عادت الكلمة للشارع في لبنان، ولكن بوتيرة أكثر حدة من السابق، فضاق الناس بتراجع سعر العملة الوطنية في كافة المناطق، حتى بلغ الحد الأدنى للراتب 170 دولارا فقط، هذا إذا استطاع الموظف الحصول على راتبه المتواضع من مؤسسات باتت أبوابها مغلقة أو مفلسه، ليتحول الغضب إلى قطع للطرق وتعديات على فروع للبنوك.
وأكد محتجون أنهم لن يتراجعوا هذه المرة، في ظل لقمة عيش مهددة وودائع مصرفية ضائعة، تفرض ضغطا اجتماعيا غير مسبوق، يخشى أن يتحول إلى فوضى.
وقالت مراسلة الغد في بيروت، خلال تقريرها ، إنه لم تكن العودة إلى الشارع مستبعدة على الإطلاق، فالحجر الصحي الذي التزمه اللبنانيون خشية من وباء كورونا، كان استراحة محارب لمعركة قاسية جدا وظروف متداخلة بين المال والاقتصاد والسياسة.
ونظم عدد من المعتصمين في العاصمة اللبنانية بيروت مسيرة في اتجاه المصرف المركزي في الحمرا، بعدما غادروا منطقة جسر الرينج، حيث تم فتح الطريق بالاتجاهين، مرددين شعارات: “الوطن للعمال .. تسقط سلطة رأس المال”.
وفي هذا السياق، تلقى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب اتصالًا من وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الذي أعرب عن تأييد فرنسا لبرنامج الحكومة الإصلاحي، واستعدادها لمساعدة لبنان مع صندوق النقد الدولي.
كما شدّد لودريان على نيّة فرنسا عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان فور انتهاء إجراءات الحظر المتعلقّة بوباء كورونا.
واستقبل “دياب” اليوم الثلاثاء في السراي الحكومي السفيرة الأمريكيّة دوروثي شيا. وجرى التداول في آخر المستجدّات المحليّة.
وأعربت السفيرة عن استيائها من الطابع غير السلمي الذي يطغى على المظاهرات. وجدّدت التأكيد على وجوب التعاون مع صندوق النقد الدولي.
كما أعلنت عن مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة إلى لبنان لمساعدته في مكافحة وباء كورونا، وذلك عن طريق الجامعة الأمريكية في بيروت.
وأشارت مراسلتنا من بيروت إلى تجدد المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في صيدا، مساء الثلاثاء.
