إسطنبول – سعيد عبد الرازق
يبدو أن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الإعلام تتخذ منحنى جديدا من التضييق، فلم تمض ساعات على إعلان نتائج الانتخابات النيابية التركية التي فاز فيها حزبه “العدالة والتنمية” بنحو 50% من مقاعد البرلمان، حتى أطلقت السلطات حملة اعتقالات للمعارضين والصحفيين، وحتى قبيل إنطلاق هذه الانتخابات بأيام كانت يد الدولة مقيدة أكثر لحرية الصحافة.
“نقطة” انتهت
شنت الحكومة التركية حملة مداهمة لمقر مجلة “نقطة” في إسطنبول، قبيل أيام من بدء الاقتراع، فقد استبقت الصحيفة هذه الانتخابات بنشر وثائق سرية لاجتماع قيادات العدالة والتنمية، تضمنت آراء قيادات الحزب التي تمحورت حول ضرورة إبعاد أردوغان عن الصورة خلال فترة الدعاية الانتخابية وتخفيف حدة الاستقطاب والصدام مع المعارضة، فانتخابات يونيو/حزيران الماضي كادت تودي بالحزب لحصوله على أقل من 46% للمرة الأولى في تاريخه.
صادرت السلطات عدد المجلة واعتقلت رئيس تحريرها والناشر، وأصدرت المحكمة، أمس الثلاثاء، قرارا بحبسهما بتهمة محاولة الانقلاب.
حملة اعتقالات لجماعة كولن
اعتقلت قوات الأمن 44 شخصا، بينهم موظفون كبار وقيادات أمنية في حملة شملت 18 محافظة تركية، بشبهة امتلاك وثائق عسكرية وأخرى سرية في إطار تحقيق قضائي، في مدينة إزمير غرب تركيا، بحق الداعية فتح الله كولن، الذي يعتبره الرئيس رجب طيب أردوغان عدوه اللدود بعد أن كان أقرب حلفائه.
أعلن أردوغان الحرب على حليفه السابق كولن إثر فضيحة الفساد والرشوة الكبرى في ديسمبر/كانون الثاني عام 2013، عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء، واتهم فيها مقربون منه، ومنذ ذلك الوقت يتهم أردوغان حليفه السابق الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بمحاولة خلق”دولة موازية” للإطاحة به.
فصل 71 صحفيا من مجموعة كوزا- إيبك
عمدت الإدارة الجديدة المعينة من قبل المحكمة للوصاية على مجموعة “كوزا- إيبك” الإعلامية التي تضم صحيفتي “بوجون” و”ميلّت” وقناتي “بوجون تي في” و”قنال تُرك” القريبة من فتح الله كولن، إلى تسريح 71 صحفيا يعملون في المجموعة التي استولت عليها الحكومة قبل 5 أيام من الانتخابات.
وأرسلت الإدارة الجديدة إلى بعض العاملين في المجموعة إخطارا بقرار فصلهم عبر وثائق لا تحمل تواريخ أو توقيعات، وأنهت عمل 71 صحفيا من المراسلين والمحررين بعد إبعاد رؤساء تحرير الصحف والقنوات في المجموعة.
“هيومن رايتس ووتش” تنتقد العدالة والتنمية
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية لحقوق الإنسان الحملة التي وصفتها بالتعسفية التي شنتها الحكومة التركية ضد مجموعة” كوزا- إيبك” الإعلامية قبل الانتخابات في تركيا، وقالت خبيرة شؤون تركيا في المنظمة إيما سنكلير ويب، في مقال أصدرته المنظمة، إن “مداهمة رجال الأمن لمقر المجموعة الإعلامية دليل واضح على محاولة تحويل الصحف والقنوات التلفزيونية الموجودة في مجموعة إيبك إلى وسائل إعلام موالية للحكومة”.
