أثبتت استطلاعات للرأي في تونس تراجعًا في نوايًا التصويت للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة لكل من حركة النهضة وائتلاف الكرامة، فيما تصدر الرئيس التونسي قيس سعيد الترتيب للاستحقاق الرئاسي والحزب الدستوري للانتخابات التشريعية.
وبحسب استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة “سيجما كونساي” هناك تراجع مدو للتيار الإخواني في تونس إذ حازت حركة النهضة ذات الأغلبية في البرلمان على 18% فقط من نوايا التصويت مقابل 38% للحزب الدستوري، ولم يحقق ائتلاف الكرامة سوى 3.8 ليكون في أسفل الترتيب.
فيما حافظ الرئيس قيس سعيد سياسيا على صدارة الترتيب في نوايا التصويت للانتخابات المقبلة بأكثر من 43%، بحسب “سيجما كونساي”.
وتختلف القراءات حول هذه النتائج التي تعكس بشكل أو بآخر المزاج الانتخابي التونسي وفقا لمتغيرات المشهد ومستجداته..
وتشير تحليلات سياسية إلى وجود أزمة ثقة تجاه الأحزاب النافذة في المشهد ومن بينها حركة النهضة التي لم تتمكن طيلة العقد الأخير من تحقيق مطالب الشارع علاوة على انعكاسات الجو السياسي المشحون داخل البرلمان على المزاج الانتخابي الذي بدأت ملامحه الجديدة تظهر منذ انتخابات عام 2019.
وتعد نوايا التصويت ومنسوب الثقة في الأحزاب والشخصيات السياسية الفاعلة، عوامل قد تسهم في وضوح الصورة حول السباق الانتخابي المقبل الذي قد يقلب حسابات الأحزاب رأسا على عقب.
في هذا السياق قال من لندن، جلال الورغي الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية وعضو مجلس شورى حركة النهضة، إن استطلاعات الرأي تعطي بعض المؤشرات لكنه يجب ألا نسلم بها، كونها قابلة للتغير بسرعة، وفي الوقت نفسه أرى أنها يمكن تؤخذ بعين الاعتبار لكنها لا تعبر عن مزاج الناخب.
وذكر لحصة مغاربية، أن حركة النهضة رغم أنها فاعل أساسي لكن لا يتوقع أن تكون الحركة أكثر شعبية باستمرار، إذ تتراجع في عدة مراحل وهذا ليس بالأمر الغريب.
ويرى من تونس حسن الزرقوني مدير مؤسسة سيجما للدراسات، أن استطلاعات الرأي صورة شمسية إن صح التعبير لفترة ما، يمكن تغيرها من فترة لأخرى، لكنها تثبت الرأي العام في الشارع.
وأشار إلى الاستطلاعات تثبت أن الحزب الدستوري الحر هو ما يتصدر بفارق كبير، بحسب الرأي التونسي، لافتا إلى أن الشارع غير راض على تسيير البلاد، وهناك إحباط جراء الأداء الحالي في البلاد.
وذكر أنه مارس 2016 بدأ التراجع لحركة النهضة لا سيما مع ظهور حزب نداء تونس الذي أسسه الباجي قايد السبسي عندما أخذ محل النهضة.
كما يرى من تونس حسان العيادي الكاتب الصحفي، أنه بالعودة للتجارب الماضية، يثبت أن استطلاعات الرأي تتوافق مع المزاج التونسي.
وأشار إلى أنه عندما كانت الاستطلاعات تظهر النهضة تتقدم كانت تثني على هذه الناتجة وتثمن ما ينشر من آراء.
وذكر العيادي أن إشكالية النهضة كما الأحزاب الأخرى عندما تأتي الآراء غير متوافقة معها، تنظر إليها على أنها مؤمرات أو بالونات في الهواء وصواريخ توجه إليها وبالتالي لا بد من نفي قيمتها.