تحرير الموصل.. استعدادات وتحذيرات تسبق المعركة والدواعش يفرون

باتت الموصل أخر مدينة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وحيث تستعد الحكومة العراقية، بدعم من التحالف الدولي، لمعركة فاصلة لاستعادة المدينة التي تقع بمحافظة نينوى من سيطرة التنظيم، يحزم مئات الآلاف من المواطنين أمتعتهم للنزوح قبل ساعة الصفر، التي أعلنت عنها القوات المتحالفة وقالت إنها باتت قريبة، مما يمثل تحديات تتعلق بأعداد النازحين، التي تتطلب إعداد خطة لتأمين متطلباتهم الإنسانية.

وبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دتنفورد، الذي وصل العاصمة بغداد اليوم الأحد، خطط تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش.

0

وقال بيان صادر عن مكتب العبادي، اليوم، إنه جرى خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التدريب والتسليح، ومواصلة دعم التحالف الدولي للعراق في محاربة العصابات الإرهابية وخطط تحرير الموصل.

تحذيرات من كارثة أنسانية كبرى

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن نحو مليون عراقي قد يجبرون على النزوح عن منازلهم خلال الأشهر المقبلة، يضاف هؤلاء إلى نحو 3 ملايين عراقي نازح بسبب أعمال العنف، التي تشهدها البلاد منذ عامين ونصف العام، وتزمنا مع ذلك، انطلقت تحذيرات حقوقية، خوفا من تكرار الانتهاكات التي حدثت خلال عملية استعادة الفلوجة نهاية يونيو/حزيران الماضي، حيث اضطر آلاف السكان للفرار إلى مخيمات للنازحين.

«في أفضل السيناريوهات يتوقع تشرد نحو 300 ألف شخص لمدة 3 أشهر، ما يستلزم توفير ميزانية مساعدات بمبلغ 143 مليون دولار، وفي أسوأ الأحوال سيصل عدد المشردين إلى مليون شخص لمدة عام، ما يعني ارتفاع التكلفة إلى 1.8 مليار دولار» جاء ذلك في وثيقة للأمم المتحدة، صدرت منتصف شهر يوليو/ تموز الجاري، وأوضحت فيها أنها طلبت توفير 861 مليون دولار في يناير/ كانون الثاني هذا العام للعراق، وهو أقل مبلغ مطلوب للحفاظ على حياة الناس، علما بأنه من المستبعد الحصول على 4.5 مليار دولار المطلوبة لتوفير المعايير الدولية في الرعاية لعشرة ملايين عراقي.

وقال روبرت مارديني، مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، قبل أيام، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعدت خطط طوارئ لتوزيع الغذاء والأدوية وإمدادات أخرى، وفقا لعدة سيناريوهات محتملة، وإن ما يقدر بثلاثة ملايين شخص يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في العراق.

وأوضح مارديني، أن هناك ما بين 1.2 و 1.4 مليون في الموصل، بينما يعيش 825 ألفا في سهل نينوى ومحافظات كركوك وصلاح الدين، ويعيش 250 ألفا في محافظة الأنبار.

آلاف الدواعش يفرون قبل المعركة

وكشف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، اليوم الأحد، عن بيع قادة تنظيم داعش في الموصل شمال العراق، مملكاتهم والهرب من المدينة مع اقتراب القوات الأمنية لاستعادة السيطرة عليها، وقد بدأت القوات العراقية عمليات لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بمدينة الموصل، ثاني مدن العراق التي سيطر عليها تنظيم داعش مطلع حزيران/يونيو 2014.

وقال العبيدي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «العراقية» الحكومية، إن العديد من عائلات وقادة داعش في الموصل باعوا ممتلكاتهم وانسحبوا باتجاه سوريا.

وأضاف خلال المقابلة التي بثت مساء السبت، أن قسما حاول التسلل باتجاه إقليم كردستان، موضحا  أن مشاكل بدأت بين الأمراء على الأموال التي أخذوها من مختلف الشرائح الأجنبية أو العربية أو العراقية.

وقالت وكالة رويترز للأنباء اليوم الأحد، إن أكثر من 33 ألف شخص فروا من الشرقاط في اتجاه الجنوب خلال الشهرين الأخيرين وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومسؤولين أمنيين محليين.

وتعد السيطرة على الشرقاط وبلدة القيارة القريبة منها أمرا حاسما لحماية قاعدة القيارة الجوية التي تم استردادها في الآونة الأخيرة من هجمات بقذائف المورتر والصواريخ حتى يمكن للقوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة استخدامها كمركز للدعم اللوجستي لعملية الموصل.

وأضافت رويترز أن حوالي 560 جنديا أمريكيا يساهمون في إصلاح القاعدة التي لحقت بها أضرار من جراء القتال وعمليات التخريب التي نفذها التنظيم وذلك للسماح بانضمام آلاف من القوات العراقية إلى الحملة الرئيسية على الموصل والتي يمكن أن تبدأ في أواخر سبتمبر أيلول.

تخوفات من مشاركة البشمركة الكردية والحشد الشيعية

من المتوقع أن يشارك الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب في الهجوم بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ولم يبت بعد في دور قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية في المعركة ولا يزال ذلك يمثل نقطة خلاف. ويرجح مسؤولون مشاركتهم في المعركة على أن يقتصر دورهم على مشارف المدينة.

وذكر جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس «على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثا» مرددا بذلك موقف كثير من الدبلوماسيين الغربيين وموظفي الإغاثة الذين يعملون على توفير المساعدات الإنسانية للسكان.

البشمركة

وكان للفصائل الشيعية ومقاتلي البشمركة دور رئيسي في حملة العراق لاستعادة ثلث أراضي البلاد من قبضة الدولة الإسلامية التي سيطرت عليه عام 2014 لكن توجه لهم اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين. غير أن الجانبين يرفضان الاتهامات أو يقولان إنها تمثل حالات فردية.

وحسب رويترز فإنه قد تشعل مشاركة المقاتلين الشيعة والأكراد في معركة الموصل التي تسكنها غالبية من العرب السنة مواجهة مع سكان المدينة.

ويقول قادة المقاتلين إن قوات الأمن ليست جاهزة بعد لاستعادة الموصل بمفردها في معركة قد تشهد حرب شوارع طاحنة.

وكانت مصادر أمنية قالت في وقت سابق اليوم، إن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب والتي قادت المعارك الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستقود الهجوم في الشرقاط، بينما امتنع مسؤولون عسكريون عن مناقشة توقيت العملية واكتفوا بالقول إنها ستتم «قريبا».

بريت ماكجورك، المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد داعش، قال إن تحرير مدينة الموصل في شمال العراق من سيطرة التنظيم أصبح الآن هدفا قابلا للتحقيق ويجب أن يتم الإعداد له بعناية.

وذكر ماكجورك لنحو 30 من وزراء الدفاع والخارجية أثناء اجتماعهم في واشنطن في 21 يوليو/تموز الجاري، لبحث المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم أن «تحرير الموصل بات قريبا الآن».

وتابع مكجورك أن التخطيط التفصيلي يجري لضمان أن تتحرك منظمات الإغاثة سريعا لتقديم الغذاء وتوفير المأوى وغير ذلك من سبل المساعدة لنحو مليون شخص بالمدينة يعيشون تحت حكم التنظيم المتشدد.

ويرى المحلل العراقي هشام الهاشمي الهاشمي، أن استعادة الموصل ستتطلب ثمانين ألف رجل، يتوقع أن يكون من بينهم 15 ألفا من الميليشيات الشيعية التي تحظى بدعم الحكومة.

7

لكن الميليشيات الشيعية، التي تواجه اتهامات متكررة بارتكاب جرائم بحق المدنيين السنة، لن تشارك في تحرير المدينة، وسوف تركز بدلا من ذلك على تحرير المناطق الشيعية في محافظة نينوى، وتشكل تلعفر، التي تقطنها أغلبية شيعية، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا غرب الموصل، هدفا محتملا للميليشيات. من المتوقع أن تقوم قوات البيشمركة الكردية المنتشرة إلى الشرق والغرب وشمال المدينة بتقديم الدعم، لكنها لن تشارك في الهجوم على الموصل كما طلب منهم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]