نقد فني| «سابع جار».. احتراماتي

صحون على صينية تطوف جيران يحتفظون بالصحون ثم يعيدونها مليئة بطعام آخر، جار يصرخ فتسمع الآهات في جميع الشقق، يمحون وحشة الأماكن، كنا أطفالا كان الجار رفيق نعاملهم ككبار، كبرنا لم تعد آهاته تعنينا.

المسلسلات كلها ليست كـ”سابع جار” والنوستالجيا فيه، ضمد شيئا من جراح الكمبوند، وضجر مطلق يجري في القصور وزيف على نحو باهت، وطرز الحياة تتزايد رعونة وغلظة طبع منذ الانحرافات الفوضوية لعصر النهضة تترك أثرها في الانهيار الضروري للبناء قتلت رمزيته وشكله ومنطقه وجماله، وعذرا من قانطيها فهذا رأي، والبيت في سابع جار يعيد النظر بإنسانيتنا، طريقة العيش والتناغم مع الذات والغير والاتحاد مع جوهر الطبيعة والحاجة إلى الآخرين للعيش، وألفاظ وتقاليد شفهية تنقلها الجدات شفهيا بإخلاص إلى أحفادهن من جيل إلى جيل.

الممثل على طبيعته يريح ويرتاح، والكل هنا عفويون أمام الكاميرا. شيرين ودلال عبد العزيز هما حجران أساس المسلسل، أمهات طيبة كأمهاتنا، دلال رفضت أدوار لم تكن بحجم حضورها حتى تقبلت هذ الدور واقتنعت به فأعطته أداء من القلب، أداء اكتمل بأداء شيرين الصادق، كلتاهما تجيدان الإمساك بالعائلة من حولهما، تضبطان إيقاعها. كلتاهما في التمثيل واثقتان، لا تكلف، أدائهما متناسق، موهبتان مصقولتان بالنضوج. موهبتان أخرتان هما (هبة) سارة عبدالرحمن و(دعاء) فدوى عابد، شخصيتان فارقتان في المسلسل، أختان من خلفيات مختلفة اختزلتا الواقع ووجع العرب واختصرتا درجة من الديمقراطية وحرية الكلام في هذا البيت.

أداء متفوق لسارة عبدالرحمن، بعبثها وغضبها وتحديها تقاليد وأعراف زمانها، تختزل مخلوقا جميلا طريفا، متحمسة لكل شئ مغرقة بالصخب والهواء الطلق، كسبت خصائها من طبيعة حياتها التائهة، بيجامتها المرتخية المتهدلة عند خصرها على نحو مضحك تتحدث بثقة من على كنبة منزل يعطيك الشعور بالعراقة، والمسلسل فرصة صعود تستحقها، ودعاء تصغى إلى متطلبات الدور وتجعلك تشعر بأن شبه بينها وبين الشخصية، لا تفلت منها تفصيلة، انفعالها الجسدي وتنزع عنها نزعة العنف في التعصب الديني، تؤمن بقيم ومبادئ ولكن لا تفرضها على الآخرين، ولاحظ دور رحمة حسن (هالة) جعلت الشخصية جزءا منها تنساب فيه بعيدا على الفذلكة.

 

نيقولا معوض (طارق) وهيدي كرم(نهى) أديا مَشاهد مقنعة، والثنائي أسامة عباس وصفاء جلال المنجذب بكيمياء مقنعة، وأداء عمرو سلامة (إسماعيل) هنا منضبط أكثر، يمنح الشخصية حضورا، بأقل مبالغات في زواجه من هبة المنتمية إلى خلفية مختلفة مقامرة كبيرة تستحق المغامرة، فترك دعاء المتدينة ووقع في حب دفء الجمال الإنسانى المحروم منه، ولمحمود البزاوي حضورا لتأديته بمهارة المحترف بالتمثيل التلقائي والتحدث على سجيته.

 

تكثر الأفلام المتناولة الجيرة والأوهام الجميلة حولها، إلا أن روح مررها الممثلون هنا تصنع جمالا، وبأدائهم المتملك نقل حماسة الأجواء إلى البيوت، كل العائلات السعيدة ترمم عظام غير السعيدة، الماضي بدأ يتسرب إلى الحاضر، وبدأت تعود إلينا ذكريات محددة من أيام الطفولة، ألفاظ وتقاليد شفهية تنقلها الجدات شفهيا بإخلاص إلى أحفادهن من جيل إلى جيل.

بقوة، انطلق سابع جار، وتوسمنا خيرا بمسلسل بدا مختلفا، فطبع في الأذهان صورة درامية مغايرة، ودخل البيوت وشكل في القلوب حالة، تساءلنا بتفاؤل: هل يكون مفاجأة؟ وانتظرنا الجواب. اي نعم.  سابع جار مرآة تختزل صورنا، عالم بذاته يقيم في إحدى البنايات، وجيران من كل واد وبكل الأوصاف بقصص وأسرار خلف أبواب موصدة، يمنح انطباعا بأننا نشاهد تلفزيون الزمن الماضي، يفتح نافذة على ما مضي، ونقاشات عائلية عما يدور في دواخلهم فيها متعة تتيح شعورا بالاكتفاء، ساعدنا المسلسل في علاج النفس  من تكنولوجيا لم تدع لنا شيئا.

الكاتبة هبة يسري نقلت ما في نفسها إلى وجدان الناس، منحت الشخصيات أبعادها، مجموعة من النماذج البشرية من عمق المجتمع المصري، حماسي مصنوع ببراعة من ألفه إلى يائه، وشاركت مع أيتن أمين ونادين خان في إخراج مسلسل ذا ايقاع ديناميكي هادئ يضاعف الشعور بهدوء المسار الزمني في عمارة يملؤها بشر وتقلبات، وأخذن المشاهد في مكانة جعلنه يشرد ليستعيد لحظات لا تتسى من طفولته وأهوائنا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]