تركيا أمام «لحظة حاسمة» في تاريخها الحديث

مع فتح صناديق الاقتراع للانتخابات التشريعية والرئاسية التركية، صباح اليوم الأحد 14 مايو /آيار، تؤكد الدوائر السياسية في أنقرة، أن البلاد على أبواب «لحظة حاسمة» في تاريخها الحديث، وكما يرى الأكراد أن هذه  «أهم انتخابات في تاريخ تركيا».. ويشير المراقبون للمشهد الانتخابي، إلى أن الأتراك أمام لحظة مصيرية، إذ عليهم الاختيار بين اثنين من المرشحين الرئيسيين للرئاسة، لكل منهما رؤية معاكسة لرؤية الآخر عن مستقبل بلدهم.

  • الانتخابات الرئاسية والبرلمانية شديدة التنافسية التي انطلقت اليوم الأحد ويشارك فيها عشرات الملايين من الأتراك، سيكون لها تأثير عميق على كل من تركيا والسياسة العالمية.. والمنافس الرئيسي لأردوغان، كمال كيليجدار أوغلو، يُعد أكبر تهديد لأردوغان منذ 20 عاما في السلطة وحتى الآن.

استراتيجية الأمل والخوف

ويؤكد باحثون في الشؤون التركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يكافح من أجل البقاء باستراتيجية «الأمل والخوف».. وبحسب صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، فإن أردوغان عندما قاد حزب العدالة والتنمية لأول مرة إلى النصر، استخدم حملة الخوف والأمل: وعد بنهضة اقتصادية وإنقاذ تركيا من السياسيين المتنافسين الذين جلبوا «الفقر والمجاعة والجوع»، وبعد عقدين من الزمان، يطبق الرئيس التركي الإستراتيجية نفسها، لكنه هذه المرة يقاتل من أجل حياته السياسية بينما تغرق البلاد في أزمة تكلفة معيشية عميقة يقول الكثيرون إنها من صنعه.

  • 1 ـ وفقا لتقديرات الدوائر السياسية في تركيا، فإن المشهد الانتخابي ينبىء  بمتغيرات (كبرى) على مختلف الصعد، وخاصة داخل دوائر القضايا والأزمات والخطاب السياسي، وفي المقدمة قضية الأكراد، حيث تكتسب هذه الانتخابات أهمية بالغة بالنسبة لأكراد تركيا الذين يشكلون ما يصل إلى خمس سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
  • 2 ـ القضية الثانية: قضية اللاجئين السوريين في تركيا..وتجري مراقبة هذه الانتخابات باهتمام شديد من قبل 3.5 مليون لاجئ سوري يتمتعون بحماية مؤقتة في تركيا، وأكثر من 80 في المئة من الأتراك يريدون عودتهم إلى ديارهم، وتعد هذه القضية الأهم بالنسبة للأتراك كما يقول البروفيسور مراد أردوغان الذي يجري استطلاعات رأي دورية حول السوريين..وهناك أكثر من 700 ألف سوري في المدارس التركية و 880 ألف طفل سوري ولد في تركيا منذ عام 2011. ولذلك يتساءل البروفيسور أردوغان: لا أستطيع أن أفهم كيف سيتركون هذه الحياة ويعودون إلى سوريا؟.

و يريد  «كليجيدار أوغلو» إعادتهم إلى وطنهم «في غضون عامين على أبعد تقدير»، وقال إنه سيتفاوض مع دمشق بشأن عودة السوريين إلى بلادهم..بينما سعى الرئيس أردوغان إلى التخفيف من استياء الشارع التركي من الوجود السوري في تركيا، من خلال وعده بالإسراع بالعودة الطوعية لمليون سوري من خلال اتفاق مع الرئيس بشار الأسد. لكن فكرة عودة السوريين طواعية تبدو بعيدة المنال.

  • 3 ـ القضية الثالثة «نظام الحكم وممارسات الديمقراطية» في تركيا، خاصة أنه منذ العام 2017، يحكم أردوغان تركيا بسلطات رئاسية كاسحة، من قصره المترامي الأطراف في أنقرة، كرئيس تنفيذي يمكنه إعلان حالة الطوارئ وتعيين وفصل كبار موظفي الدولة..ويقول سليم كورو، عضو مركز أبحاث Tepav التركي، إنه إذا فاز أردوغان فلن يتغير الكثير، صلاحياته واسعة لدرجة أنه لن يسعى إلى توسيعها أكثر من ذلك.

بينما يريد «كيليجدار» ـ المنافس القوي والرئيسي لأردوغان ـ إلغاء النظام الرئاسي ويصبح زعيما «محايدا» لا علاقة له بحزب سياسي.. ويقول كليجيدار أوغلو، إنه سيعيد تركيا إلى النظام البرلماني واستعادة منصب رئيس الوزراء وضمان استقلال المحاكم وتعزيز الحريات الصحفية.

ويرى  سياسيون في تركيا، أنه قبل أن تتخلص المعارضة من الرئاسة القوية، قد تحتاج إلى استخدام السلطات التي تتمتع بها الرئاسة لفرض الإصلاحات التي تعتزم تطبيقها، إذا لم تحقق الأغلبية الكافية في البرلمان.

  • 4 ـ قضية الخطاب السياسي والعلاقات الخارجية في إطار «النظر إلى الشرق أو الغرب»..ورغم ان تركيا جزء من تحالف الغرب الدفاعي «حلف الناتو»، إلا ان أردوغان يدعو إلى أن تتبنى تركيا تحالفات متعددة الأطراف بحيث ُينظر إليها على أنها «واحة سلام وأمن»، ويعرض لعب دور الوسيط في الحرب الروسية في أوكرانيا..وقد وثق علاقات بلاده مع الصين وروسيا أيضا، حيث اشترت تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي أس-400، وافتتحت – قبل الانتخابات – محطة طاقة نووية روسية الصنع، هي الأولى من نوعها في تركيا.

ويعتقد عضو مركز أبحاث Tepav التركي، سليم كورو، أنه إذا بقي أردوغان في السلطة سيواصل دفع تركيا بعيدا عن الغرب، دون مغادرة الناتو، وهو يريد أن يصل بتركيا إلى نقطة على المدى المتوسط أو في المستقبل البعيد بحيث تكون فيها عضوية الناتو بلا معنى.

بينما يرغب منافسه في الانتخابات الرئاسية «كيليجدار»وحلفاؤه في العودة إلى مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على علاقات تركيا مع روسيا.

  • 5 ـ قضية «الأزمات الاقتصادية»، حيث يواجه الاقتصاد التركي مرحلة عصيبة، فقد وصل معدل التضخم رسميا إلى نحو 44 في المئة إذ يعاني الأتراك من أزمة تكلفة معيشية أكثر حدة بكثير من غيرهم، ويقول الكثيرون إن معدل التضخم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.. ويعد أردوغان بتحقيق معدلات نمو عالية، وخلق ستة ملايين وظيفة جديدة، وإعطاء دفعة كبيرة للسياحة، لكن أستاذة الاقتصاد في جامعة كوج، البروفيسورة سلوى دميرالب، تعتقد أن سياسات أردوغان ستُبقي التضخم فوق نسبة الـ 45 % لأشهر قادمة..خاصة وأن حكومته  تخلت في السنوات الأخيرة عن السياسات الاقتصادية التقليدية، مما أدى تدريجياً إلى تآكل استقلالية البنك المركزي، وأقال أردوغان ثلاثة من حكامه خلال فترة قصيرة.

وتعتقد البروفيسورة سلوى دميرالب، إذا فاز كمال كليجيدار أوغلو وحلفاؤه بالرئاسة والبرلمان، فإن العودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية واستقلال البنك المركزي ستؤدي إلى خفض التضخم إلى 30 % بحلول نهاية عام 2023 وسيستمر في الانخفاض بعد ذلك..وترى «دميرالب»، أن تركيا يمكن أن تتمتع بنمو قوي من الاستثمار الأجنبي، خاصة وأن تركيا رخيصة إلى حد ما، وموقعها الجغرافي، إلى جانب شباب سكانها والبنية التحتية؛ كل ذلك يوفر فرصا استثمارية متبادلة المنفعة للمستثمرين الدوليين.

قضايا على طاولة التغيير

القضايا الخمس على طاولة التغيير، في حال فوز مرشح المعارضة «كمال كيلجيدار أوغلو»..مما يرفع من مستوى الترقب لنتائج الانتخابات..وبينما يرى مراقبون ومحللون، أن هناك دورا كبيرا لتصويت الجاليات التركية في الخار، والتي تعد خزان أصوات لصالح أردوغان، وتشير صحيفة «لوموند» الفرنسية، إلى أن ثلاثة ملايين وأربعمئة ألف من الناخبين الأتراك يصوتون في الخارج، وفي المانيا يصوت أكثر من مليون ونصف ناخب وهو عدد يصنع الفارق في الانتخابات، كما حدث عام 2018، عندما حصل على أردوغان على 64.9 في المئة من أصوات الناخبين الأتراك في ألمانيا.

  • ،ويرى الباحث السياسي التركي، إنسي اويكو، أنه بينما يتوقع تراجع التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية في تركيا، على الأغلب ما تكون أصوات الجالية في الخارج لصالح الحزب الإسلامي (حزب أردوغان ـ العدالة والتنمية) الذي يتمتع بدعم كبير من المساجد التابعة لوزارة الشؤون الدينية التركية

المشهد الانتخابي في تركيا

ويخوض السباق الرئاسى فى تركيا 3 مرشحين فقط هم أردوغان وكيليجدار أوغلو، وسينان أوغان، وذلك عقب سحب محرم إينجه طلب ترشحه الخميس الماضى. ويختار الناخبون 600 نائب لتمثيلهم فى مجلس الأمة الكبير، حيث يتنافس 24 حزبًا و151 مرشحًا مستقلًّا، تحت مظلة 5 تحالفات انتخابية..ويبلغ عدد الناخبين الأتراك 60 مليونًا و697 ألفًا و843 شخصًا، أكثر من نصفهم من النساء، بحسب اللجنة العليا للانتخابات التى حددت عددهن بـ30 مليونًا و710 آلاف و790 امرأة.

  • وتنقسم تركيا إلى 87 دائرة انتخابية، وتعد كل محافظة دائرة انتخابية بذاتها باستثناء إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهى محافظات كبرى تم تقسيم كل واحدة منها إلى عدة دوائر. وتضم هذه الدوائر الانتخابية 191 ألفًا و884 صندوق اقتراع.

 

وبحسب بعض استطلاعات الرأي الأخيرة، يتقدم «كيليجدار أوغلو» على «أردوغان، وأنه سوف يحصل على أكثر 50 في المئة من الأصوات، وهو ما يكفي لمنحه أغلبية ضئيلة في الجولة الأولى من التصويت، وتجنب جولة الإعادة في 28 مايو/ أيار. ومع ذلك، فإن هذه الاستطلاعات لا تشمل أصوات 1.7 مليون تركي يقيمون في الخارج، ممن يصوتون بشكل عام لصالح أردوغان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]