم، فإن ازمة كورونا، سوف تضغط على المواد الغذائية ما قد يؤدي الى أزمة تضرب الدول التي تستورد السلع والمنتجات الغذائية، وفي المقدمة دول المنطقة العربية، التعي قد تواجه «شبح المجاعة».
هل تتعرض الدول العربية لخطر المجاعة؟
التحذيرات الأممية من التبعات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا، تشير إلى تعرض الدول العربية لخطر المجاعة، ووفقا لتقارير الحالة والتوقعات الاقتصادية العالمية، وتقرير اللجنة الاقتصادية والمالية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فإن الدول العربية سوف تواجه «أزمات غذائية» في حال استمرت تداعيات الوباء القاتل «كيوفيد ـ 19»، وهي في مقدمة دول العالم المستوردة لـ «طعامها» من المواد والسلع والمنتجات الغذائية.
و تستورد الكويت وقطر والإمارات واليمن 90% من كافة احتياجاتها الغذائية، والمملكة العربية السعودية تستورد ما بين 75-80%، واالبحرين ولبنان 85%، ومصر 65%، والعراق أكثر من 60%، والأردن 60%، وسلطنة عمان 60%، وتونس أكثر من 50%، والمغرب 50%، والجزائر 40%، وفلسطين 65%.
تحدي الجوع
ويقول الخبير الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف، إن المنطقة العربية تعد أكبر مستورد للغذاء في العالم، حيث تعتمد معظم الدول العربية بشكل كبير على واردات المواد الغذائية من الخارج. لذلك، وحال توقف استيراد المواد الغذائية، ستواجه الدول العربية تحدي الجوع وخطر كارثة إنسانية كبيرة.
وتابع: “وباء فيروس كوفيد-19، والحجر الصحي المصاحب له يوقفان عملية الإنتاج في جميع أنحاء العالم. حقا إن الزراعة، في اعتقادي، سوف تتأثر أقل من الصناعة، لكنها أيضا تعتمد على توفر المعدات، والنقل، وصحة العمال، وعمل النظام المصرفي”.
- وأضاف: لقد حظرت كازاخستان (وهي أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم) تصدير معظم المواد الغذائية خارج البلاد، وهذا الخبر يمثل أزمة سوف تهدد بعض الدول العربية
تفكك سلاسل التوريد العالمية
ويتساءل الخبير الروسي «نازاروف» : كم تستمر حالة الحجر الصحي الراهنة؟ لا أحد يعرف، ولكن أصبح من الواضح أنه من غير المتوقع العودة السريعة إلى الأداء الطبيعي للاقتصاد.
ها هي سلاسل التوريد العالمية تتفكك، بينما يفلس الموردون من بلدان كثيرة، وحتى لو قامت الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، بدعم صناعة السيارات الأمريكية، فإن إفلاس مصنع تركي للزجاج الأمامي، الذي يستخدم في تلك السيارات، سوف يوقف إنتاج المصنع الأمريكي، ولن يتمكن من إنتاج السيارات.
- ويؤكد الخبير الروسي إن التضخم العالمي المفرط سوف يعني توقف التجارة الدولية لمدة معينة، بما في ذلك تجارة المواد الغذائية.
- وبشأن ما حدث في كازاخستان، فإنه يثبت أن المصدرين للمواد الغذائية قد بدأوا بالفعل، وقبل انهيار النظام المالي العالمي، في وقف تصدير المواد الغذائية للخارج. لذلك قد تكون الأزمة الغذائية على بعد أسابيع، ربما أشهر بحد أقصى، وكل ذلك حتى قبل انهيار الدولار.
وتابع، في رصده وتحليله للواقع الدولي الراهن: “في ظل هذه الظروف أتمنى أن تدرك الحكومات العربية أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الاحتياطي الغذائي الاستراتيجي للدول، لعدة أشهر”.
