تحذير أميركي من استخدام موظفين أجانب لنقل المساعدات إلى الميناء المؤقت في غزة
حذر مسؤولون في الإدارة الأميركية، من مغبة الاعتماد على موظفين أجانب لأداء مهمة تسليم المساعدات الإنسانية التي ستجري من رصيف عائم يتم العمل عليه قبالة سواحل قطاع غزة، مع تأكيدهم على أنه «لن تطأ قدما أي أميركي غزة» خلال هذه العملية التي تنطوي على مخاطر أمنية، وفقا لما نقلته شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية عن مسؤول سابق ومسؤولين حاليين في الإدارة.
وبحسب الشبكة، تمثل هذه المخاوف أحدث العقبات أمام مساعي البيت الأبيض لتوصيل المساعدات لسكان القطاع، عبر الميناء المؤقت المنفصل على شاطئ القطاع، الذي يعتزم الجيش الأميركي بناءه، لتنقل إليه المساعدات بعد وصولها إلى رصيف عائم على بعد عدة أميال من شاطئ غزة، حيث ستقوم السفن المدنية بتفريغ إمدادات المساعدات، ثم بعد ذلك يتم تحميلها على قوارب الجيش الأميركي التي تنقلها إلى الميناء.
وقالت «إن بي سي نيوز»: «بما أن الإدارة لا تريد وجود أي قوات أميركية على الأرض، فيجب على شخص آخر إيصال المساعدات إلى المواقع التي يتم توزيعها فيها على سكان غزة».
وقال المسؤولون الأمريكيون للشبكة: «هناك دراسة لتعيين سائقين وحراس من دول أخرى، أو حراس أمن من شركات خاصة، لنقل الشاحنات من الرصيف إلى الأرض وتوزيع المساعدات، ثم إعادة الشاحنات الفارغة إلى الميناء المؤقت».. لكن لم يتم تحديد ما إذا كان يجب أن يكون السائقون وحراسهم، إسرائيليين أو فلسطينيين أو من جنسية أخرى.
ووفقا لهؤلاء المسؤولين فإن هذه الخطة تحفها المخاطر، لأن شاحنات المساعدات ستتم قيادتها وحراستها في رحلات ذهابا وإيابا في غزة، من قبل أشخاص ليسوا من أفراد الخدمة الأميركية، و«يمكن لشخص ما أن يضع قنبلة على شاحنة، أو جهاز تفجير عن بعد، ويتسبب في كارثة».. بحسب مسؤول عسكري أميركي للشبكة.
خيار آخر تحت الدراسة
كما كشف المسؤولون عن خيار آخر تحت الدراسة، وهو «قيادة الشاحنات لمسافة قصيرة إلى الشاطئ وتفريغها داخل محيط أمني، من المحتمل أن يوفره الجيش الإسرائيلي»، إلا أنهم حذروا أيضا من أن ذلك سيستغرق المزيد من الوقت والموارد والتنسيق، وسيؤدي إلى انتظار الفلسطينيين لفترة أطول للحصول على المساعدات.
و نقلت الشبكة عن مسؤولين عسكريين أميركيين، أنهم ما زالوا يعملون على جميع الخطط، بما في ذلك المسؤولين عن تأمين وتفتيش الشاحنات بمجرد وصولها إلى أراضي غزة، ومن وإلى نقاط التوزيع.
كما نقلت الشبكة عن مسؤولين دبلوماسيين قولهم: إن أسرع طريقة لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين هي قيادة الشاحنات مباشرة إلى نقطة التوزيع. لكن ذلك يتطلب فحص الشاحنات عدة مرات بعد تسليم المساعدات قبل السماح لها بالعودة إلى الرصيف المؤقت. ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يقوم بفحص أولي على الشاطئ، وبعد ذلك يمكن للجيش الأمريكي استخدام أجهزة فحص المركبات المحمولة لفحص الشاحنات على مسافة بحثًا عن متفجرات أو مخاطر قبل أن يتم دفعها إلى الرصيف.
القوات الأميركية تدرك المخاطر
وشبَّه أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين هذه العملية بفحص الشاحنات التي تدخل قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة حرب. في حين أن الأجهزة المحمولة تمنح الولايات المتحدة بعض إمكانيات الفحص عن بعد، إلا أن المسؤول أقر بأنه يتعين عليهم وضع الشاحنات على الرصيف وعلى مسافة قريبة لإجراء الفحص الأكثر شمولاً.
و قال أحد المسؤولين العسكريين إن الأفراد الأمريكيين المتوجهين إلى المياه قبالة غزة يدركون المخاطر، حيث «تؤمن هذه القوات بمهمة إنقاذ الأرواح، وهم يعلمون أنهم يتعرضون للخطر في القيام بذلك».
كان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قد أوضح في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، إن الجيش الإسرائيلي سيحمي عمليات التسليم بمجرد إنشاء نظام الرصيف. وقال: «الجيش الإسرائيلي هو الذي سيقوم بالتأمين فعلياً حتى لا تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في غزة».
ــــــــــــــــــ
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
