تراجع «الرهانات» على التغيير في لبنان مع تعثر تشكيل الحكومة

وصفت الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، تأجيل تشكيل الحكومة الجديدة، بأنه «تعثر معيب» في تأليف الحكومة، وأن ساعات التفاؤل التي عاشها اللبنانيون مع زيارتي الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وما تردد عن عودة الاهتمام الدولي بالوطن الجريح، سرعان ما تبددت وتلاشت مع تمسك المنظومة السياسية بسياسات المحاصصات والهيمنة والتسلط، وتقاسم النفوذ ومغانم السلطة، ولو على حساب هذه الدولة المفلسة، بحسب تقدير صحيفة «اللواء» اللبنانية.

و«الرهانات» على التغيير بدأت تتهاوى أمام الألغام الطائفية والمذهبية، التي تُدافع عن القواعد التقليدية في تشكيل الحكومات، التي حوّلت الوزارات إلى محميات طائفية، وإلى مناجم نهب للأحزاب السياسية والتيارات الفئوية.

وتساءلت الصحيفة: مَن يستطيع أن يُطمئن اللبنانيين أن الغد سيكون أفضل من اليوم، وأن المحنة في طريقها إلى الزوال، وأن الإنحدار سينقلب إلى إستنهاض، وأن الإنهيارات ستتحول إلى إصلاحات؟

«التريث» لمزيد من المشاورلت

كان رئيس الحكومة المكلف، د. مصطفى أديب، قدم أمس الى الرئيس عون تصوره غير المكتوب للحكومة الجديدة من خلال نتائج الاتصالات التي يجريها لتشكيل الحكومة العتيدة..وذكرت مصادر مواكبة للقاء، أن الرئيس المكلف لم يعرض تشكيلة نهائية للحكومة إنما عرض أفكارا وتصوراً عاماً..والنتيجة كانت «التريث» لمزيد من المشاورلت التي  ستتواصل، وعند اكتمال المشاورات، سوف يلتقي الرئيس المكلف مجدداً الرئيس عون، وسط توقع بحصول لقاء بين أديب والثنائي الشيعي في خلال الساعات القليلة المقبلة.

وفي حقيقة الأمر، فإن «التريث» للتشاور، يعني لبنانياً، أن الكتل النيابية لم تنهِ خياراتها في ما خص قبول الصيغة الحكومية المقترحة، بحسب الصحيفة اللبنانية، أما فرنسياً فتأخير ولادة الوزارة، يعني «بداية نكث» بالوعود التي قطعت أمام الرئيس ايمانويل ماكرون، بقبول ولادة حكومة، على مثال المبادرة الفرنسية وصورتها، أي مصغرة، واختصاصيين، لا مكان فيها للولاء الحزبي، أو الشخصي أو سائر الولاءات، التي شكلت في أزمنة سابقة.

وتبقى مخاطر الإخفاق في تشكيل حكومة تقود الإصلاحات، وتحوز على ثقة ومساعدات الدول المانحة، تتجاوز الإعتبارات الداخلية، لتهدد كل المحاولات الإنقاذية، وتضرب ما تبقى من صدقية للأطراف السياسية، وتُعيد الأزمة في البلد إلى المربع الأول.

ويقول الخبير الاستراتيجي اللبناني، العميد الركن  خالد حمادة، مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات، إنه مع انقضاء المهلة الفرنسية وصل إلى بيروت  مدير وكالة الإستخبارات الخارجية الفرنسية لإنقاذ المبادرة، أو لوضع رئيس الجمهورية ميشال عون ـ المتماهي مع ميزان القوى الداخلي ـ في معالم المرحلة المقبلة.

خياران «عقلاني وهستيري»

وتعبّر المواقف التي يبديها السياسيون المصرّون على إنتاج حكومة على شاكلة سابقاتها عن أحد المسارينن بحسب تقديرات العميد الركن خالد حمادة:

  • الأول عقلاني يقتضي التفاوض المباشر مع الوسيط الفرنسي للتخفيف من وطأة التغييرات ـ التي رافقت كلّ مراحل تأليف الحكومة الجديدة ( تسميّة رئيس الحكومة المكلف، والتشكيل، والمداورة للمناصب الوزارية)،التي تبدو كلها  «صعبة المضغ» على فرقاء اعتادوا القفز فوق اتفاق الطائف ـ والتفاهم حول حدود العقوبات التي كانت بشائرها أكثر من كارثية.
  • والثاني هستيري ويقضي باتّخاذ حزب الله ومن يتبقّى من حلفائه قرار الذهاب الى أبعد حدود المواجهة، من العقوبات حتى المواجهة العسكرية،عن طريق قلب الطاولة بوجه الغرب بوضع اليد على الداخل وبالتالي تغيير قواعد التفاوض مع الخارج.

وفي كلا الخيارين يُسقط المغامرون من حساباتهم مسألتين:

الأولى هي توّهم القدرة على إطلاق المواجهة مع الغرب من الساحة اللبنانية والحؤول دون تمدّدها الى ساحات أخرى.

والثانية الجهل وربما التجاهل بأنّ الشرائح اللبنانية كافة خرجت من عقدة الخوف وأصبحت عصيّة على التدجين، وأنّ إخضاع الزعامات لم يعد سبيلاً ممكناً لإخضاع الجمهور الذي تقدّم له المعطيات الإقليمية والدولية خيارات أخرى.

وهكذا ..يواجه لبنان مجموعة من التحديات المصيرية، في مرحلة تقف فيها البلاد والعباد على شفير الهاوية والإنحدار السريع نحو إرتطام قد يكون مدمرا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]