ترقب دولي لنهايات «الحرب بالوكالة» بين واشنطن وطهران

لم تكد تمر أيام قليلة على مقتل قاسم سليماني، القيادى بالحرس الثورى الإيراني، حتي جاء رد عسكري من طهران فى الساعات الأولي من صباح اليوم الأربعاء، بعد حرب التصريحات المتبادلة بين البلدين، وسط أخطر عاصفة اشتباك أمريكي- إيراني، تهدّد بإعادة بناء الحقائق المعقدة في هذه المنطقة المضطربة من العالم، وتعزيز مواقع الصقور في واشنطن وطهران.

الدوائر السياسية الغربية، رصدت دلالات ومؤشرات ما وصفته بـ«حرب بالوكالة» في «مواجهة القرن»  بين واشنطن وطهران، والتي أصبحت هاجسا دوليا  مع التصعيد الكلامي المتجدد بين إيران والولايات المتحدة، في دائرة «المزايدات بين  الدولتين»، حيث تتبادلان التهديدات وقوائم الأهداف.

وبحسب الدوائر السياسية في الغرب، فإن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين أمريكيتين في العراق، (قاعدة عين الأسد الجوية وأربيل، حيث يتمركز جنود أمريكيون)، كشف عن إصرار طهران -وفقا للعقيدة الشيعية-  بالثأر والانتقام قبل حلول «أربعينية» اللواء قاسم سليماني، بل وفي إشارة لمكانة ودور سليماني، عمدت إيران لتأجيل دفن سليماني قبل الأخذ بالثار و«القصاص العادل»، وتم تأجيل الدفن بحجة تدافع المشيعين وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، ولكن التأجيل، بحسب تحليل الخبير العسكري الفرنسي، ديميس لاروني، كان بهدف الثأر قبل الدفن.

وكشف تسجيل فيديو للحظة الإعلان عن الهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدتين الأمريكيتين في العراق، تزامنا مع دفن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ليردد المشيعون عبارات التكبير والوعيد للولايات المتحدة لدى معرفتهم بوقوع الرد الإيراني.

وإشارة الانتقام الثانية من طهران في توقيت الرد والثأر، جاءت في الساعات الأولى من الفجر، في نفس توقيت اغتيال قاسم سليماني.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ضربنا القاعدة الأمريكية، التى انطلق منها الاعتداء على الشهيد الحاج قاسم سليماني.

وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة عين الأسد الأمريكية هي ثاني أكبر القواعد الجوية بالعراق، بعد قاعدة بلد الجوية، كما تعد مقر قيادة الفرقة السابعة في الجيش العراقي، فضلا عن أنها تتسع 5000 عسكري مع مبانٍ عسكرية للإيواء مجهزة بثكنات عسكرية وملاجئ محصنة للطائرات، بالإضافة إلى المرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية المفتوحة والمغلقة، وملاعب كرة قدم، وسينما، وتستخدم كقاعدة جوية ومركز رئيسي لنقل القوات والمؤن طوال فترة الوجود الأمريكي في العراق.

كما وقع عليها اختيار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لزيارتها في نهاية العام قبل الماضي برفقة زوجته ميلانيا ترامب، للاحتفال مع الجنود الأمريكيين في القاعدة.

حرب بالوكالة.. وليست مباشرة

ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن قصف قاعدتين أمريكيتين في العراق، يؤكد توجه الدولتين (إيران والولايات المتحدة) إلى «حرب بالوكالة»، في ظل مناخ من القلق العالمي، وليس بالضرورة أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية ساخنة بين واشنطن وطهران، بحسب تقديرات المحلل السياسي الروسي البارز، ألكسندر نازاروف.

ولا يعتقد نازاروف، أن  تندلع حرب مباشرة، بل ستستمر الحرب بالوكالة، وبالنسبة لإيران، فإن حربا شاملة مباشرة مع الولايات المتحدة تعني على الأرجح التدمير الكامل لأساس اقتصاد البلاد، وهو ما يعني ضرب إنتاج النفط، وتغيير النظام، أو اندلاع حرب أهلية في البلاد، أي أن هذه الحرب غير مقبولة بالنسبة للقيادة الإيرانية، ولا يمكن لإيران أن تتخذ أي خطوة يمكن أن تتسبب في حرب كهذه، إلا في حالة «المعركة الأخيرة»، إذا تواصل حصار النظام، ولم يعد لديه ما يخسره، والولايات المتحدة أيضا ليست مهتمة بحرب مباشرة مع إيران.

وليست الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لخوض حرب مباشرة، بل وحتى إمكانية خوضها حربا بالوكالة مقيدة، وأقصى ما تستطيع تحمّله من إجراءات عسكرية هو قتل مسؤول إيراني رفيع في دولة ثالثة، في حين أن ترسانة إيران في الحرب بالوكالة أكثر شمولا، (وتضم دول الجوار الجغرافي المهيأة للحرب بالوكالة، وكلها دول عربية).

وكان وزير الدفاع الأمريكى، مارك إسبر، قد ذكر فى وقتٍ سابق، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتطلع إلى بدء حرب مع إيران، موضحا أن واشنطن تود خفض تصعيد الموقف مع طهران.

«حرب الكلمات» أكثر ضراوة من «حرب الأفعال»

ويرى المحلل السياسي الروسي، نازاروف، أن هناك احتمالا قائما باستخدام «حرب طائرات من دون طيار»، وحرب أعصاب، سيحاول فيها كلا الجانبين إلحاق أكبر قدر من الضرر بالعدو عن طريق هجمات مجهولة، حتى لا تتسبب في حرب مباشرة، وسوف يحاول الطرفان الإخافة والخداع، ولكن في الهجمات الحقيقية سوف يحسب كل طرف رد فعل العدو بكل دقة، في الوقت نفسه ستصبح إيران أكثر تصميما وستزيد من أسهمها في اللعبة مع تفاقم وضعها،  وقد يؤدي أي حادث غير محسوب إلى التصعيد، إلا أنه وبشكل عام، سوف تكون حرب الكلمات أكثر ضراوة من حرب الأفعال.

هل «تخمد» نيران المواجهة بين واشنطن وطهران؟

الملاحظ، وفق الدوائر العسكرية في واشنطن،  الهدوء الأمريكي «المريب»، على خلاف المتوقع، بعد  ساعات من قصف إيران قاعدة «عين الأسد»، ردًا على مقتل قاسم سليمانى القيادى بالحرس الثورى، وعقد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، اجتماعا مع فريقه للأمن القومي، وخرج بتصريح قال خلاله: «جيشنا هو الأقوى وسيصل لأي مكان فى العالم»، كما ساد هدوء مريب من قبل الإدارة الأمريكية نفسها.

بينما اكتفت وزراة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بالقول: نعمل على التقييم الأولي للأضرار الناجمة عن الهجوم، وسنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين وشركاء وحلفاء أمريكا في المنطقة والدفاع عنهم.

الملاحظة الثانية: ما ورد على لسان وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، عقب الهجوم على الأهداف الأمريكية بالعراق، «انتهينا من الرد ولا نريد التصعيد»، وفي إشارة تراها الدوائر السياسية في واشنطن «نهاية المواجهة الساخنة، ورد إيراني يكافىء فعل أمريكي»، وهو ما أكده ضمنا علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن «بلاده لا تسعى للحرب، لكنها سترد ردا ساحقا على أي عدوان، لم نرغب قط في الحرب، لكن أي عدوان سيُواجه برد ساحق».

والملاحظة الثالثة: تتصل بتقديرات نتائج  القصف الصاروخي الإيراني للقاعدة العسكرية الأمريكية بالعراق، وهي تقديرات تصب إلى جانب «عدم التصعيد الأمريكي»، وبينما  يرى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، أن  ما حدث الليلة الماضية كان «صفعة على وجه أمريكا».
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن خسائر القصف الإيرانى لأهداف أمريكية فى العراق، مادية محدودة، ومعظم الصواريخ الإيرانية لم تصب أهدافها،فيما قال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، «إن كل شيء على ما يرام».

وقال مسؤول عسكري أمريكي، إن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي، الذي شنته إيران على القواعد العسكرية، التي تضم قوات أمريكية في العراق، والتحذير كان مبكرا بما يكفي لتشغيل صافرات الإنذار وابتعاد العناصر عن طريق الأذى والنزول إلى الغرف المحصنة تحت الأرض.

وبينما تحصي الولايات المتحدة خسائرها  في لعبة لم تنته بعد، فإنه من المرجح، حسب تقديرات الخبراء، أن يسود مناخ من الترقب الحذر، يعقبه هدوء على مسار المواجهة الساخنة بين واشنطن وطهران، وعودة أسعار النفط للانخفاض بعد أن قفزت إلى أعلى مستوياتها في أشهر، اليوم الأربعاء، بعد الضربة العسكرية الإيرانية على قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق، ما أثار المخاوف من صراع يعطل إمدادات النفط.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]