تركيا تواجه التحدي الاقتصادي الاستراتيجي الأهم لها الآن

كتب: محمد محمود
أبرزت عدد من الصحف العالمية تحدي جديد تتعرض له تركيا، وهو تحدي اقتصادي عميق يرتبط بالكثير من القضايا وهو تحدي اللاجئين، وهو التحدي الذي يتزايد خاصة مع رغبة الكثير من هؤلاء اللاجئين في أن تكون تركيا بوابة لعبورهم إلى أوروبا، فضلا عن التنوع السياسي للكثير من هؤلاء اللاجئين، الأمر الذي يزيد التحدي الأمني امام أنقرة في ظل تواصل استيعاب الكثير من هؤلاء اللاجئين.

وتشير صحيفة تايمز إلى دقة هذه الأزمة خاصة وأنا مرتبطة بعدد من الأزمات السياسية المختلفة الأخرى المهمة لتركيا، وعلى رأسها منظومة العلاقة مع عدد من الفصائل أو الحركات السياسية، ومنها على سبيل المثال حركة حماس أو الحركات السياسية المعارضة أيضا في بعض من المناطق والدول والتي يتدفق منتسبيها على تركيا.

وترغب تركيا، وفقا للصحيفة، في بناء جسور وأطر سياسية وعلاقات مع عدد من الأطراف مستغلة هؤلاء اللاجئون وتنوعهم.

غير أن رغبة الدولة التركية في استيعاب واستغلال تواجد هؤلاء اللاجئين على أراضيها تصطدم بدورها برفض شعبي وتباين جماهيري في التعاطي مع هذه المشكلة، وهذا ما قالته صحيفة نيويورك تايمز التي أشارت إلى تداعيات ما تتعرض له تركيا من أزمات اقتصادية الآن، الأمر الذي أثر اقتصاديا على الكثير من سمات الدولة الاقتصادية ومنها سعر الليرة.

وتشير أحدث المؤشرات إلى انخفاض سعر الليرة التركية بنسبة 36% أمام الدولار، وهي نسبة كبيرة تؤكد دقة الأزمة التي تعيشها تركيا الآن.

بالإضافة إلى وصول البطالة إلى معدات كبيرة، حيث بلغت أعلى مستوى لها في العقد الماضي، حيث بلغت 14.7% منذ بداية العام ، وهي نسبة تشير إلى تصاعد الأزمة الاقتصادية.

مطالب جماهيرية
وتشير الصحيفة إنه ومع تصاعد حدة الأزمة بين الأتراك بدأ أبناء الشعب التركي في حث الحكومة على عدم إنفاق أي أموال على الأجانب ممن يصلون إلى تركيا، وهو ما تجلى مع تصاعد الأزمات الاجتماعية وتزايد غضب الأتراك من الأموال التي تنفقها الحكومة على اللاجئين السوريين على سبيل المثال، بالإضافة إلى إنفاق الأموال على دعم عدد من الفصائل الفلسطينية، وهو ما زاد من حدة التوتر السياسي في البلاد خاصة مع اتهام جهات بالمعارضة التركية إلى أن الكثير ممن تقدم لهم الحكومة الدعم من الفصائل هم من عناصر حركة حماس، والذي يتواجد منهم الكثيرين في المدن التركية.

من جانبها رصدت بعض من التقارير الصحيفة غضب الأتراك المتواصل أيضا من توافد الأجانب وبكميات كبيرة على تركيا، وهو ما ظهر مع متابعة منصات التواصل الاجتماعي التركية.

وعن هذه النقطة تشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى إنها أدت إلى التأثير على شرائح واسعة من المواطنين، بداية من العمال البسطاء في تركيا وحتى أصحاب الأعمال والمقاولين ممن ينتقدون تفشي تواجد أبناء هذه العمالة وتحديدا من الفلسطينيين في البلاد دون رقيب قوي.

غير أن دقة هذه القضية تتصاعد بوضوح مع أعراب مصادر أمنية تركية عن غضبها من السلوك الذي تنتهجة عناصر حركة حماس في تركيا، حيث يقوم الكثير من عناصر الحركة وقادتها بالتواصل العسكري مع بقية أعضاء التنظيم المتواجدين في الخارج، وهو أمر تأكدت منه بعض من القوى سواء الإقليمية أو الدولية المعارضة لسياسات حماس، الأمر الذي أدى لتصاعد هذا التوتر داخليا في تركيا بسبب عناصر حماس.

على أية حال فإن هذه القضية تتصاعد بقوة، وهو التصاعد الذي لفت انتباه الصحف العالمية التي أهتمت بدورها بهذه القضية التي باتت تستحوذ على الكثير من الأبعاد السياسية الهامة الآن.