اتهامات رسمية هي الأولى من نوعها، تلك التي وجهها رئيس الوزراء اليمني د.معين عبد الملك لقطر، بالعمل على نشر الفوضى ببلاده، إذ أكد أن الدوحة دعمت الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات، وعملت على زعزعة الاستقرار في اليمن.
ومنذ المقاطعة العربية للدوحة، أضحت السياسة والدعم القطري للميليشيات الحوثية علنيًا، فضلا عن عملها الآن على إضعاف الحكومة الشرعية، وإفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات في بعض المحافظات وتمويلها، وإطلاق حملات تشويش كجزء من هذه السياسة التخريبية.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي وضاح الجليل، إنه من الواضح أن قطر دائما ليس لها نهج معين من الممكن أن يتم التعامل معه، وهذا واضح في تعاطيها مع الحوثيين من البداية، منذ أن كانوا مجرد “متمردين” في محافظة صعدة بأقصى شمال اليمن، حيث كانت تتعاون معهم من أجل إبرازهم وجعلهم في المشهد الدولي.
وأوضح في تصريحات لـ”الغد”، أن قطر كانت تعمل على خلق أزمة عبر “الحوثيين” وتحويلهم إلى أصحاب حقوقيين وذوي قضية عالمية دولية.
وفي عام 2014 عندما كان يتوسع الحوثييون، تعامل معهم الإعلام القطري كـ”متمردين” وكان يهاجمهم بشدة، ولكن بعد أزمتها مع الرباعي العربي، مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين، تحول الموقف جذريا، وبات الإعلام القطري يستضيف الخطاب الحوثي بشكل واضح وعلني وصريح.
وافتتحت القناة القطرية مكاتبها في صنعاء بعد أن كانت تشتكي من أنهم يقتحمون مكاتبها ويستولون على معداتهم، ليظهر الحوثيون عليها، ويقدمون رؤيتهم بشكل علني، وأصبحت التعديات الحوثية على المدنيين مبررة في الإعلام القطري.
وأشار الجليل إلى أن الهدف أن قطر تريد وجود وحضور في كل مكان، فهي لا تدعم الحوثيين لكونها تتوافق معهم أيديولوجيًا، ولكن تريد أن تتواجد في بقعة اليمن وأن تمارس النكاية في حلفاء الأمس في التحالف العربي، السعودية والإمارات.
وأكد الجليل أن الحوثيين أصبحوا أصحاب مظلومية في المحافل الدولية من خلال الدعم والرعاية القطرية، وتحول الخطاب من أنهم كانوا “متمردين” إلى أصحاب قضية.
ويعاني اليمن فوضى أمنية وسياسية تحت وطأة حرب مستمرة منذ 6 سنوات، بين القوات الشرعية الحكومية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، وميليشيا الحوثي المسيطرة على مدن ومحافظات من بينها العاصمة صنعاء.
وكثفت قطر خلال الأشهر الماضية دعمها ليميليشا الحوثي، وعملت على استحداث معسكرات غير نظامية خارج إطار الدولة، تقودها شخصيات تنتمي لحزب الإصلاح، ذراع تنظيم الإخوان، بينما تحاول الميليشيات المدعومه قطريا، تفجير الأوضاع في ريف الحجرية جنوب تعز، واختلاق معارك وهمية، مع قوات المقاومة الوطنية.
