تداعيات فضيحة «فيسبوك».. كيف ترد دول العالم لحماية مواطنيها؟

تطورات عدة تشهدها الأوساط العالمية، على خلفية فضيحة فيسبوك المدوية، بتسريب بيانات المستحدمين للشبكة الاجتماعية إلى شركة كمبردج أناليتيكا لتحليل البيانات، وسط اتهامات باستخدامها في التأثير على أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، التي فاز بها دونالد ترامب.

النواب الأمريكي يستدعي مؤسس فيسبوك

قال رئيس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأمريكي، المنتمي للحزب الجمهوري، وكبير الديمقراطيين في اللجنة، الخميس، إنهما سيطلبان رسميا في الأيام المقبلة من مارك زوكربرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، الإدلاء بشهادته، وأضافا أن الشركة تركت العديد من الأسئلة دون إجابات بشأن ممارساتها الخاصة بحماية خصوصية البيانات.

وقال جريج والدن، رئيس اللجنة، وفرانك بالون كبير الديمقراطيين فيها، في بيان، “الأمور التي تكشفت مؤخرا فيما يخص استخدام فيسبوك وأمن بيانات المستخدمين تثير الكثير من المخاوف الجدية المتعلقة بحماية المستهلك”.

وأضاف البيان، “بعد أن تلقى أعضاء اللجنة إفادة أمس من مسؤولي فيسبوك، شعرنا أن الكثير من الأسئلة لا تزال دون إجابة”.

وقال زوكربرج في مقابلات إعلامية، الخميس، إنه سيكون مستعدا للإدلاء بشهادته، إن كان هو الشخص المناسب في الشركة للحديث مع المشرعين.

طلب إذن بتفتيش كمبردج أناليتيكا

كما تأجلت، الخميس، جهود مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا للتحقيق مع شركة كمبردج أناليتيكا، التي تقف في قلب عاصفة بشأن استخدام غير قانوني لبيانات مستخدمين بشبكة فيسبوك، بعدما أرجأ قاض طلب المكتب تفتيش مقر الشركة الرئيسي لمدة 24 ساعة.

وامتنع مكتب مفوض المعلومات عن التعليق عن سبب التأجيل.

وقالت متحدثة باسم المكتب، “أرجأ قاض بالمحكمة العليا طلب مكتب مفوض المعلومات للحصول على إذن يتعلق بكمبردج أناليتيكا حتى يوم الجمعة”.

كانت إليزابيث دنهام، مديرة المكتب، قالت قبل نحو 3 أيام، إنها تسعى للحصول على إذن لتفتيش مكاتب كمبردج أناليتيكا، بعدما سجلت القناة التليفزيونية الرابعة البريطانية سرا محادثات لمسؤولين تنفيذيين بالشركة وهم يتباهون بقدرتهم على التأثير في الانتخابات.

وتساءل عدد من مستخدمي تويتر عن سبب التأخير، ومنهم جون سنو، المذيع في القناة الرابعة الإخبارية، الذي كتب قبل التأجيل، الخميس، يقول “بحلول الوقت الذي ستتمكن فيه دنهام من دخول مقر الشركة ما قدر الأدلة التي ستظل باقية هناك؟”.

وقالت كمبردج أناليتيكا، الثلاثاء، إنها “عرضت إطلاع المكتب على كل المعلومات التي طلبها والسماح طواعية له بدخول مقرنا”، مشيرة إلى أن ذلك مرهون بموافقتها على نطاق التفتيش.

وجرى جمع صناديق تخزين من المبنى، الذي يضم مقر الشركة يوم الثلاثاء، قبل قليل من قرار مجلس إدارتها تعليق عمل مديرها التنفيذي ألكسندر نيكس.

وباتت شركة الاستشارات السياسية، التي مقرها لندن، في قلب عاصفة هذا الأسبوع، بعدما قال مسرب معلومات إن الشركة دفعت أموالا لأكاديمي لجمع بيانات 50 مليون مستخدم لفيسبوك بهدف تكوين لمحات عن توجهات الناخبين الأمريكيين قبل انتخابات الرئاسة في 2016.

طرد مشبوه 

ويأتي ذلك بينما أزالت الشرطة البريطانية طوقا أمنيا كانت فرضته حول مقر شركة كمبردج أناليتيكا للاستشارات في لندن بعد العثور على طرد مريب الخميس.

وخلصت الشرطة إلى أن الطرد المريب الذي أثار استنفارا أمنيا لا يشكل أي خطر. وكانت الشرطة أغلقت في وقت سابق بعض الشوارع وأخلت المبنى الذي يقع به مقر الشركة المتخصصة في الاستشارات السياسية.

إسرائيل تحقق

وقالت وزارة العدل الإسرائيلية، الخميس، إن إسرائيل تحقق مع شركة فيسبوك بشأن احتمال انتهاك خصوصية الإسرائيليين، عقب مزاعم بحصول شركة كمبردج أناليتيكا البريطانية لتحليل البيانات على معلومات مستخدمين بشكل غير ملائم.

وقالت الوزارة، في بيان، إن التحقيق سيسعى لمعرفة “ما إذا كانت بيانات خاصة لمواطنين إسرائيليين قد استخدمت بشكل غير قانوني بطريقة تنتهك حقوقهم في الخصوصية ومواد قانون الخصوصية الإسرائيلي”.

وأضافت أن القانون الإسرائيلي ينص على أن البيانات الشخصية لا يمكن استخدامها إلا للغرض الذي قدمت لأجله وبموافقة صاحبها.

تنصل روسي

وفي السياق ذاته، قال سفير روسيا لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، الخميس، إن موسكو ليس لها أي صلة بمؤسسة كمبردج أناليتيكا.

وسُئل ياكوفينكو لماذا التقطت له صورة منذ فترة بجانب ألكسندر نيكس، الرئيس التنفيذي لكمبردج أناليتيكا، الذي جرى وقفه الآن عن العمل.

وقال “في أحد الأيام تلقيت دعوة من نادي وندسور (للبولو) وكانت الجائزة الرئيسية فودكا روسية ماركة إيفان الرهيب، وقال لي المنظمون، لماذا لا تمنح الجائزة لكل أعضاء الفريق”.

وأضاف خلال إفادة صحفية في السفارة بلندن، “منحت الجائزة لنحو 10 أشخاص أو 12 شخصا وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي التقيت فيها بهذا السيد، لكن الصورة جيدة، أعجبتني”.

وأضاف “لم نقم بأي اتصالات مع كمبردج أناليتيكا، وليست لدينا أي صلات بها ولم نجتمع مع أي شخص، وكانت هذه هي المرة الوحيدة عندما قابلت هذا السيد في نادي وندسور للبولو”.

طلب ألماني

طلبت وزيرة العدل الألمانية، كاتارينا بارلي، الخميس، التحدث إلى المديرين التنفيذيين في فيسبوك، لمعرفة ما إذا كان مستخدمو الموقع في بلادها، وعددهم 30 مليونا، قد تأثروا بما وصفته “بفضيحة” استغلال البيانات الشخصية للمستخدمين.

وقالت بارلي، إنه يجب أن يكون بإمكان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي التعبير عن رضاهم عن الوصول إلى بياناتهم، وليس مجرد تخييرهم بين إتاحة البيانات أو عدم الوصول إلى الخدمة.

وأضافت الوزيرة، “نعلم أن الشركات تحترم القواعد عندما تكون العقوبات مؤلمة، تنص القواعد الأساسية الخاصة بحماية البيانات على غرامة قدرها 4% من الإيرادات العالمية السنوية للشركة”.

وطالبت بتنظيم حماية البيانات على مستوى أوروبا وليس من جانب الحكومات الوطنية كل على حدة.

الاتحاد الأوروبي 

كما أكدت دول الاتحاد الأوروبي في استنتاجات سيتم تبنيها خلال قمتهم، الخميس، في بروكسل، أن على شركات الإنترنت أن تضمن “حماية تامة للحياة الخاصة” للمواطنين.

وورد في النص الذي يجب أن يحظى بموافقة القادة الـ28 الرسمية، أن “على شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية أن تضمن ممارسات شفافة وحماية تامة للحياة الخاصة والبيانات الشخصية للمواطنين”.

وخرج مؤسس فيسبوك، مارك زاكربرج، عن صمته الطويل ليعبر، الأربعاء، عن “أسفه”، مقرا بوقوع “أخطاء”، بعد جدل مستمر منذ أيام حول استخدام غير مشروع للبيانات الشخصية لملايين المستخدمين من قبل شركة “كامبدريج أناليتيكا” البريطانية.

وصرح زاكربرج، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، بأن ذلك “شكل استغلالا كبيرا للثقة، وأنا آسف فعلا لما حصل، نحن مسؤولون عن التأكد من عدم تكرار ذلك”، مضيا أنه “من دواعي سروره” أن يدلي بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي.

وتعهد زاكربرج أن يحد من وصول تطبيقات الجهات الثالثة إلى البيانات الشخصية وإخضاعها لمراجعة دقيقة، كما تعهد بإبلاغ جميع المستخدمين الذين يمكن أن يكون قد تم استخدام بياناتهم دون موافقة منهم.

وتواجه فيسبوك أزمة منذ تبين أن شركة “كامبريدج أناليتيكا” جمعت دون علم من الموقع بيانات 50 مليون مستخدم لتطوير برنامج يتيح توقع تصويت الناخبين والتأثير عليه من أجل التدخل في الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب في 2016.

وقال مسؤول سابق في فيسبوك، إن “كامبدريج أناليتيكا” استخدمت تطبيقا ثالثا يدعى “ذيس ايز يور ديجيتال لايف” طوره الباحث الروسي ألكسندر كوجان لحصد هذه البيانات، مستغلة ثغرة كان هذا الموقع على علم بها.

وأكد ساندي باراكيلاس المسؤول السابق في تطوير فيسبوك، أمام لجنة في البرلمان البريطاني، أنه “ما أن تخرج البيانات من خوادم فيسبوك، لا تعود هناك أي رقابة ولا يعرفون على الإطلاق ما سيحدث، إنهم يفضلون أن لا يعرفوا”.

وأضاف باراكيلاس، أن “فيسبوك كان على علم بما يحصل، ولم يبلغ أحدا”، إلا أن فيسبوك يقول إنه علم في 2015 بأن كوجان سلم هذه البيانات إلى “كامبدريج أناليتيكا”، وأن الباحث نفسه أكد أنه تم مسح هذه البيانات، وهو ما تبين أنه غير صحيح.

في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قال زاكربرج، أنه وحتى وبعد منع وصول المطورين إلى بيانات فيسبوك كما هو مقرر، “ستظل هناك مشكلة وجود شركات أخرى على غرار كامبريدج أناليتيكا” أو مطورين مثل كوجان، الذي وعندما كان يتم تشغيل المنصة بشكل معين في السابق كان هناك تطبيقات وصلت إلى مزيد من المعلومات وباعتها دون علمنا”.

ومضى يقول، إن الموقع وبعد انتخابات 2016 اتخذ إجراءات تجعل من الصعب على حكومات أجنبية التدخل في عمليات الاقتراع، لكنه أضاف “علينا التأكد من زيادة حرصنا” قبل انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

حذف فيسبوك

أكد الناشط النمساوي لحماية البيانات ماكس شريمس، أن “فيسبوك” كان على علم منذ العام 2011 بالمشاكل المتعلقة بتطبيقات الجهات الثالثة.

وقال شريمس، إنه عقد في العام 2012 اجتماعا مع ممثلين للموقع الأمريكي للتباحث في المخاوف، التي يثيرها استخدام مثل هذه التطبيقات، إلا أن هؤلاء أكدوا له أنهم لا يرون أي مشكلة في الموضوع.

إلا أن القضية يمكن أن تكلف “فيسبوك” غاليا، فقد أعلنت مكاتب محاماة أمريكية، الأربعاء، أنها تقدمت بشكاوى جماعية باسم مواطنين ومالكي أسهم، وبات الموقع يواجه دعوات إلى التخلي تحت اسم “#حذف_فيسبوك”.

كبش فداء

أكد إلكسندر كوجان، مطور تطبيق سمح بجمع بيانات شخصية لـ50 مليون مستخدم على فيسبوك، أنه لم يخالف القانون، ولكن الشركتين، الأمريكية فيسبوك والبريطانية كامبريدج أناليتيكا، تسعيان إلى إلقاء المسؤولية على عاتقه في فضيحة اختراق الخصوصية.

وقال كوجان، الأربعاء، لهيئة “بي بي سي” البريطانية، إن “كامبريدج أناليتيكا”، التي هي محور فضيحة كبيرة تهز فيسبوك، طمأنته إلى أن ما يفعله “قانوني تماما وضمن شروط خدمة” عملاق مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف أستاذ علم النفس في جامعة كامبريدج والمتعاقد كذلك مع جامعة سان بطرسبرج الروسية، “بصراحة، كنا نعتقد أننا نعمل بشكل صحيح تماما، اعتقدنا أننا نقوم بعمل عادي، تلقينا تطمينات من كامبريدج أناليتيكا بأن كل شيء قانوني تماما وضمن شروط الخدمة”.

وأضاف أنه أصيب “بالذهول” إزاء ما وجه إليه من تهم، وأضاف أن “أحداث الأسبوع الماضي كانت صدمة هائلة، برأيي أنه يتم استخدامي في الأساس كبش فداء من جانب فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا”.

مع ذلك فإنه يقر بأنه لم يطرح “ما يكفي من الأسئلة”.

طور كوجان تطبيق “ذيس از يور ديجيتال لايف” (هذه هي حياتك الرقمية)، الذي يحلل السمات النفسية للمستخدم ثم يجمع بيانات أصدقائه على فيسبوك، واتهمت كامبريدج أناليتيكا عالم النفس بسوء استخدام البيانات، في حين تقول شركة فيسبوك، إن المعطيات أخذت من دون معرفتها.

لا رقابة لدى فيسبوك

قالت فيسبوك، إن المعلومات جمعت عبر تطبيق للاختبارات النفسية حمله نحو 270 ألف مستخدم، ثم سلمها كوجان للشركة البريطانية، وقالت أيضا إنها “صعقت لتعرضها للخداع”، مؤكدة أنها “تفهم مدى جسامة المشكلة”.

ولكن موظفا سابقا في الشركة، قال إن فيسبوك تفضل التصرف مثل النعامة عندما يتعلق الأمر بمصير معطيات سمحت لطرف ثالث بالاطلاع عليها.

وقال ساندي باراكيلاس، لصحيفة “ذي جارديان”، إنه “ما إن تخرج البيانات من خوادم فيسبوك، لا تعود هناك أي رقابة، ولا يعرفون على الإطلاق ما سيحدث، إنهم يفضلون أن لا يعرفوا، وهو ما قال إنه “مخيف وصادم”، ويستعد باراكيلاس للإدلاء بشهادته الأربعاء أمام لجنة برلمانية بريطانية.

أدت الفضيحة إلى هبوط سعر سهم فيسبوك 9% خلال جلستين في بورصة نيويورك، في حين دعا النواب البريطانيون رئيسها مارك زوكربرج لشرح الوضع وأمهلوه حتى الإثنين للرد. ودعي كذلك للحديث أمام البرلمان الأوروبي، الذي قال إنه سيحقق في ما وصفه بأنه “انتهاك غير مقبول للحق في سرية المعلومات”.

وفي الولايات المتحدة، طلبت هيئة تنظيم التجارة الأمريكية فتح تحقيق في نيويورك وماساتشوستس.

لا أثر

بينما كتبت صحيفة “تايمز”، الأربعاء، أن “كامبريدج أناليتيكا” قريبة من حزب المحافظين البريطاني، ولدى الشركة مكاتب في واشنطن ونيويورك ولندن، ومن بين مؤسسيها ستيف بانون المستشار السابق لدونالد ترامب.

لكن رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، قالت ردا على سؤال في مجلس النواب الأربعاء، إن الحكومة المحافظة لم توقع أي عقد “على حد علمها” مع “كامبريدج أناليتكا” أو شركة التسويق الأم، التي تتبع لها “ستراتيجيك كوميونيكيشن لابوراتوريز” ومقرها لندن.

ووصفت الشبهات التي تحيط بها بأنها “مقلقة للغاية”، ودعتها إلى التعاون مع التحقيق، الذي فتحه مكتب مفوض المعلومات، وهي هيئة مستقلة مكلفة حماية البيانات الشخصية.

وأعلنت الشركة البريطانية، الثلاثاء، وقف المدير التنفيذي لكامبريدج أناليتيكا عن العمل بعد الكشف عن تسجيلات يتفاخر فيها بأن الشركة لعبت دورا كبيرا في حملة ترامب الانتخابية، وقامت بكل بحوث وتحليلات الحملة، وكذلك الحملات الرقمية والتليفزيونية.

وقالت الشركة المختصة بالتواصل الاستراتيجي وتحليل البيانات، في بيان، إن هذه التصريحات “لا تعبر عن قيمها”.

سجلت أقوال نيكس بكاميرا خفية خلال تحقيق بثته القناة الرابعة التليفزيونية البريطانية، ويؤكد نيكس في التسجيل “لقد أدرنا حملته الرقمية”، ثم يعرض نظام البريد الإلكتروني ذاتي التدمير الذي يستخدمه.

ويضيف “ليس هناك أي أثر مكتوب، لا شيء”، مؤكدا أنه لا يوجد خوف من أن يفضح مشرعون أمريكيون أسراره، قائلا “إنهم سياسيون وليسوا فنيين، إنهم لا يفهمون كيف يعمل ذلك”.

“ذيس از ماي ديجيتال لايف”

يتعلق الأمر بسؤال عام يتم تشاركه على فيسبوك وغيره من مواقع التواصل مثل “أي من شخصيات بوكيمون أنت؟”، و”ما هي كلماتك المفضلة؟”، لكن هذا الاختبار النفسي تحت عنوان “ذيس از ماي ديجيتال لايف” (هذه حياتي الرقمية) كان هدفه مساعدة دونالد ترامب على الفوز في انتخابات 2016 الرئاسية.

يسأل اختبار الشخصية المشارك إن كان يحب أن يعبر عن مشاعره، أو تحدوه رغبة بالانتقام، أم أنه هادئ أو كثير الكلام، وإن كان يمضي في مشاريعه إلى النهاية، أو يهتم بالفنون.

أجاب نحو 320 ألف شخص على أسئلة الاختبار، الذي أعده أستاذ علم النفس إلكسندر كوجان، الذي كان يعمل لحساب شركة كامبريدج أناليتيكا، التي أسسها محافظون أمريكيون بينهم ستيف بانون مستشار ترامب المقرب قبل إقالته.

وبما إن اختبار كوجان كان يتم تشاركه على فيسبوك، فقد كان يجمع أكثر بكثير من البيانات التي يوفرها أولئك الذين يشاركون فيه طوعا، في تلك الفترة في 2015، كان يمكن لمثل هذه التطبيقات أن تجمع، ليس فقط معلومات عن المشاركين في اختبار ما، وإنما كذلك عن كل أصدقائهم على فيسبوك.

أتاح التطبيق جمع بيانات 50 مليونا من مستخدمي فيسبوك: اسمهم، أذواقهم، مكان إقامتهم، صورهم وشبكة علاقاتهم، وتستخدم خدمات التسويق مثل هذه المعلومات لإيصال الإعلانات إلى مستهلكين قد يهتمون بمنتجات مثل السيارات والملابس والفنادق، واستخدمت كذلك في الماضي للتعرف على الناخبين المحتملين.

لكن كوجان وكامبريدج أناليتيكا استخدما البيانات من أجل رسم مخططات شخصية انتخابية وقاعدة بيانات تتيح لفريق حملة ترامب الاطلاع على معلومات لم يسبق لأحد على الأرجح أن اطلع عليها عن مستخدمي فيسبوك وتوجيه رسائل انتخابية تستفيد من أفكارهم ومخاوفهم وأذواقهم.

استند المشروع إلى أبحاث باحث سابق في جامعة كامبريدج هو ميشال كوسينسكي، الذي درس الشخصيات استنادا إلى نشاطها على الإنترنت.

رسم مخطط الشخصيات النفسي

عمل ميشال كوسينسكي، وباحث آخر هو ديفيد ستلويل، لعدة سنوات على اختبار للشخصية، أعداه وشاركاه على فيسبوك تحت اسم “شخصيتي” (ماي برسوناليتي)، وجمعا ردود 6 ملايين مشارك في الاختبار والمواصفات الشخصية لكل أصدقائهم على فيسبوك.

ونشرا في 2015 دراسة بعنوان “قياسات الشخصية التي تجريها الحواسيب أكثر موثوقية من تلك التي يجريها البشر”.

وبينا قدرتهما على تكوين مخطط نفسي دقيق لشخص استنادا فقط إلى ما يعجبه على فيسبوك، مؤكدين أن “قدرة الحواسيب على تقييم الشخصية أكثر من البشر توفر فرصا ولكنها تنطوي كذلك على مخاطر لجهة الحكم على النفسية والتسويق واحترام الخصوصية”.

وذكرت عدة وسائل إعلام، أن كوسينسكي رفض مشاركة بياناته مع كوجان وكامبريدج أناليتيكا، خشية أن تستخدم لأهداف انتخابية، وهكذا قام كوجان بتصميم اختبار خاص به.

نتائج هائلة
وأثبتت كامريدج أناليتيكا أن منهجيات كوسينسكي، الذي التحق بجامعة ستانفورد تفضي إلى نتائج هائلة، وبدأت الشركة باستخدام اختبار قياسي لوضع مخطط لشخصية المستخدم عرف باسم “بيج فايف”، لأنه يقيس 5 سمات شخصية هي الانفتاح (تذوق الفن، الفضول، والخيال)، والوجدان (احترام الواجب، حسن التنظيم)، والانفتاح الاجتماعي (العواطف الإيجابية، الاندفاع نحو الغير)، واللطف (التعاطف مع الآخرين والتعاون بدلا من التشكيك)، والعصبية (الميل الى الغضب، والقلق أو الاكتئاب).

وتعين على المشاركين أن يقولوا إن كانوا يوافقون تماما أو إلى حد ما مع مقولات مثل “أميل إلى التنظيم” أو “الفنون ليست من اهتماماتي”.

وتم تنقيح المعلومات تبعا لنشاط المشارك وأصدقائه على فيسبوك، ومن أجل تصنيف الناخبين، تولت برمجية خوارزمية إقامة صلة بين “اللطافة” و”المزاج العصبي” والجنس والعمر والدين والاهتمامات الترفيهية والسفر والآراء حول مواضيع محددة.

وأتاحت هذه المعلومات جمع أكثر من 4 آلاف معلومة عن كل ناخب أمريكي، وهو ما تباهى به المدير التنفيذي لشركة كامبريدج أناليتيكا الكسندر نيكس قبل أن توقفه الشركة عن العمل، وأتاح ذلك بحسب نيكس ما سماه “رسم مخطط سلوكي” وتصميم رسائل تخاطب “المخطط النفسي” للشخصية.

وبعبارات أخرى، كان يمكن لحملة انتخابية أن تنشر عبر فيسبوك وغيره من مواقع التواصل رسائل ومعلومات أو صورا هادفة تماما من أجل التأثير على الناخبين والتلاعب بخيارتهم، ويبدو أن فريق دونالد ترامب نجح في الأمر.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]