في خطوة وصفت بأنها تراجعا إيرانيا للتخفيف من حدة التوتر مع المملكة السعودية، وتلافي تداعيات الأزمة الراهنة، أمرت وزارة الخارجية الإيرانية، المجلس البلدي في العاصمة طهران اليوم، الإثنين، بإعادة اسم «بوستان» إلى الشارع الذي تقع فيه سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، والذي تم تغييره مؤخرا إلی اسم «نمر باقر النمر»، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
التراجع الإيراني، وإن كان رمزيا، إلا أنه يحمل دلالات عديدة، أبرزها، كما يقول السفير عبدالفتاح راغب، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن إيران أدركت أهمية أن يظل الباب مفتوحا لتطبيع العلاقات مع السعودية، وعدم تكرار الواقعة التي تعترض عودة العلاقات مع مصر حتى الآن بسبب تسمية شارع في طهران باسم خالد الإسلامبولي، بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، ورغم ما قيل فيما بعد عن التوجه لتغيير اسم الشارع إلى «شارع الانتفاضة»، إلا أن القرار لم ينفذ، وبقي الشارع يثير حساسيات على طريق تطبيع العلاقات المصرية مع إيران.
وقال راغب لـ«الغد»، إن التراجع الإيراني بإلغاء تسمية الشارع باسم المواطن السعودي الشيعي النمر، بعد إعدامه وفقا لحكم قضائي، يشير إلى توجه إيراني بعدم تصعيد حدة التوتر مع السعودية، بعد ردود الفعل الغاضبة تجاه الموقف الإيراني، والتدخل في شأن داخلي سعودي، وكان واضحا أن التراجع جاء بناء على تقديرات موقف وحسابات بعد أن واجهت إيران حملة دولية وإقليمية، وبعد أن قررت عدة دول، إما قطع علاقاتها مع طهران أو تخفيض بعثاتها الدبلوماسية فيها، ما يؤثر بشكل بالغ على وضعها السياسي الإقليمي، وعلى اقتصادها المتعثر.
وأوضح السفير راغب، أن إصرار إيران على اسم الشارع «النمر» كان سيحمل إشارة سيئة للعالم، تؤكد أن إيران ترعى الجماعات والعناصر المتشددة، وتصر على تدخلها في شؤون الدول الخليجية، وأن الاعتداء على السفارة السعودية في طهران كان متعمدا والدليل إطلاق اسم النمر على الشارع الذي تقع به السفار السعودية، ما يمثل تجديا صارخا لمواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية المتعلقة بالحصانة الدبلوماسية، وهي نقطة هامة وضعتها الخارجية الإيرانية في حساباتها.
ويرى الدبلوماسي المصري، أن خطوة التراجع الإيراني، أكبر من رمزية، لأنها تضمنت أمرا من الخارجية الإيرانية، إلى المجلس البلدي في العاصمة طهران، وهو سلطة تنفيذية، بتغيير اسم «النمر» والعودة إلى الاسم القديم، ومن المتوقع أن تنعكس تلك الخطوة على الأجواء الراهنة بين السعودية وطهران، على الأقل بالرغبة في عدم التصعيد، وتمهيد المناخ للوساطات الجارية للتخفيف من حدة التوتر.
يذكر أن السلطات الإيرانية كانت قد غيرت اسم شارع السفارة السعودية باسم نمر باقر النمر الأسبوع الماضي، احتجاجا على إعدامه ضمن سلسلة تضم 47 مدانا بالإرهاب تم إعدامهم في السعودية.