شهدت القاهرة توقيع الدول المؤسسة لمنتدى غاز شرق المتوسط على ميثاق تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية مقرها العاصمة المصرية، وذلك بعد أقل من عامين على تدشين المنتدى في يناير 2019.
وخلال مراسم التدشين، قال وزير البترول المصري المهندس طارق الملا إن القاهرة تستهدف أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، كما أكد الأعضاء قدرة المنظمة على وقف التوترات التي تنتهجها الدول التي تقوم بعمليات التنقيب غير الشرعي.
والمنتدى الذي تحول إلى منظمة إقليمية، يضم في عضويته مصر وقبرص واليونان وفلسطين والأردن إضافة إلى إيطاليا وإسرائيل شهد التوقيع على ميثاق تحويل المنتدى إلى منظمة يكون مقرها القاهرة التي تستهدف أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.
ويساهم تحويل المنتدى إلى منظمة في استيعاب أعضاء جدد كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهما، لتصبح المنظمة أول منصة تجمع منتجي الغاز والمستهلكين ودول المرور، وذلك لإقامة حوار منهجي منظم بشأن سياسات الغاز في شرق المتوسط.
وعلى مدار عامين خطى منتدى المتوسط بثبات نحو إنشاء سوق غاز إقليمية، ومع تعاظم التحديات والأطماع في شرق المتوسط جاء تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية يمكنها، حماية مصالح الدول الأعضاء بما يتفق مع القانون الدولي الذي يسعى البعض إلى انتهاكه.
في هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن العمل المؤسسي والإطار الهيكلي الذي ستعمل عليه هذه المنظمة هو الحاكم، حيث إن المنتدى كان يضم الدول المعنية، وبالتالي بعد أن أصبحت منظمة إقليمية، سيكون لها اختصاصات من أهمها وضع تسعير لحركة الغاز وأيضا إيجاد وخلق مراكز لانتقال الغاز وعمليات التسييل.
وأضاف أن القاهرة ستلعب دورا كبيرا لكونها تمتلك بنية أساسية ضخمة في إدكو بمحافظ البحيرة ودمياط، وأيضا خطوط الغاز التي ستعمل خلال الفترة المقبلة ومشروعات التسييل التي ستنتقل من مصر إلى قبرص ثم إلى إسرائيل ثم إلى مصر، وكل هذا ستتم صياغته في لائحة تنفيذية للتعامل.
وأوضح فهمي، في تصريحات لـ”الغد”، أن المنظمة إقليمية أي ستختص جيوستراتيجيا وسياسيا بإقليم البحر المتوسط، وستدخل فرنسا والولايات المتحدة بصفات مختلفة بحسب القانون الدولي، إما بصفة المراقب أو المتابع أو طرف فاعل، ووجودهما لم يأت من فراغ ولهما دوائر متقاطعة مع سوق الغاز وسيكون دورهما مؤثرا، إذ إن الولايات المتحدة لها شركات متعددة الجنسيات مثل شركة “إنرجي” ولها تفاعلات مع خطوط الغاز، والجانب الفرنسي له تعاملات مباشرة مع الأطراف الوسيطة في الإقليم.
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي، جلبير شيخاني، أن تدشين المنظمة الإقليمية للغاز ومقرها القاهرة، سيجعل تركيا تفكر مرارا وتكرارا قبل أي تحرك في شرق المتوسط.
ولفت شيخاني، في تصريحات لـ”الغد” إلى أن المنظمة وميثاقها سيجعل تفعيل للقانون الدولي وقانون أعالي البحار الذي تتجاوزه تركيا، وتقوم بإخراج سفن المسح للتنقيب عن الغاز في مياه ليست ضمن مياهها الإقليمية.
وفي هذا السياق، قال مراسل الغد من مصر، محمد الحمراوي، إنه منذ أن شرعت البلاد في اقتراح فكرة بإنشاء منتدى لغاز المتوسط في أكتوبر 2018، وعين القاهرة على أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة في منطقة شرق المتوسط،.
وتابع: إن مصر وفقا لوزير البترول، تسير على هذه الخطى بشكل جيد، سواء فيما يتعلق باكتشافات الغاز في شرق المتوسط التي تتم يوما بعد آخر، وأيضا تجهيز البنية التحتية لا سيما أن مصر تمتلك محطات إثالة كبيرة، يمكنها من ذلك التصدير إلى أوروبا.
وأوضح مراسلنا أن وزير البترول المصري كشف أن احتياطات في شرق المتوسط من الغاز، وصلت إلى 320 تريليون متر قدم مكعب، ومن ثم مصر تأمل من أن يتم عبر منظمة غاز شرق المتوسط، التعاون بين الدول للاستغلال الأمثل لهذه الموارد والتنسيق بين هذه الدول فيما يتعلق بالعرض والطلب.
