تركيا.. الضيف الثقيل في تحرير الموصل من «داعش»

 هل تتصاعد التوترات بين تركيا والعراق بسبب معركة تحرير الموصل من يد داعش إلى أجواء حرب؟، ولماذا تصر تركيا على المشاركة في استعادة الموصل من التنظيم الإرهابي، وهل يسعى أردوغان لتوسعات تركية في العراق خاصة أن أنقرة تـــُعد الموصل مركزا لمصالحها في شمال العراق؟

 

حرب الكلام

أسئلة كثيرة ومشروعة عن سر تجاوزات تركيا واقتحامها أراضي العراق بعد تصريحات استماتة أنقرة بالتدخل في معركة تحرير الموصل لدرجة أن يحدد أردوغان يوم  19 من الشهر الجاري موعدا لانطلاق عملية الهجوم على المدينة، والتهديد بتنفيذ «خطة بديلة» حال رفض مشاركته، لم يعلن عن تفاصيلها بعد، بالإضافة إلى حرب الكلام التي دارت بين الطرفين، بعدما قال أردوغان: «إن القوات التركية لا يمكن فصلها عن العملية التي طال انتظارها لاستعادة الموصل»، وشن حربا على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، جاء فيها: «لست من مستواي، ولا كفؤا لي، لست بنفس ولن تكون في منزلتي، صراخك وصياحك في العراق لا أهمية له لدينا، عليك أن تعرف أننا سنمضي في طريقنا».

ما استدعي العبادي أن يرد على حسابه بـ«تويتر» (سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالـ”سكايب”)، ساخرا من اتصال مٌصوَّر من الرئيس التركي بث على التلفزيون أثناء محاولة انقلاب فاشلة في يوليو/تموز.

الحشد-الشعبي-44

شيعة العراق يتضامنون مع الحكومة 

وهو الأمر نفسه الذى أكده هادي العامري، زعيم فيلق بدر، وهو أحد الميليشيات الشيعية البارزة، قائلا «لم ولن نسمح للقوات التركية بانتهاك سيادة العراق، وعلى الأتراك أن ينسحبوا من أراضينا، وإذا أصروا على البقاء، فلا يلوموا إلا أنفسهم»، وتابع: «الغطرسة والغرور التي نسمعها اليوم في لغة أردوغان، سيندم عليها وسيرى أثر ذلك على أرض الواقع».

وتوترت العلاقات (التركية ــ العراقية) بعد أن أرسلت أنقرة جنودا في ديسمبر 2015 إلى منطقة بعشيقة شمالي شرق الموصل، لتدريب مقاتلين لمحاربة تنظيم داعش هناك، وهي خطوة وصفتها بغداد في ذلك الحين بأنها انتهاك صارخ لسيادتها، ويطالب العراق بانسحاب تركيا، غير أن أنقرة تجاهلت ذلك مرارا.

وصوت البرلمان التركي الأسبوع الماضي لصالح مد انتشار ما يقدر بألفي جندي في شمال العراق لعام لقتال «التنظيمات الإرهابية»، فيما يرجح أنها إشارة إلى المسلحين الأكراد، وكذلك إلى «داعش».

وندد العراق بالتصويت، وحذر رئيس وزرائه حيدر العبادي من أن تركيا تخاطر بإشعال حرب إقليمية. وطلبت حكومته عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأمر.

 

سياسية لا عسكرية

فيما أشار خبراء عراقيون أن قضية الموصل سياسية أكثر منها عسكرية، بسبب دخول أكثر من بلد على طريق الموصل منها أمريكا وإيران وتركيا، لافتا إلى أن الموصل هي آخر معاقل داعش بالعراق، وخط الهجوم أو الانسحاب الأقوى لتنظيم داعش في سوريا والعراق.

وذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية أن معركة تحرير الموصل قد تسفر عن صدام مصالح بين العراق، وإيران وتركيا، وبحسب الخبراء فتركيا تنوي إنشاء «رأس جسر» عسكري، على غرار ما فعلته في شمال سوريا بعملية «درع الفرات». أما إيران فتريد شق ممر لها إلى سوريا.

وقالت الصحيفة، لقد أصبحت واضحة آفاق توتر العلاقات بين تركيا والعراق، بعد أن توغلت القوات البرية التركية في ديسمبر/كانون الأول 2015 في الأراضي العراقية بحجة ملاحقة مقاتلي «حزب العمال الكردستاني». وجاءت موافقة البرلمان التركي على تمديد فترة وجود القوات التركية في العراق لتزيد من تفاقم العلاقات بين البلدين.

منطقة نزاع

يقول ستانيسلاف إيفانوف، الباحث في مركز الأمن الدولي التابع لمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، إن تركيا تنظر إلى الموصل كجزء من أراضيها: «وتعدُّ أنقرة الموصل مركزا لمصالحها في شمال العراق. فقد كانت ولاية الموصل إحدى ولايات الإمبراطورية العثمانية. ولكن بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أنشأت العراق بتفويض من عصبة الأمم. ورغم أن العراق ظهر على الخريطة عام 1921، فإن الاعتراف بحدوده النهائية تم عام 1926».

وأضاف أن تركيا الجديدة، التي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، ناضلت حتى النهاية من أجل أن تبقى الموصل جزءا من أراضيها، وتابع: «لقد بقيت الموصل منطقة متنازعا عليها بين الأكراد والحكومة المركزية. وهذا ما تستغله تركيا».

ويضيف الباحث، أن أنقرة من جانبها قلقة من أن تفرض بغداد سيطرتها هناك بعد عملية التحرير، وتطرد القوات السنية، التي تراهن عليها.

طموحات توسعية

في وقت ذكر فيه المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع العراقية ضياء الدين الوكيل أن الأتراك لديهم طموحات سياسية في لعب دور إقليمي، ويستغلون العراق في ذلك، وأشار  إلى أن هناك تعتيما إعلاميا بشأن توسيع المؤسسة العسكرية التركية تعريف المجال الحيوي للأمن القومي التركي ليشمل 40 كم باتجاه الجنوب، وهو ما يفسر صنيع القوات التركية من الدخول في جرابلس في سوريا، والرغبة في السيطرة على الموصل بالعراق، ولن تتراجع عنه إلا بتدخل قوي وحاسم.

الموصل التي يصل عدد سكانها إلى 1.5 مليون نسمة، هي مقر «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في شمال العراق منذ عام 2014 . وستساعد المعركة المتوقعة في وقت لاحق هذا الشهر لاستعادة المدينة في رسم ملامح مستقبل العراق.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]