تداعيات إحالة أوراق المتهمين باغتيال بركات للمفتي على علاقة حماس بالقاهرة
قررت محكمة جنايات جنوب القاهرة، اليوم السبت، إحالة 31 متهما لفضيلة المفتى، لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامهم، بقضية “اغتيال النائب العام” المستشار هشام بركات، كما قررت المحكمة تأجيل النطق بالحكم على المتهمين لجلسة 22 يوليو.
وتأتي على رأس التهم الموجهة إليهم، التخابر مع حركة «حماس» لتنفيذ أعمال إرهابية في مصر، بأن اتفقوا مع ضابط مخابرات حمساوي يُدعى «أبو عمر» لتلقي عناصر مجموعة العمل النوعي تدريبا عسكريا للإعداد والتخطيط لاغتيال النائب العام.
يأتي ذلك في الوقت الذي زار وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة، في 4 من يونيو الجاري، حيث التقى مسؤولين مصريين، بهدف بحث سبل حل الأزمات التي يعاني منها القطاع وتعزيز العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى بحث الأوضاع الأمنية على الحدود بين مصر وغزة والتنسيق الأمني وفتح معبر رفح للتخفيف من معاناة المواطنين في قطاع غزة، مما يطرح عدة تساؤلات عن مدى تأثر علاقة مصر بالحركة بعد إدانة القضاء المصري لها وثبوت تورطها في أعمال إرهابية وتحريضية بالقاهرة.
اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، قال في تصريحات لـ “الغد”، إن حركة حماس متورطة في العديد من الأعمال الإرهابية، وهذا الأمر ليس غريبًا على أحد، فالعديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء، ساهمت فيها الحركة بشكل كبير، عن طريق دعم قادتها بالمال والسلاح.
وأضاف: “حركة حماس تحاول أن تقنع العالم بأنها حركة سلمية، ولكن في الحقيقة، هي من تسعى لإحداث فوضى في مصر عن طريق العنف، خاصة بعد سقوط حكم الإخوان “.
وأكمل: “علينا أن نتعامل مع تلك الحقائق بجدية وموضوعية، والحكم القضائي اليوم، جاء ليعكس الحقيقة ويؤكدها، ونعلم جميعًا أن القضاء المصري مستقل ولا سلطان عليه من أحد”.
وعن التعاون بين القاهرة وحماس، قال سالم: “التعاون طبيعي في إطار تأمين مصر لحدودها، واعتقد ألا يتأثر بعد الحكم، إلا إذا أردت حماس ذلك”.
فيما قالت النائبة شادية مليجي، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن حكم اليوم لا يؤدي إلى قطع العلاقات مع حماس، باعتبار أن القضاء شيء والسياسة شيء آخر.
وأكدت مليجي في تصريحات لـ “الغد” على ضرورة محاكمة كافة المتهمين في قضايا إرهابية، ومعاقبتهم مهما كانت انتماءاتهم، وإجراء محاكمات سريعة تمكننا من القصاص لشهداء الوطن”.
فيما قال السفير هاني خلاف، مساعد وزيرالخارجية الأسبق للشؤون العربية، أنه في الفترة التي اغتيل فيها النائب العام، كانت تشهد العلاقة بين حماس والقاهرة تدهورا كبيرا، ولكن حاليا تحاول الحركة توطيد علاقاتها بالقاهرة، ومن أطراف أخرى، خوفًا من عزلتها الدولية.
وأضاف خلاف في تصريحات لـ “الغد”: “أعتقد أن الحركة تحاول التهدئة مع القاهرة، وبالتالي لن تسع إلى إحداث فوضى، وعلينا الانتظار لحين التأكد من ذلك، قبل اللجوء إلى أي مواقف أخرى، أو قطع العلاقات معها” .