لم تفرض عملية تتريك استيطاني، منذ سقوط الدولة العثمانية التركية، كالتي تطبق حاليا على مدينة عفرين السورية من جانب الجيش التركي والمسلحين التابعين له.
وتعد عملية تغيير الهوية العربية والكردية في شمال الدولة السورية الحالية، هي استكمال لما جرى منذ قرون، بعد عملية احتلال تركيا لعفرين، فبعد الاجتياح العسكري يأتي الاحتلال الثقافي والاجتماعي للمدينة.
تشويه عفرين المحتلة
ومنذ اليوم الأول لاحتلال عفرين، اتضح التشويه التركي من قبل أنقرة لهوية المدينة في عدة مظاهر ممنهجة، ضمن إجراءات متصاعدة.
وبلغ الأمر بالأتراك أن بدأوا العمل على تغيير أسماء كل ما هو كردي في المدينة، بدءا من أسماء الساحات حتى تغيير أسماء الأشخاص.
من كردستان إلى جولستان
“كردستان” اسم فتاة سورية، تحولت إلى نموذج في تشوية الهوية العربية والكردية في عفرين، إذ ظلت الفتاة تحمل هذا الاسم، إلى أن جاء الأتراك ليغيروه تماما إلى جولستان ، وذلك عندما ذهبت لتجديد البطاقة الشخصية.
الاحتلال التركي فرض في عفرين، مجموعة من القوانين تتعلق بفرض كل ما هو تركي ومحو كل ما هو عربي أو كردي، وذلك وفقا للنموذج الأمني المفروض من قبل الاحتلال.
ولأكثر من 34 سنة، حملت الفتاة كردستان اسمها التي ولدت به إلى أن جاء الاحتلال التركي ليغيره ضمن إجراءاته ضد العرب والكرد في شمال سوريا.
تكشف صورة للبطاقة منتهية الصلاحية للفتاة، التي كانت صادرة سابقا من الدولة السورية، عن اسمها الأصلي “كردستان” دون حجاب، ولكن مع البطاقة الجديدة تحت النفوذ التركي، تغير الأسم وفرض على الفتاة التصوير في الهوية بالحجاب.
يقول المحلل السياسي الكردي في برلين، إبراهيم كابان، في هذا الشأن إن الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة السورية التابعة له دأبت على تغيير هوية عفرين كأرض سورية تضم شعبا يحمل تنوعات مختلفة.
ويشير إلى أنه منذ احتلال المدينة منذ أكثر من عام و3 أشهر، نفذ مخطط تغير الهوية تجاه كل ما هو عربي وكردي وتحويله إلى تركي، لأن هذا الاحتلال ليس جغرافيا فقط ولكنه اجتماعيا وثقافيا .
ليست الوحيدة
وأوضح أن الفتاة كردستان واحدة من الآلاف، ويبدو أنها وجدت الأمان خارج هذه البقعة بعيدا عن الأتراك، ثم فضحت قضية تغيير اسمها وشكلها، ولكن البقية لا تستطيع الافصاح خوفا من البطش او الاختطاف
تغير هوية كل ما هو عربي وكردي إلى تركي
وتابع “منذ إتمام الاحتلال، جاءت مراسيم عسكرية على شكل قوانين، بتغير أسماء الساحات والشوارع والمدارس والأشخاص وكل شئ ، من الأسماء المعادية التي هي بالطبع عربية أو كردية إلى التركية”.
وأردف “تغيرت أسماء القرى والبلدات، كجزء من مخطط التتريك ، ووصل الأمر بالفعل إلى تغيير أسماء الأفراد، وهذا أمر غير مسبوق”.
كتائب المرتزقة السورية
وتابع “المعارضة السورية المسلحة المنتمية للإسلام السياسي، التابعة لأردوغان هي من تقوم بهذه العملية ،كتعليمات من المخابرات التركية”.
وقال كابان، إن الاحتلال بدأ ببناء جدار حول عفرين ثم تغيير أسماء المدن من إلى التركية ،وعمليات الاختطاف وطلب الفدية من الجماعات المرتزقة المرافقة للجيش التركي ، الامر ممتد لجرابلس واعزاز والباب أيضا”.
أردوغان والسلاطين العثمانيين
وتحولت “عفرين” بعد 15 شهر من الاحتلال إلى مدينة تركية غصبا، بعد تنفيذ مخطط التتريك القائم، فأصبحت نصف ساحات المدينة باسم إردوغان أو سلاطين عثمانيين، ما بين مراد وسليم وسليمان شاه.
العلم التركي في كل مكان ، النشيد المدرسي تركي، اللغة التركية مفروضة على المدارس بعد إلغاء اللغة العربية والفرنسية والكردية، كما تم فرض الحجاب على أطفال من الإناث حتى لو كان عمرها 5 سنوات.
فرض الصلاة بالمسجد على الطائفة الأيزيدية
يقول منسق حزب الجمهوري الكردستاني في أوروبا، فايق ديلو، إن القوانين في عفرين من جانب الجيش التركي، وصلت إلى فرض الصلاة في المسجد عند إعلاء الأذان.
وتابع “يفرض على أي شخص عدم السير في الشارع وغلق المحال التجارية وقت الصلاة”.
وأردف “من المضحك أن الطائفة الأيزيدية الغير مسلمة، فرض عليها بحكم هذا القانون الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة “.
وأكد ديلو، أن عفرين يتم التعامل معها بشكل انتقامي من جانب تركيا وفرض التمييز لعنصري لما بدر من أهل المدينة من بسالة عند محاولات الجيش التركي لاحتلال المدينة.
