بعد ساعات معدودة من إعلان فوز بوريس جونسون بمنصب رئيس وزراء بريطانيا كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حسابه بموقع تويتر، ” جونسون سيكون رئيس وزراء عظيما”.
التشابه في الملامح والشكل بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء بريطانيا الجديد تحدث عنه ترامب في خطاب له حين قال، “يطلقون عليه ترامب البريطاني، والشعب يقول إن هذا الأمر جيد، إنهم يحبوني كثيرا هناك، هذا ما يريده الشعب البريطاني، وما يحتاجه”.
انحياز لإسرائيل
التشابه بين ترامب وجونسون لا يقتصر على الملامح فقط، لكنه يمتد أيضا إلى المواقف السياسية، وأبرز تلك المواقف المشتركة الانحياز التام إلى إسرائيل، إذ قال جونسون من قبل إنه “صهيوني حتى النخاع”، مضيفا أن ” إسرائيل دولة عظيمة ويحبها”.
من المتوقع أن يسير جونسون على نهج ترامب في تأييد إسرائيل ودعمها بشكل مطلق مثلما فعل الرئيس الأمريكي الذي ساند تل أبيب في عدة قضايا شائكة متخذا قرارات جدلية مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل بالإضافة إلى قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السورية.
معاداة المهاجرين
يتفق جونسون مع ترامب حول معاداة المهاجرين ووضع شروط متشددة بشأن إقامتهم، ويُعرف جونسون بكتاباته العنصرية ضد الأفارقة حيث وصفهم من قبل بـ«البطيخ»، ودافع عن الاستعمار الأوروبي لأي دولة إفريقية خاصةً دولة أوغندا.
وفي فترة توليه منصب عمدة لندن أقر جونسون قوانين صارمة على المهاجرين تتضمن إلزامهم بتعلم اللغة الإنجليزية وامتلاك مهارات لازمة للحصول على عمل، وطالب أكثر من مرة بتقنين أوضاع المهاجرين غير القانونيين.
وينتهج ترامب نفس أسلوب جونسون في انتقاد المهاجرين، فمنذ أيام هاجم ترامب أربع نائبات ديمقراطيات داخل مجلس النواب ينتمين إلى أقليات، وطالبهن بالعودة لبلادهن التي هي مصدر للفساد والكوارث بدلًا من بقائهم في أمريكا، على حد قوله.
إيران والحل العسكري
ملف إيران من أبرز الملفات التي سيتعامل معها جونسون، وفي هذا الملف يتفق رئيس وزراء بريطانيا الجديد مع الموقف الأوروبي المؤيد للحل الدبلوماسي مع طهران، حيث قال إنه “يتفق في الرأي مع الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية تشجيعا للعودة إلى الدبلوماسية”، مضيفا أنه “في المرحلة الحالية لن يؤيد العمل العسكري”.
وبالرغم من احتدام المعركة بين إيران وترامب، لا ينحاز الرئيس الأمريكي إلى الخيار العسكري وتنوعت تصريحاته بين التهديد لطهران والدعوة إلى المفاوضات واستبعاد خيار الحرب وهو ما يتفق مع توجه جونسون.
وقال مراسل الغد من لندن محمد الفينيش، إن حكومة تيريزا ماي السابقة، كانت أكثر اعتدالاً مع التحركات الإيرانية وحاولت الحفاظ مع الشركاء الأوروبيين على الاتفاق النووي، مضيفا أن تقارب ترامب وجونسون قد يخلط الأوراق ويضع إيران أمام الأمر الواقع.
بريكست
الاختبار الحقيقي أمام جونسون هو الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ولا تختلف أفكار الرئيس الأمريكي عن جونسون والذي أكد أنّه سيرفض أن تدفع بلاده فاتورة خروجها من الاتحاد الأوروبي ما لم توافق المفوضية على شروط أفضل لبريكست.
وقال جونسون لصحيفة صنداي تايمز إنه “ينبغي على أصدقائنا وشركائنا أن يفهموا أننا سنحتفظ بالمال إلى أن نحصل على مزيد من الوضوح بشأن الطريق الذي سنسلكه”.
موقف جونسون جاء مطابقا مع نصيحة الرئيس دونالد ترامب الذي دعا بريطانيا في مقابلة صحفية إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق وعلى رفض دفع 39 مليار جنيه استرليني (50 مليار دولار) متفق عليها كفاتورة الطلاق بين الطرفين.
وقال ترامب، “إذا كانوا لا يحصلون على ما يريدون.. كنت لأنسحب … إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه، إذا لم تحصلوا على اتفاق عادل، إذن انسحبوا”.
وأكمل ترامب، “لو كنت مكانهم، ما كنت لأدفع خمسين مليار دولار. هذا موقفي. لم أكن لأدفع، هذا مبلغ هائل”.
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي زيد العيسى، إن الأنظار كلها تركز على كيفية قيادة رئيس الوزراء الجديد في بريطانيا وزعيم حزب المحافظين، بوريس جونسون، للخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول سواء باتفاق أو دون.
وأكد العيسى في تصريحات لـ”الغد”، ضرورة أن يلتزم جونسون بالخروج من الاتحاد في 31 أكتوبر/تشرين الأول، لأن هذا جزء كبير من استراتيجيته وهو ما وعد به، ولذلك دعمه معسكر الخروج بالكامل، ولكن لم يتغير شيء من المعادلة التي واجهت رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي في ظل وجود انقسام بحزب المحافظين بين الخروج والبقاء.
وتعهد بوريس جونسون زعيم حزب المحافظين البريطاني، بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد حتى لو كان ذلك يعني المغادرة دون صفقة خروج.
وأشار العيسى إلى أن فوز جونسون لم يكن مفاجئا، ولكن الفارق الكبير مع منافسه جيرمي هانت لم يكن متوقعا بهذا الشكل.