ترحيب فلسطيني وشجب إسرائيلي.. قرار أستراليا بشأن القدس «حجر في مياه راكدة»
تراجعت أستراليا عن قرار كانت قد اتخذته قبل 4 سنوات بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، فيما يشبه إلقاء “حجر في مياه راكدة”.
ذلك القرار الذي وصفته وزير الخارجية الحالية بيني وونج بأنه مسرحية هزلية، وذلك لكسب أصوات الناخبين اليهود قبل إجراء الانتخابات في أستراليا.
واعتذرت وونج عن هذا القرار، وعن القلق الذي سببته هذه التحولات لكثير من المواطنين في المجتمع الأسترالي، الذين يهتمون بشده بهذه القضية.
أما دولة الاحتلال، فقد شجبت قرار الحكومة الأسترالية وأعلنت استدعاء السفير الأسترالي لتقديم احتجاج رسمي.
قرار مهم وشجاع
قال مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، السفير عمار حجازي، إن قرار حكومة أستراليا بالتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، هو لا شك قرار مهم وشجاع، في إطار تصويب الموقف السابق لحكومة سكوت جون موريسون، الذي كان يتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وكذلك مع الإجماع الدولي، وجعل أستراليا تصبح أكثر اتساقا في مواقفها مع القانون الدولي في هذا الإطار.
وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج «وراء الحدث» الذي يعرض عبر فضائية «الغد»: «بالنسبة لنا نرحب بالقرار، وكنا قد طالبنا الحكومة الأسترالية في العديد من المرات أن تتراجع عن هذا الموقف المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني والمخالف للقوانين والشرعية الدولية».
وتابع مساعد وزير الخارجية الفلسطيني: «تاريخيا، كل من سعى سابقا، وفي فترة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث كان هناك ضغط مضاعف على مجموعة من دول العالم حتى تقوم بهذه الخطوة، وبالرغم من كل هذه الإجراءات وكل المغريات التي قدمتها إدارة ترامب لهذه الدول، إلا أنه لم يكن هناك إلا عددا قليلا من الدول التي أقدمت على مثل هذه الخطوة المخالفة لقرارات مجلس الأمن بكل وقاحة، ولا تغير واقع أن القدس هي عاصمة لدولة فلسطين، والقدس الشرقية هي مدينة محتلة وهي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة».
وأضاف: «نعتقد أن الخطوة الأسترالية ربما تشجع عددا من الدول التي ترتكب مخالفات جسيمة للقانون الدولي على التراجع، وجزء من الدول المتبقية جاهز ومستعد وقدم وعودا للتراجع عن هذا الموقف المخالف للقانون الدولي، أما الدول التي تعتبر نفسها تابعة للإدارة الأمريكية وتتمسك بهذا الموقف فهما دولتان بالمفهوم السياسي والقانوني جواتيمالا وكوسوفو».
واختتم: «الأخطر في هذا الموضوع هو وجود سفارة للولايات المتحدة في القدس، وهي المخالفة الفاضحة الأكبر في هذا السياق، فأمريكا بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن تخالف قراراته وتخالف القانون الدولي بهذا التصرف، وهي أيضا قدمت وعودا لتصويب هذه الحالة».
صدمة إسرائيلية
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، فراس ياغي، إن إسرائيل صُدمت بالقرار الأسترالي بشأن سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأنها تعتقد أنها منزهة عن أي قرارات يمكن أن تتخذها الدول ضد سياساتها وممارساتها المنافية للشرعية الدولية، لكن في الحقيقة وزيرة الخارجية الأسترالية أعلنت سحب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقبل أيام عدة تم حذف هذه العبارات من موقع وزارة الخارجية الأسترالية على الإنترنت.
وأضاف، في مداخلة هاتفية من القدس المحتلة لبرنامج «وراء الحدث» الذي يعرض عبر فضائية «الغد»: «إسرائيل كانت تعلم جيدا أنه سيكون هناك موقف أسترالي بهذا الخصوص، لا سيما وأن حزب العمال، وسط اليسار في أستراليا، الذي فاز في انتخابات مايو الماضي، له موقف مرتبط بقرارات الشرعية الدولية ومفهوم الدولتين، وبالتالي إسرائيل إعلاميا تقول إنها صُدمت لكنها في حقيقة الأمر كانت تعلم بالتراجع الأسترالي عن هذا الاعتراف».
وتابع: «الإدارة الأمريكية الحالية لا تشجع الدول على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل كما كان يفعل دونالد ترامب، الذي كان يضغط على بعض الدول من أجل أن تعترف، كما أنه نقل سفارته إليها».
