تراتيل وترانيم عيد الميلاد المجيد.. فلسطين «أهل بيت المسيح»

مع احتفالات عيد الميلاد المجيد، وحين تصدح أجراس الكنائس داخل فلسطين المحتلة وخارجها، يصبح العالم أمام حقائق وشواهد التاريخ والجغرافية، بأن السيد المسيح، -عليه السلام- (فلسطيني الجنسية)، وأمه السيدة مريم البتول، عليها السلام، هي (سيدة فلسطين الأولى). وإذا كان وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه النبي القرشي الهاشمي، نسبة إلى الجذور والأصل، ونسبة إلى جنسية الوطن الذي عاش فيه، لهذا يقول التاريخ إن المسيح -عليه السلام- فلسطيني الجنسية والهوية، أما الرسالة والديانة فهي ملك للبشرية جمعاء… للجميع بكافة ألوانهم وأطيافهم ولغاتهم.

  • السيد المسيح ولد وعاش في فلسطين طولاً وعرضاً ـ سياحة السيد المسيح في فلسطين من البحر إلى النهر ـ حتى رفع إلى السماء.

 

عاصمة الشواهد التاريخية

ولد عيسى بن مريم (السيد المسيح ـ عليه السلام) في بيت لحم، وترعرع في الناصرة.. ومسقط رأس السيد المسيح «بيت لحم»، وهي مدينة فلسطينية، ومركز محافظة بيت لحم. وتقع في الضفة الغربية المحتلة على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس، وبنيت المدينة وفقًا لعلماء الآثار على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، وعُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن..وتعد بيت لحم عاصمة الشواهد التاريخية والدينية، وتضم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد (أول كنيسة في العالم)، وبنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وقد بنيت الكنيسة فوق كهف أو مغارة، التي ولد فيه السيد المسيح، ويعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم.

 

كنيسة المهد (أول كنيسة في العالم)

من أبرز المعالم الدينية في محافظة «بيت لحم» الفلسطينية، كنيسة المهد، وتعد أقدم كنيسة في العالم، فبعد أن أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية الشرقية في عهد الإمبراطور قسطنطين عام 324 مـ، أمرت والدته الملكة هيلانة في عام 335 ببناء كنيسة المهد في نفس المكان الذي ولد فيه السيد المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ في مدينة بيت لحم.

  • وتضم الكنيسة ما يعرف بكهف ميلاد المسيح، ويزين الكهف 14 قنديلا فضيا والعديد من صور وأيقونات القديسين.. والكنيسة عبارة عن مجمع ديني كبير تحتوي على مبنى الكنيسة بالإضافة إلى مجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة، فهناك الدير الأرثوذكسي في الجنوب الشرقي، والدير الأرمني في الجنوب الغربي، والدير الفرانسيسكاني في الشمال الذي شيد عام 1347م لأتباع طائفة الفرنسيسكان.

مغارة الحليب

وتقع المغارة إلى الجنوب الشرقي من الكنيسة وهي المكان التي أرضعت فيه السيدة مريم العذراء، يسوع الطفل عندما كانت مختبئة من جنود هيرودس أثناء توجهها إلى مصر. ويقال أن بعض قطرات من حليب العذراء قد سقطت على صخرة مما أدى إلى تحول لون الصخرة إلى الأبيض.

 

حقل الرعاة للروم الأرثوذكس

ويقع إلى الشرق من مدينة بيت ساحور، حيث ظهر فيه ملاك الرب إلى الملائكة وأخبرهم بالنبأ السعيد وهو مولد يسوع، وحينها هللت ملائكة السماء «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس المسرة». وعندما قامت الملكة «القديسة هيلانة» بزيارة بيت لحم، أمرت ببناء كنيسة المهد وكنيسة أخرى على «مغارة الرعاة» والتي هدمت وأعيد بناؤها ثلاث مرات.. وفي نفس المكان «كنيسة حقل الرعاة اللاتين» و«حقل الرعاة للبروتستانت»..وتضم المدينة أديرة وكنائس تاريخية تسجل فصولا من حياة القديسين، والدعوة المسيحية للعالم.

  كنيسة القيامة

تقع كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس، داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبنيت فوق «الجلجلة» وهي مكان الصخرة التي يعتقد أن المسيح ـ عليه السلام ـ صلب عليها، وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دفن فيها المسيح  واسمه  القبر المقدس.. وسُمّيت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة يسوع المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي أدت إلى موته على  الصليب، بحسب  العقيدة  المسيحية.. وبدأ بناء الكنيسة في عام 325 ميلاديا وانتهى البناء عام 335، ويصطف الزوار أمام باب قبر المسيح بالساعات لكي يتسنى لهم الدخول للحظات قليلة للتبارك بالمكان المقدس من الداخل..

كنيسة الجلد

وهي كنيسة كاثوليكية تقع في الحي الإسلامي في البلدة القديمة من القدس، بالقرب من بوابة القديس ستيفن، ويطلق عليها أيضاً اسم «كنيسة حبس المسيح»، وسُميت الكنيسة بهذا الاسم، لأنها تكرّس المكان الذي اقتيد فيه يسوع المسيح قبل تقديمه للمجمع اليهودي لمحاكمته، وبعدها تعرّض للجلد من قبل الجنود الرومان، مروراً بمحاكمة أخرى حكمت على المسيح بالموت صلباً.

وتسرد أحد أسوار «كنيسة الجلد» حواراً بين بيلاطس ويسوع، حيث استدعاه بيلاطس، وقال له: هل أنت ملك اليهود؟ أجاب يسوع: الآخرون لك عني؟ وسأل بيلاطس: ماذا فعلت؟، أجاب يسوع: مملكتي ليست في هذا العالم. فقال له بيلاطس: إذن فأنت ملك؟ أجاب يسوع: أنت تقول إني ملك لهذا ولدت، ولهذا جئت إلى العالم لأشهد للحق، ثم أخذ بيلاطس يسوع وجلده، وضفر الجنود الرومان إكليلاً من شوك ووضعوه على رأس المسيح، وألبسوه رداء أرجوانياً (عباءة خارجية قصيره يرتديها الملوك والقضاة والضباط والأباطرة باختلاف اللون).

  • ووفقاً للكتب المسيحية، فإن محاكمة السيد المسيح تمت على مرحلتين وأمام سلطتين مختلفتين محكمة يهودية وأخرى رومانية، وتمسك المسيح بعدم الدفاع عن نفسه، حيث أصدرت المحكمة اليهودية قراراً بإعدام المسيح رجماً بالحجارة بحجة عزمه على هدم الهيكل المقدس، بينما ألصق الرومان بالمسيح اتهامات تتعلق بالتحريض على الفتنة، ومعاداة القيصر.
  • ووفقاً للكتاب المقدس فإن الرجم بشكل عام لم يكن ممكناً حسب القانون الروماني، إلا بقرار من القيصر الروماني، وتم تعديل العقوبة من الرجم إلى الصلب في يوم عيد الفصح، نظراً لأن هذه العقوبة تلحق بصاحبها العار والفضيحة أبد الدهر، حيث رغبت السلطات اليهودية والرومانية إساءة سمعة يسوع أمام أنصاره.

 

قصة البحث عن الصليب

ويقول المؤرخون، إنه قبل نحو 1700 عام (في العام 326 م)، أرادت الملكة هيلانة أن تعرف مصير الصليب المقـدس، الذي صلب عليه المسيح، حيث رأت في منامها حلماً، أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب، وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين على رحلتها إلى القدس(اورشليم)، وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها.. وفي القدس أرشدها البطريرك مكاريوس، إلى رجل طاعن في السن، وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث، وسألته الملكة عن صليب المسيح، فأنكر في مبدأ الأمر معرفته به وبمكانه، فلما شددّت عليه الطلب وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة، فاضطر إلى أن يرشدها إلى الموضع الحقيقي للصليب، وهو «كوم الجلجثة»، بالقرب من معبد فينوس، وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة في القدس العربية المحتلة.

وبعد أن أمرت الملكة هيلانة بإزالة التل، انكشفت المغارة وعثروا فيها على ثلاثة صلبان، وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة: هي صليب المسيح يسوع، وصليب اللص الذي صلب عن يمينه، وصليب اللص الذي صلب عن يساره، وقد عثروا كذلك على المسامير وعلى بعض أدوات الصلب، كما عثروا على اللوحة التي كانت موضوعة فوق صليب المسيح ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد، ومتشابهة، حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف على صليب المسيح يسوع من بينها، وبعد ذلك استطاعت الملكة بمشورة البطريرك مكاريوس، أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة، الواحد بعد الآخر، على جثمان ميت، فعندما وضع الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وضع الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على امرأة مريضة فشفيت في الحال، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين وهم يرتلون ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، ثم رفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة.

  • وتكريماً للصليب المقدس، غلفته بالذهب الخالص، ولفته بالحرير، ووضعته في خزانة من الفضة في القدس، وأرسلت القديسة هيلانة قسماً من الصليب والمسامير إلى قسطنطين وأبقت القسم الباقي في كنيسة القيامة التي أمر الملك قسطنطين ببنائها في نفس موضع الصليب على جبل الجلجثة، وسميت بكنيسة القيامة (وتسمى كنيسة القبر أيضا) ووضع فيها الصليب.

 

 

 اعتراف تاريخي.. المسيح (فلسطيني الجنسية)

أكثر ما يثير هواجس دولة الاحتلال، مع طقوس كل عيد ميلاد مجيد، هو الاعتراف التاريخي بأن السيد المسيح، عليه السلام، (فلسطيني الجنسية)، وهو الذي  قلب أوانيهم وأمتعتهم في الأسواق واتهمهم بالربا اللا أخلاقي ودعاهم إلى الرأفة بالجياع والفقراء..واكثر ما يثير قلق دولة الاحتلال أن «تاريخ العائلة المقدسة» يدعم حقائق تاريخية وجغرافية للوطن المحتل (فلسطين)، وأن السيدة مريم ـ عليها السلام ـ هي ( سيدة فلسطين الأولى)، بحسب تعبير الكاتب والشاعر الفلسطيني الكبير، الصديق إبراهيم جابر. قائلا: «المسيح لنا.. ابننا.. وأمّه سيدة فلسطين الأولى.. ابن الناصرة والجليل.. مسيحيو الشرق، وفلسطين تحديداً، هم أهل بيت النبي الفلسطيني، والمسيحية ديننا نحن، ورسالتنا نحن إلى الأرض. هنا بيته ما زال، وهنا حمل صليبه على ظهره، أو صعد بدونه، وهنا كلّ حبة رملٍ جديرةٌ بأبلغ التراتيل والصلوات.. بين هذا الشعب، ولد وحكى في المهد».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]