جاءت إدارة بايدن إلى السلطة، بأولوية واضحة، وهي مواجهة الصين، متناسية العدو التاريخي روسيا الصاعدة، مع التهديدات العابرة للحدود الوطنية مثل تغير المناخ ووباء كوفيد19.
وأكدت مجلة فورين أفيرز، أن أولوية الصين لدى بايدن تكشف أن الإدارة الأمريكية تقلل من روسيا باعتبارها لم تعد قوة حقيقية. لكن في أبريل الماضي عاد التهديد الروسي إلى الواجهة، حين تم حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
وكانت تلك الأزمة بمثابة تحذير من تجاهل الخطر الروسي، لكن بحلول شهر يوليو، عاد الرئيس جو بايدن ليقول روسيا اقتصاد لديه أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء آخر .
والمثير، أنه في عام 2014 خرجت من واشنطن تصريحات مماثلة، حين وصف جون ماكين، السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، روسيا بأنها محطة وقود تتنكر في شكل دولة.
وبعدها مباشرة، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، روسيا بأنها مجرد “قوة إقليمية” رافضا الإشارة إلى أنها قوة عالمية.
وعلى عكس التصور الأمريكي ، سرعان ما تدخلت روسيا في الصراع السوري، و اتهمت بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 ، وأدخلت نفسها في الأزمة السياسية في فنزويلا و الاقتتال في ليبيا.
دور دولي بارز
ويرى دكتور فاديم كوزيو لين، رئيس مركز الدراسات الدولية الروسية، عبر برنامج مدار الغد، أن الموقع الجغرافي الروسي ودورها التاريخي يعطي لها مكانة خاصة في العالم، مشيرا إلى أن مساعي تحجيم النفوذ الروسي في الخارج لن تنجح.
وقال كوزيو لين، إن روسيا ليست في حاجة إلى مزيد من الأراضي، حيث تتمتع بمساحة شاسعة لا يوجد مثيل لها في العالم، مشيرا إلى هذه المعطيات تعطي لروسيا مكانة خاصة ودور دولي بارز لا يمكن تجاهله.
استعادة أمجاد الماضي
وقال الدكتور إسحاق أندكيان، الخبير في إدارة الأزمات الدولية في جامعة كينيسو، عبر برنامج مدار الغد، إن روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي تسعى لاستعادة أمجاد الماضي، وذلك عن طريق تمديد نفوذها في الخارج، سواء في القوقاز أو في أوكرانيا وغيرها.
واعتبر أندكيان، أن روسيا لاعب إقليمي فقط وليس لاعب دولي، بمعنى أن نفوذها محصور في منطقة جغرافية معينة وليس في العالم بأسره على عكس الولايات المتحدة.
وقال الخبير في إدارة الأزمات الدولية ، إن دائما ما تسعى روسيا لخلق دور دولي لها، إلا أن هذه المساعي لم ولن تنجح، وسيبقى الدور الروسي محدود وعلى المستوى الإقليمي فقط.
نفوذ روسي
إلا أن الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى عبر برنامج مدار الغد، أن روسيا لاعب إقليمي مهم في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن دورها البارز في العديد من المناطق من العالم.
وقال عبد الجواد، إن ما يحدث في أوكرانيا، أكبر دليل على ما تتمتع به روسيا من نفوذ .
وأشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الدور الروسي في سوريا ودعمها للنظام السوري، أكبر دليل على قوة ونفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط، فمثلا يمكنها تغيير المعادلة في سوريا، إذا ما تخلت عن دعم النظام السوري.
