تدخل أمريكا عسكريا في ليبيا بين التنافس السياسي والدعم الدولي

«لن نتدخل في ليبيا إلا بطلب من الحكومة الشرعية».. تصريحات دأبت على ترديدها دول الغرب، وسط تأكيدات بعدم التدخل العسكري ضد داعش في ليبيا إلا بطلب من حكومة الوفاق المدعومة دوليا، على الرغم من أنها لم تتمكن من اكتساب شرعيتها حتى الآن من خلال منحها الثقة من جانب البرلمان الليبي، الذي لا يزال يدعم حكومة طبرق بقيادة عبد الله الثني، كما يدعم الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر.

وبعد صدور عدة تقارير تشير بالفعل إلى وجود قوات بريطانية وفرنسية وأمريكية، وسط نفي مستمر من تلك الدول، إلا أنه يبدو أن حاجة الغرب للحرب على داعش أصبحت أكثر إلحاحا، فأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الإثنين، توجيه حملة عسكرية ضد تنظيم داعش في مدينة سرت، والتي سيطر عليها التنظيم في يونيو عام 2015، وسط تساؤلات عن إمكانية التدخل البريطاني والأوروبي أيضا، على غرار الأمريكي.

مصدر وطبيعة الغارات الأمريكية

وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تجنبت الإجابة على تساؤلات حول مصدر تلك الضربات، ومن أي دولة تشنها الولايات المتحدة، إلا أن مسؤولين أمريكيين أكدوا، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن طائرات بدون طيار MQ-9 المسلحة تنطلق من قاعدة بالأردن، تبعد حوالي 1900 كيلومتر عن مدينة سرت الليبية، ولديها القدرة على قطع مسافة 1600 كيلومتر دون معرفة أية معلومات بشأن التزود بالوقود جوا.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن الحملة التي بدأت أمريكا شنها الإثنين هي الأولى على داعش ليبيا، التي تنطلق من قواعد أردنية، حيث أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن تلك الضربات تساعد في حماية المصالح الأمريكية، قاطعا الوعد باستمرارها حتى يتم التأكد من أن داعش لم يعد له معقلا في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك علاقة وطيدة بين الأزمة الليبية وأزمة الهجرة في أوروبا.

أما فيما يتعلق باستخدام قواعد جزيرة صقلية، فإن البنتاجون الأمريكي قال إنه لا بد من تصريح إيطالي للقيام بذلك، فضلا عن تواجد أمريكي على الأرض لتحديد أهداف تلك الضربات

ووفق صحيفة MEE البريطانية، فإن سليف لويس، مساعد وزير الدفاع البريطاني، قال إنه سيتم النظر في أي طلب أمريكي للمشاركة في الحملة العسكرية، إلا أنه أكد أن «الصراع في ليبيا لا يمكن حله بالتدخل العسكري فقط»، مشيرا إلى أن الدولة الليبية في حاجة إلى استراتيجية شاملة تتضمن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إمكانية التدخل الأوروبي

غارات أمريكا على التنظيم الإرهابي في ليبيا لم تكن الأولى، بل جاءت في إطار سلسلة غارات متقطعة كان آخرها التي شنت على مصراته في فبراير الماضي، والتي تبعها تصريحات للوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، توبياس إلوود، أكد فيها أن القوات الجوية البريطانية تنفذ مهام استطلاع فوق الأراضي الليبية، إلا أن الحكومة البريطانية أعقبت ذلك بنفيها أي خطط لتنفيذ غارات على ليبيا أو الدفع بقوات بريطانية على الأرض.

وفي مؤتمر صحفي مشترك لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ونظيرها الإيطالي في العاصمة روما الأسبوع الماضي، شددت الأولى على أن «ليبيا أصبحت معقلا لتنظيم داعش الإرهابي»، فيما رفض وزير الدفاع البريطاني التأكيد، للصحفيين، عن الموقف البريطاني من التدخل العسكري في ليبيا، خاصة بعد إعلان أمريكا تدخلها بناء على طلب حكومة الوفاق المدعومة دوليا.

يأتي ذلك وسط تأكيدات إيطالية بأنها ستضع قواعدها الجوية في جزيرة صقلية تحت الاستخدام الأمريكي لشن غارات جوية على داعش في ليبيا.

فرنسا حائرة بين حفتر والوفاق

الموقف الفرنسي، كان الأكثر جدلا خلال الفترة الأخيرة، حيث أعلنت صحيفة لوموند الفرنسية، قبل أشهر، وقود قوات فرنسية في الشرق الليبي الذي يسيطر عليه الجيش الليبي الذي يقوده حفتر، وهو ما نفته الحكومة الفرنسية، التي سرعان ما اعترفت مؤخرا بتواجد فرنسي في ليبيا، وذلك قبيل إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مقتل 3 جنود فرنسيين هناك، في الوقت الذي أكدت فيه قوات حفتر أن هؤلاء كانوا مستشارين عسكريين لهم، ما أدى إلى استدعاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج للسفير الفرنسي في ليبيا، احتجاجا على تدخلها، ومطالبا بتوضيح رسمي للموقف الفرنسي.

وفي موقف مغاير، رحب وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك إيرو، بخطوة حكومة الوفاق الليبية طلب المساعدة الدولية المتمثلة في الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في مدينة سرت، معربا عن استعداد باريس لتعزيز تعاونها مع حكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب.

البرلمان يرفض

وفي إطار التنافس السياسي بين حكومتي الشرق والغرب، استدعى البرلمان الليبي في الشرق السفير الأمريكي في ليبيا احتجاجا على التدخل الأمريكي دون التنسيق مع الحكومة المؤقتة ومستنكرا عدم مساعدة الأخيرة في حربها على الإرهاب في مدينتي بنغازي ودرنة.

وتعد خطوة التدخل العسكري تغيراً في منظور واشنطن بعد اعتزال الشأن الليبي لسنوات، خاصة بعد الحادثة الشهيرة على قنصلية أمريكا في بنغازي، والتي قتل فيها السفير الأمريكي في ليبيا جون كريستوفر ستيفنز، إضافة إلى 3 أمريكيين بينهم جنديا بحرية في 11 سبتمبر 2012.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]