دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، عن إطلاعه مسؤولين كبارا من روسيا على معلومات خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي قائلا، إن له «حقا مطلقا» في هذا، وإنه تبادل المعلومات بغية دفع موسكو لتصعيد قتالها ضد تنظيم «داعش».
ولجأ ترامب إلى «تويتر» للرد على حملة انتقادات جاء بعضها من رفاقه الجمهوريين بعد تقارير عن كشفه معلومات سرية للغاية عن عملية مزمعة تتعلق بتنظيم «داعش».
وقال مسؤولان أمريكيان، إن ترامب كشف عن معلومات سرية، أوردها حليف للولايات المتحدة في قتال التنظيم المتشدد، لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والسفير الروسي سيرجي كيسلياك، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء الماضي.
وأربكت هذه التقارير الإدارة الأمريكية التي ما زالت تكافح لتجاوز تداعيات إقالة ترامب يوم التاسع من مايو/ أيار، لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا للمكتب في صلات محتملة بين حملة ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016، وموسكو.
وطغت هذه الاضطرابات على الأولويات التشريعية للجمهوريين مثل الرعاية الصحية والإصلاح الضريبي، وكشفت عن انقسامات حادة بين البيت الأبيض ووكالات المخابرات الأمريكية، التي خلصت في يناير/ كانون الثاني، إلى أن روسيا حاولت التأثير على الانتخابات لصالح ترامب.
ونفت روسيا مثل هذا التدخل، ورفض ترامب بشدة أية إشارة إلى أنه يدين بفوزه في انتخابات الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، لموسكو.
وكتب ترامب على حسابه على «تويتر» يقول، «أردت بصفتي رئيسا أن أتحدث مع الروس (في اجتماع مقرر معلن عنه بالبيت الأبيض)، وهو أمر لي فيه حق مطلق، عن حقائق تتعلق بالإرهاب وسلامة الرحلات الجوية… أسباب إنسانية، علاوة على أنني أريد أن تصعد روسيا بقوة قتالها لداعش والإرهاب».
وفي تغريدة أخرى على «تويتر» في وقت لاحق، انتقد ترامب «مسربي المعلومات في أجهزة المخابرات»، التي أصبحت هدفا متكررا لانتقادات إدارته التي لا يتجاوز عمرها بضعة أشهر.
- دفاعا عن ترامب ..
وانبرى الكرملين للدفاع عن ترامب، واصفا التقارير التي تحدثت عن الكشف عن معلومات سرية في اجتماع البيت الأبيض، بأنها «محض هراء».
وأصدر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي إتش.آر مكماستر، بيانين قالا فيهما، إن الرئيس لم يناقش خلال الاجتماع مع الروس أية مصادر أو أساليب أو عمليات عسكرية.
وقال مكماستر، إن القصة، التي كانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من تحدث عنها، كاذبة.
وقال المسؤولان الأمريكيان لـ«رويترز»، إن الرئيس له سلطة الكشف حتى عن أكثر المعلومات سرية، لكنه في هذه الحالة فعل ذلك دون التشاور مع الحليف الذي زوده بها، وهو ما يهدد اتفاقا لتبادل معلومات المخابرات قائما منذ فترة طويلة.
وأشار حلفاء للولايات المتحدة منهم أستراليا ونيوزيلندا واليابان، إلى نفي البيت الأبيض، وقالوا، إن تبادل معلومات المخابرات سيستمر. غير أن بعض المحللين قالوا، إن هذه التقارير قد تقوض الثقة بين الشركاء.
وجاءت هذه التقارير قبل أيام من سفر ترامب يوم الجمعة في أول جولة خارجية له بعد توليه الرئاسة وتشمل زيارة السعودية وإسرائيل وإيطاليا وبلجيكا.
وجاء رد فعل أكبر عضوين جمهوريين في الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وهما رئيس مجلس النواب بول ريان، وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل، هادئا. وقال مكتب ريان، إنه يتطلع لتفسير كامل، في حين قال مكونيل لتلفزيون «بلومبرج» اليوم الثلاثاء، إنه كان يتمنى ألا يتسبب البيت الأبيض بهذا القدر الكبير من الدراما.
لكن جمهوريين آخرين أبدوا قلقهم. فقالت سوزان كولينز عضو مجلس الشيوخ، «سيكون من المزعج جدا أن يكون ترامب، كشف عن معلومات سرية للروس»، رغم أن الرئيس يملك الصلاحية القانونية للكشف عن معلومات سرية.
وطالبت كولينز، بإطلاع لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ على الأمر.
ووصف بوب كوركر، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المزاعم بأنها «مثيرة جدا للقلق».
