أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عدداً من الأوامر الملكية القاضية بإحداث أكبر إعادة هيكلة في وزارات وهيئات ومصالح الدولة السعودية منذ إنشائها. وأوضح بيان للديوان الملكي أمس أن الأوامر الملكية التي شملت إعفاء عدد من الوزراء، وتعيين وزراء جدد ومسؤولين، وإلغاء ودمج اختصاصات عدد من الوزارات والأجهزة الحكومية، تأتي «من منطلق التطوير المستمر، وانسجاماً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030».
وشملت الأوامر الملكية، لأول مرة في تاريخ المملكة، إنشاء «هيئة عامة للترفيه»، وهي الجهة الحكومية المعنية برفاهية وسعادة السعوديين. وفي خطوة مفاجئة كانت خارج توقعات السعوديين، بحسب صحيفة عكاظ السعودية ، قبل أن ترتفع حواجبهم دهشة، وتتسع أفواههم ابتساما، مع تلاوة الأمر الملكي القاضي بإنشاء الهيئة العامة للترفيه، في دولة يشكل الشباب محو 70% من المكون الاجتماعي لها.
وأشارت وسائل الإعلام السعودية، إلى أن وسائط التواصل الاجتماعي حفلت بتعبيرات وتعليقات حملت أماني الشبان والشابات السعوديين بعودة دور افتتاح دور السينما، وتفعيل دور المسرح السعودي، وعودة الحفلات الفنية والغنائية داخل المملكة، مع مراعاتها للخصوصية السعودية.
وأوضحت «عكاظ»، أنه رغم ضبابية تعريف اختصاص «هيئة الترفيه» الرسمي، والأنشطة المناطة بها داخل السعودية، والتي لم تظهر المعالم الواضحة لها، إلا أن الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» عرفت الترفيه بأنه كل نشاط يسعى لتوفير التسلية ويسمح للأفراد بتسلية أنفسهم خلال أوقات فراغهم، ويشمل القراءة الشخصية، التمرين على العزف بالآلات الموسيقية، السينما، المسرح، الألعاب، الرقص الجماعي، الرسم، والدمى والمهرجين.. ومن هنا جاء أمر إنشاء «هيئة الترفيه»، ليحمل للسعوديين التطلع إلى حراك ترفيهي سعودي، قبل أن تزاول هيئته نشاطها فعليا على أرض الواقع.
ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة لندن، ألبرت فوجين، أن دول الخليج العربي، بدأت تلتفت إلى الوضع الاجتماعي، وخاصة قطاع الشباب، خشية تداعيات انهيار واردات النفط وتأثيره على حجم الإنفاق العام والدعم، ولذلك بادرت بمنح المواطنين مساحة أوسع من الرفاهية، داخل بلدانهم تغنيهم عن السياحة الخارجية والتي تستنزف في نفس الوقت مليارات الدورات سنويا، موضحا أن الأمر الملكي السعودي بإنشاء هيئة للترفيه، سبقه في شهر فبراير / شباط الماضي، إعلان رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة عن استحداث وزارة دولة للسعادة، في إطار تغيير حكومي كبير.
