ألمح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى أن إدارته الجديدة تنوي تبنى مقاربة مختلفة عن تلك التي انتهجها الرئيس باراك أوباما ومن قبله جورج بوش الابن تجاه الشرق الأوسط وخطر “التطرف” الإسلامي.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب نوه إلى استراتيجيته الجديدة هذه خلال تجمع له مؤخرا في مدينة سينسيناتي بأوهايو في إطار جولة الشكر التي قام بها في عدد من الولايات الأمريكية بعد انتخابه رئيسا.
وقالت الصحيفة في عددها اليوم الثلاثاء إن رسالة الرئيس المنتخب لم يلتفت إليها الكثيرون، واصفة تصريحاته في هذا الصدد بالمهمة. ونقلت الصحيفة عنه القول “سنكف عن السعي للإطاحة بالأنظمة والحكومات والأشخاص”.
وأوضح ترامب أن هدفه هو الاستقرار لا الفوضى بعد أن بددت الولايات المتحدة -كما قال- “ستة تريليونات من الدولارات” في حروب بالشرق الأوسط.
وأضاف “سنشرك أي دولة ترغب في الانضمام إلى جهودنا في دحر «داعش» والإرهاب الإسلامي المتطرف.. وفي تعاملنا مع دول أخرى سنسعى لتقاسم المصالح متى ما كان ذلك ممكنا، وسنعمل على الولوج إلى حقبة جديدة من السلام والتفاهم والنوايا الحسنة”.
ورأت وول ستريت جورنال أن تصريحات ترامب هذه توحي بجوانب من استراتيجيته التي أوجزتها الصحيفة في الآتي:
– التوقف عن محاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إذ إن ذلك لا يعني شيئا إن لم تكن الجهود ترمي إلى قلب نظام الحكم.
– تقوم الاستراتيجية على عقد شراكة مع روسيا في المنطقة، فقد أبدى الرئيس فلاديمير بوتين بما لا يدع مجالا للشك أنه “راغب في الانضمام إلى الجهود” الرامية لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في سوريا.
– إقامة علاقة أوثق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تجاهلته إدارة أوباما كثيرا بسبب تقويضه الحريات المدنية في مصر، حسب تعبير الصحيفة.
– انتهاج سياسة إزاء إيران تتصف “بدون شك بالعدائية وتتضمن العمل على فسخ الاتفاق بشأن الأسلحة النووية الذي أُبرم عبر مفاوضات قادتها إدارة أوباما، لكن ذلك لن يشمل تغيير النظام في طهران”.
ووصف ترامب مقاربته هذه بأنها “سياسة خارجية جديدة تستقي العبر من أخطاء الماضي”.
وتقول الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن هذه السياسة توحي بأن الإدارة الجديدة ستتبنى موقفا أشد صرامة تجاه تنظيم داعش من ذلك الذي ظل ينتهجه أوباما، لكنه في الوقت نفسه موقف ينم عن رغبة أقل في التدخل عسكريا في المنطقة خلافا لما كان يفعل جورج بوش.
ووصفت الصحيفة هذه المقاربة بأنها “مخادعة”، وتنطوي على تناقضات متأصلة فيها وربما تتمخض عن نتائج غير مستهدفة، فعلى سبيل المثال -يضيف التقرير- فإن الشراكة مع روسيا لهزيمة تنظيم داعش تعني كذلك ليس فقط تمكين بشار الأسد “صديق موسكو” في المنطقة، بل إيران الحليف الإقليمي الأبرز للرئيس السوري. فإيران تراهن بشدة على علاقتها بالأسد مفتاحا لآمالها في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط.