في الوقت الذي تعلو فيه دعوات لعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران مرة أخرى، يزداد قلق تل أبيب من تداعيات تلك الخطوة المحتملة، خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، تسير في طريق آخر بخلاف ما كانت عليه سابقتها، إدارة ترامب، ومن بينها الملف النووي الإيراني.
إلا أن إسرائيل، وكعادتها، لا تنتظر أن تتفاجئ بأية خطوات وتسعى دوما لكي يكون لها السبق في التحرك.
وفي هذا السياق، كشف موقع “والا” الإخباري العبري عن صفقة أسلحة جديدة للجيش الإسرائيلي يبدو أنها تأتي في إطار الاستعداد لمواجهة محتملة، لا سيما أنها تتضمن تطوير منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية للتصدي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وآخرى قصيرة المدى، تحسباً لهجمات قريبة من عناصر قريبة من إيران.
واجتمعت اللجنة الوزارية بالكنيست، للمرة الأولى منذ عامين، وأقرت الموافقة على خطة تمويل ضخمة لصفقات الجيش الإسرائيلي، تلك التي تقدم بها الوزير بيني جانتس، ووافقت عليها لجنة الدفاع بالكنيست قبل أكثر من أسبوع.
وتشمل تلك المشتريات أنظمة جوية ورقمية وسايبرانية وحواسب وأنظمة دفاع جوي واستخباراتية، وأخرى “سرية”، كما أقرت اللجنة آلية تمويل عمليات الشراء.
وقرر أعضاء اللجنة الدفع بعملية تمويل شراء سرب جديد من من الطائرات المقاتلة (F-35)، ما يرفع عدد تلك الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي، كذلك تقرر الموافقة على شراء 4 طائرات للتزود بالوقود من طراز (KC-46 بيجسوس) لدعم المهام الجوية بعيدة المدى، والتي من بينها وفقا رأي محللين احتمالية شن ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.
كما وافقت اللجنة على شراء صواريخ لمنظومة “القبة الحديدة”، وهي منظومة دفاع جوي للصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى مكونات متطورة لتحديث المنظومة، وأيضا لتحديث منظومة الدفاع الجوي “حيتس 2” للصواريخ بعيدة المدى والتي تشكل تقدم في مهمة الدفاع الجوي في وجه الصواريخ الإيرانية الباليستية.
بالإضافة إلى شراء معدات للكشف عن التهديدات الجوية، والتي لم تشهد المنطقة منظومات مثلها من قبل، وتقدر تلك الصفقات بقيمة 6 مليارات دولار.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنهى قبل أيام تدريبات لمحاكاة نشوب حرب مع “حزب الله”، وأوضح قائد قاعدة رامون الجوية للإذاعة الجيش الإسرائيلي “جالي تساهل” أن التدريبات تعاملت مع احتمالية اطلاق النار والصواريخ “أرض” التي يمكلها حزب الله المدعوم إيرانيا، حيث جرى التدريب على التعامل مع عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية.
