حذرت تقارير دولية من تحركات عناصر تنظيم «داعش » الإرهابي، للتمركز في منطقة الساحل الأفريقي، وتناولت التقارير ما وصفته بـ «قنبلة داعش» في منطقة الساحل، والتي تهدد الأمن والاستقرار في دول المغرب العربي، وأوربا، خاصة الدول الأوروبية المتشاطئة على البحر المتوسط .. بينما كشفت الأجهزة الأمنية المغربية والأوروبية، عن مخاوف من تسلل عناصر إرهابية بين المهاجرين غير الشرعيين، الذين يحاولون الوصول عبر منطقة الساحل الأفريقي إلى المغرب والجزائر وليبيا، للعبور نحو أوروبا عبر البوابة الإسبانية والإيطالية.
وأكدت التقارير، أن أجهزة الرصد والمتابعة الاستخبارية، حذرت من تقاطر الجهاديين الموالين للتنظيم الإرهابي «داعش» على منطقة الساحل، بعد هزيمته في العراق وسوريا، مما يمثل خطرا داهما على أوروبا ودول شمال المغرب العربي..وهي المخاوف التي كشف عنها وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو داستيس، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قائلا: «في ضفتنا الجنوبية، نحن جد قلقين من الوضع في أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الساحل، في ظل وصول أفراد من تنظيم «داعش» إليها، بعدما هزموا في العراق وسوريا».
الوزير الإسباني دق ناقوس الخطر من إمكانية تحول الساحل إلى معقل للمتطرفين، ومحذرا من «قنبلة داعش» مؤكدا «إنهم ينقلون بطريقة ما نشاطهم عمليا إلى حدودنا الجنوبية»..
وأضاف: «من البديهي أن الوضع الأمني في النيجر ومالي لم يتحسن كثيرا، لهذا قام الجيش الإسباني بمضاعفة عدد جنوده في مالي ليصل إلى 300 جندي إلى جانب قوى أخرى أوروبية لمحاربة التنظيمات المتطرفة».
تحذير التقارير الأمنية الأوروبية والمغربية، تركزت على محورين: الأول من إمكانية استغلال بعض العناصر المتطرفة الإرهابية، الهجرة السرية غير الشرعية، للتسلل بين المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى أووربا.. والثاني، من استغلال، بعض المقاتلين الأجانب في أوروبا في أوقات الذروة في الصيف، حيث يعود المهاجرون إلى بلدانهم الأصلية في شمال أفريقيا، لكي يلتحقوا بمناطق النزاع في الساحل.
وأكد ت التقارير الأمنية الاستخبارية، أن تنظيم «داعش» الإرهابي، لم يختف، بل توجه نحو منطقة الساحل والصحراء، وليبيا، ويستقر في المناطق التي تشهد أوضاعا مضطربة .. ومن جانبه قال عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية، إن انتقال المقاتلين إلى الساحل يشكل تهديدا بالنسبة إلى المغرب والمنطقة برمتها.
وأوضح «الخيام»، أن المغرب يقوم بتبادل للمعلومات مع البلدان التي تهتم بالمنطقة، ولكن المشكل يكمن في عدم تعاون الجزائر، إلى جانب وجود منطقة تسيطر عليها مجموعة «إرهابية» هي جبهة البوليساريو، كما أن تنظيم «القاعدة» في منطقة الغرب الإسلامي لازال ينتشر جنوب الجزائر، وشمال مالي.
