رفع دونالد ترامب الذي نُصِّب أمس الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، شعار «أمريكا أولاً» لتطبيق «رؤية جديدة» في الحكم، تعيد «السلطة إلى الشعب»، متعهداً بـ«محو التطرف عن وجه الأرض”.. وبتنصيب ترامب تدخل الولايات المتحدة وسياستها في الشرق الأوسط، مرحلة جديدة، رجّح خبراء ومسؤولون سابقون أن تشمل سياسة متشددة ضد “التطرف”، وتصعيداً سريعاً ضد إيران ونشاطاتها الإقليمية، يقابله تسريع للحرب على تنظيم «داعش» وتعزيز للعلاقات مع إسرائيل.
حسابات رجل الأعمال
بينما ترى دوائر سياسية في واشنطن، أن حسابات رجل الأعمال ، تفرض على “ترامب” أن يكون حريصا على الانضباط في حدود وظيفته، رئيسا للولايات المتحدة، وهو أول رئيس أمريكي لم يخدم في الجيش .. وحسابات رجل الأعمال، سوف تحكم سياساته بعد أن وضع يده على الإنجيل ليقسم قائلًا “أقسم أنني سأنفذ مُخلصًا مهام منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وسأعمل بأقصى ما لدي من قُدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه”.
وسرت شائعات في الأوساط السياسية الأمريكية، أن ترامب كتب خطاب تنصيبه بنفسه، ولم يُكلِّف أحدًا بهذا، في سابقة هي الأولى من نوعها، مما يعد كشف حساب مسبق أمام الشعب الأمريكي، متضمنا عشرة وعود وهي : إدخال تعديل دستوري يحدد عدد ولايات أعضاء الكونجرس.. وتجميد التوظيف في القطاعات الفيدرالية. مع استثناء الجيش والصحة والسلامة العامة.. ومنع المسئولين في البيت الأبيض والكونجرس من تشكيل جماعات ضغط خلال 5 سنوات بعد ترك مناصبهم.. وإعلان خطته لإعادة التفاوض حول اتفاق الشمال الأمريكي للتجارة الحرة مع كندا والمكسيك. أو الانسحاب من الاتفاق.. والانسحاب رسمياً من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي..ورفع القيود عن مناجم الفحم وعمليات التنقيب عن النفط والغاز، وإزالة كل العقبات التي وضعت خلال عهد أوباما أمام مشاريع الطاقة.. وإلغاء المساهمات المالية للولايات المتحدة في برامج الأمم المتحدة للتغير المناخي، وتحويل تلك الأموال إلي المنشآت البيئية والمائية في الولايات المتحدة.. ووقف أي تمويل للولايات الأمريكية التي لا تلقي القبض علي المهاجرين الذين تعتبرهم السلطات الفيدرالية مقيمين غير شرعيين علي التراب الأمريكي.. وتعليق الهجرة من المناطق المرتبطة بالإرهاب والتي يصعب فيها التدقيق في الهويات والبيانات.
ووفقا لتحليل الأوساط السياسية، فإن توجه الرئيس “ترامب” لإعلاء مصلحة أمريكا أولا، وإعلاء سلطة الشعب “الحاكم الفعلي” يرجع إلى تأثره بمنهج المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة، ومقولة “أن الشعب هو السيد، والحاكم خادم” ، ولذلك اختار برمزية واضحة، أن يبيت في ليلته الأولى بالبيت الأبيض، في غرفة “أبراهام لينكون”، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ، والذي يُعد واحد من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين إلى جانب جورج واشنطن، وفرانكلين روزفلت .
غرفة نوم لينكولن
وقال المؤرخ الأمريكي، دوغلاس برينكلي، لقد أخبرني الرئيس ترامب، بأنه متحمّس للنوم داخل غرفة لينكولن في ليلته الأولى .. وسُميت الغرفة باسم الرئيس الأميركي الراحل إبراهام لينكولن، الذي استخدم الغرفة الجنوبية الشرقية الكبيرة مكتباً له وغرفة للوزراء، وحملت الغرفة اسم “غرفة نوم لينكولن” منذ عام 1945، عندما أمر الرئيس هاري ترومان بتجميع قطع الأثاث التي استخدمت في عهد لينكولن ووضعها هناك، حسب ما تقول الجمعية التاريخية للبيت الأبيض، وأعيد تجديد الغرفة تجديداً شاملاً عام 1949 تحت حكم ترومان، كما أُعيد تجديدها مرة أخرى في عهد الرئيس جورج بوش الابن عام 2002.
وتعد الغرفة أشهر غرف المقر الرئاسي، بالمبني المركزي للبيت الأبيض، ويضم ستة طوابق وأكثر من 30 غرفة نوم.. و”غرفة نوم لينكولن” تقع في الطابق الثاني بالبيت الأبيض، وهي جزء من جناح يتكون من مجموعة غرف تحتوي على غرفة جلوس لينكولن، وحمامه.. وتشتهر الغرفة باستخدام الرؤساء لها لمكافأة الأصدقاء والمؤيدين السياسيين، وجُهزت الغرفة بأثاث على الطراز الفيكتوري منذ إعادة تجديدها في عهد الرئيس ترومان. كما أن بعض قطع الأثاث استخدمها أعضاء إدارة لينكولن (لكنها تسبق عهد لينكولن)، بما في ذلك الأريكة وثلاثة كراسي متطابقة، وكرسيين صغيرين بدون مسند، وأربع مناضد استخدمها وزراء لينكولن.. وأشير إلي الغرفة في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، بما فيها مسلسل الجناح الغربي (The West Wing)، ومسلسل الرئيس الأميركي (The American President).
الخط التقليدي للحزب الجمهوري
وفي نطاق معادلة “حسابات رجل الأعمال”، يرى الخبير في معهد «هادسون» المقرّب من الجمهوريين، بنجامين حداد، أن سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستنعطف في اتجاه خط أكثر تشدداً و وضوحاً في محاربة التطرف الإسلامي، ما سيحسّن العلاقات مع أنظمة في المنطقة تحارب الإسلام السياسي، أبرزها مصر، فضلا عن أن تعيينات ترامب في وزارتَي الخارجية والدفاع هي أقرب إلى الخط التقليدي للحزب الجمهوري، وستتبنّى أيضاً نهجاً أكثر تشدداً مع إيران، من دون الإخلال بالاتفاق النووي.
وفي نفس السياق، يرى الخبير في معهد مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية، مارك ديربويتزن، أن إدارة ترامب ستطبّق الاتفاق النووي في شكل أكثر صرامة، ولكنه رجّح الامتناع عن إلغاء الاتفاق، وتوقّع فرض عقوبات على طهران ترتبط بتسلّحها وصواريخها الباليستية وزعزعتها الاستقرار الاقليمي.
هاتف أكثر أمنا
يذكر، أن الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” وقبل لحظات من استلام منصبه داخل البيت الأبيض، قام باستبدال هاتفه الأندرويد بهاتف آخر أكثر أمانا، حيث إن هاتفه السابق الذى اتضح أنه من سلسلة جلاكسى، ويعتبر سببا فى الكثير من التغريدات العاصفة سيتم استبداله بهاتف آخر “أكثر أمنا” وأكثر تشفيرا وموافق عليه من قبل “جهاز الخدمة السرية” مع رقم جديد يعرفه القليل من الناس، وهو إجراء متبع مع الرؤساء لتوفير المزيد من الأمان والحماية لهم.
