تحذير من قائد الجيش اللبناني بشأن الأزمة الاقتصادية
حذر قائد الجيش اللبناني، اليوم الإثنين، من أن الجنود يتضررون من جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، معربا عن انتقاد نادر من الجيش للنخبة الحاكمة التي لم تنجز الكثير لتحل الجمود السياسي المستمر منذ شهور.
جاءت تصريحات العماد جوزيف عون فيما قطع محتجون غاضبون طرقا رئيسية تؤدي إلى العاصمة بيروت لليوم السابع على التوالي. وتسبب ذلك في اختناقات مرورية ودفع ذلك رئيس اتحاد المستشفيات اللبناني للتحذير بأن المتظاهرين يمنعون وصول إمدادات الأكسجين إلى المراكز الطبية التي تعالج مرضى فيروس كورونا.
تأتي الاحتجاجات، التي استمرت عدة أيام، على خلفية انهيار سعر صرف العملة المحلية وزيادة أسعار السلع الاستهلاكية والمشاحنات السياسية بين الجماعات المتنافسة، ما أدى إلى تأخر تشكيل حكومة جديدة.
وفي بيان نادر، قال عون إن الأزمة المالية والاقتصادية تضر بالجنود الذين فقدت رواتبهم قيمتها، مضيفا أن أفراد الجيش يعانون ويجوعون مثل بقية الشعب.
وفي انتقاد غير مسبوق للنخبة السياسية، قال العماد عون “حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره”.
وأشار عون إلى خفض ميزانية الجيش خلال الأعوام الماضية، لكنه تعهد بأن يحمي الجيش السلم الأهلي ويمنع أعمال التخريب ضد الممتلكات العامة أو الخاصة.
كما قال “إنهم لا يهتمون بالجيش أو بمعاناة أفراد الجيش”.
قبل انهيار العملة، كان الجندي يحصل على ما يعادل 700 دولار شهريا، لكن هذا تراجع إلى نحو 100 دولار شهريا. ويتلقى الضباط رواتب أعلى لكنهم لا يحصلون حاليا على أكثر من 400 دولار شهريا.
وفي وقت سابق اليوم، قام الرئيس ميشال عون، وهو من نفس العائلة ولكن ليس على صلة وثيقة بالجنرال، بانتقاد إغلاق الطرق ووصفها بأنها “أعمال تخريبية منظمة تهدف إلى تقويض الاستقرار”.
وجاءت تصريحاته خلال اجتماع حضره رؤساء الأجهزة الأمنية بالدولة ومسؤولون اقتصاديون وماليون.
كما قال إن على الجيش والشرطة “أداء واجباتهما بالكامل وتنفيذ القانون دون تردد”.
وأثارت تعليقاته مخاوف من حملة قمع محتملة ضد المتظاهرين لإجبارهم على فتح الطرق. لكن بحلول الليل، كانت العديد من الطرق ما تزال مغلقة.
