ترامب لن «يحزم حقائبه» وينسحب من سوريا !!

رغم تأكيد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن بلاده ستنسحب «قريبا» من سورية، إلا أن سياسيين وعسكريين أمريكيين، أكدوا من جانبهم، أن  مضمون تصريحات الرئيس ترامب، مستبعد حاليا، ولن «يحزم حقائبه» ويرحل من سورية، تاركا الساحة للنفوذ الإيراني والروسي، والإنسحاب يعني انتصارا لهما .

 

 

 

 

 

كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فاجأ  أركان إدارته، وخاصة وزارتى الخارجية والدفاع والشعب الأمريكى وحلفاءه المقربين قبل أن يفاجئ العالم كله بقراره المثير للغرابة الذى أعلنه يوم الخميس الماضى (29/3/2018) فى خطاب «شعبوي» أمام عمال صناعيين فى أوهايو، وأكد فيه أن «القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا قريباً جداً»، وزاد على ذلك قوله «فلندع الآخرين يتولون به الآن!!» لكنه لم يحدد من هؤلاء الآخرين الذين يقصدهم بهذه الإشارة هل هم الروس أم الإيرانيون أم الأتراك؟

 

 

إدارة ترامب، والتي اعتادت عدم التصدي بصورة مباشرة لمواقفه المتبدلة. استبعدت تماما انسحاب أمريكا من سوريا..وفي وزارة الخارجية الأمريكية، ذكر مسؤول دبلوماسي لوسائل الإعلام، أن الولايات المتحدة تعمل يوميا على الأرض في سورية بالتعاون مع الأسرة الدولية لإرساء الاستقرار في المناطق التي يخليها تنظيم داعش.. أما في وزارة الدفاع «البنتاغون»، فقد شدد الكومندان «ايدريان رانكين غالواي» على أن مهمة العسكريين الأمريكيين في سورية لم تتغير، ونواصل تطبيق استراتيجية الرئيس القاضية بالانتصار على تنظيم داعش، وفي حال انسحاب الولايات المتحدة من سورية، فذلك سيتعارض مع استراتيجية «إرساء الاستقرار» في المناطق المحررة إلى حين التفاوض برعاية الأمم المتحدة على تسوية للنزاع في سورية، وهي استراتيجية يدعو إليها الحلفاء الأوروبيون.

 

 

 

 

 

 

وفي أوروبا.. يعتبر الدبلوماسيون الأوروبيون، الذين فوجئوا أيضا بتصريحات ترامب،  أن الانسحاب المبكر سيطعن في الجهود التي يبذلها وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس منذ عدة أسابيع لإقناع تركيا بوقف عمليتها العسكرية في شمال سورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» فيما هي حليف أساسي لواشنطن في مكافحة تنظيم داعش.

 

 

وبينما أوضح الباحث في معهد الشرق الأوسط،تشارلز ليستر، أن مغادرة سورية ستكون بمثابة استسلام أمريكي تام أمام نفوذ إيران في المنطقة، ولذلك من الصعب النظر بجدية إلى تصريحات الرئيس ترامب الذي لا يفهم الوضع في سوريا، وبإمكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق، ووزير الخارجية الحالي،مايك بومبيو ، ومستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، أن يشرحا له لماذا من مصلحتنا الآن أن نبقى في سوريا عوضا أن نرحل، وأعتقد أنهما سيتغلبان على ميل «ترامب» إلى حزم أمتعته والرحيل من سورية.

 

 

 

 

اللغة التى تحدث بها  «ترامب» وهو يعلن قراره بالانسحاب من سوريا كانت لغة غريبة على رئيس أكبر وأقوى دولة فى العالم، خصوصاً ما يتعلق بالقرارات الإستراتيجية الكبرى لمثل هذه الدولة ـ بحسب تعبير الخبير بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالاهرام ، رئيس وحدة الدراسات العربية و الاقليمية، د. محمد السعيد إدريس ـ وأنه صور الأمر لمستمعيه وكأن الولايات المتحدة كانت مجبرة رغم إرادتها على التورط العسكرى فى سوريا، ونسى قرارات مهمة على لسان وزير الخارجية المقال، ريكس تيلرسون ،ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، منذ شهرين فقط، تؤكد أن الولايات المتحدة قررت البقاء فى سوريا رغم أنف الجميع، وما أعلنه مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أن الرئيس ترامب «قرر الإبقاء على قوة عسكرية مهمة فى سوريا رغم هزيمة داعش» وأن «الإدارة الأمريكية خصصت أربعة مليارات دولار سنوياً لتمويل هذه العملية»، وبالذات للصرف على القواعد العسكرية الأمريكية فى سوريا، وعلى الجيش الذى قررت تأسيسه فى مناطق سيطرة الحلفاء الأكراد فى الشمال السورى تحت مسمى «قوات أمن الحدود» التى أرادت بها وضع خطوط تقسيم لسوريا.

 

 

 

 

 

وهو ما اعتبره مراقبون «قراراً أمريكياً بتغيير قواعد اللعبة فى سوريا مع روسيا»، وأن واشنطن قررت إفساد الانتصار الروسى فى سوريا وإنهاء الاحتكار الروسى لحاضر ومستقبل سوريا، وإفساد خطط إيران لربط نفسها بالبحر المتوسط بخط برى عبر العراق وسوريا ومنها إلى لبنان لفرض نفسها قوة مهيمنة شرق أوسطية، أين هذا كله من قول ترامب فى إعلانه المثير للانسحاب من سوريا بشكل مفاجئ؟!.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]