تركيا «دخيلة» على المنطقة.. هدوء حذر على جبهة الطاقة شرقي المتوسط

جولة أوروبية تبدو ناجحة، تلك التي يقوم بها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يسعى إلى تعزيز موقف بلاده في الحرب مع روسيا، بعد أن انتصف عامها الثاني.

فمن هولندا إلى الدنمارك، ثم اليونان، يبحث زيلينسكي عن دعم عسكري، يمكِّنه من التصدي للهجمات الروسية على أراضيه، وكانت مقاتلات F-16 هي الهدف الأكبر الذي يسعى إليه الرئيس الأوكراني.

5 نتائج لمحادثات زيلينسكي ورئيس وزراء اليونان

اليوم الإثنين، أجرى زيلينسكي زيارة إلى اليونان، التقى خلالها رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وكشف زيلينسكي، عن محادثاته مع المسؤول اليوناني، فقال إنها أثمرت 5 نتائج إذ «انضمت اليونان إلى تحالف الطيران، ستقوم بتدريب طيارينا على طيران طائرات F-16، وتعد اليونان أيضا حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا».

وأضاف: «لقد اقترحت طرقا لليونان لمساعدتنا في تأمين ممر أوكرانيا الجديد على البحر الأسود، وضمان حرية الملاحة وصادرات الحبوب دون عوائق، كما ناقشنا مشاركة اليونان في تعافي أوكرانيا، بما في ذلك إمكانية تولي اليونان رعاية استعادة أوديسا».

وتابع: «بعد توقيع اليونان على إعلان مجموعة السبع لدعم أوكرانيا، اتفقنا على المضي قدمًا في المحادثات الثنائية حول الضمانات الأمنية».

وواصل: «تستعد أوكرانيا لبدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام، وأشكر اليونان على دعمها لنا في طريقنا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

مقاتلات F-16

الخميس الماضي، كشف مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة وافقت على إرسال طائرات F-16 من الدنمارك وهولندا إلى أوكرانيا، لتعزيز قدرتها في الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات الروسية، وذلك فور اكتمال تدريب الطيارين.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن واشنطن منحت الدنمارك وهولندا تأكيدات رسمية بأنها ستُسرع إجراءات الموافقة على طلبات نقل مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا.

من فوره، انتهز زيلينسكي الفرصة، وتوجه أمس الأحد، في جولة تضمنت البلدين، حيث تنتظره طائرات F-16 المقاتلة.

هولندا من جانبها، أعلنت أنها ستسلم مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، أمام زيلينسكي، إن بلاده والدنمارك تلتزمان بتسليم مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا بعد استيفاء شروط هذا التسليم، فيما أعلن زيلينسكي أن كييف ستحصل على 42 طائرة F-16 من هولندا.

ثم في وقت لاحق من يوم الأحد، غادر زيلينسكي هولندا متوجها إلى الدنمارك، فيما لا تزال طائرات F-16 هي هدف الزيارة الثانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني أن الدنمارك ستمد بلاده بـ19 طائرة من طراز F-16، بعد لقائه رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، اليوم الأحد.

بدء تدريب الطيارين الأوكرانيين

وأكد زيلينسكي أن تدريب الطيارين والمهندسين الأوكرانيين على تشغيل المقاتلات الهجومية قد بدأ بالفعل في الدنمارك، مشيرا إلى أنهم يعملون على سرعة التحضير، ويناقشون مدى إمكانية توسيع البعثات التدريبية.

صراع مباشر

من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور محمود الأفندي، إن المشكلة ليست في طائرات F-16، لكن المشكلة في المطارات، فأوكرانيا لا تمتلك المطارات التي تستطيع مقاتلات F-16 استخدامها، فمدرجاتها طويلة بحيث تمتد إلى 1500 متر، وفي الوقت الحالي لا تستطيع أوكرانيا توسعة المدرجات، وبالتالي فإن صيانة هذه الطائرات وإطلاقها سيكون من مطارات غربية ومن مطارات دول مجاورة لأوكرانيا مثل بولندا وبلغاريا ورومانيا، وهذا معناه صدام مباشر يكفل لروسيا الحق في استهداف هذه المطارات.

وأضاف في تصريحات لـ«الغد» أن هذه الطائرات سواء كانت قديمة أو حديثة، تستطيع أن تحمل رؤوسا نووية، وهذا يعني أن روسيا ستقوم بضربة استباقية إذا توفرت لديها معلومات حول إقلاع بعض الطائرات من أي منطقة في أوروبا وعلى متنها صواريخ حربية، مع العلم بأن روسيا لا تستطيع أن تعلم إن كانت الصواريخ التي تحملها الطائرات نووية أم غير نووية، وهنا ستقوم بضربات استباقية، لكن السؤال المطروح هنا: هل ستستخدم روسيا في ضرباتها الاستباقية أسلحة نووية أم أسلحة تكتيكية؟

تشهد العديد من بلدان العالم، حرائق عدة، تلتهم مساحات شاسعة من الغابات، وسط مخاوف من خروجها عن السيطرة في ظل الارتفاع المهول في درجات الحرارة، وما يشهده العالم من تطرف مناخي.

فبالرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات لمكافحة حرائق الغابات، والسيطرة عليها، إلا أن الأوضاع لا تزال تتفاقم يوما تلو الآخر، ما يشكل تهديدا للكثير من القطاعات، وخصوصا في البلدان التي تعتمد على السياحة، والتي تضررت بدرجة كبيرة من جراء هذه الحرائق.

اليونان

تشهد اليونان سلسلة من حرائق الغابات، حيث يكافح المئات من رجال الإطفاء، اليوم الإثنين، لاحتواء حرائق الغابات التي أججتها رياح عاتية في أنحاء متفرقة.

وتواصلت تلك الحرائق في شمال شرق البلاد، بالقرب من مدينة أليكساندروبوليس الساحلية، لليوم الثالث على التوالي.

ودفعت السلطات اليونانية بأكثر من 200 من عناصر الإطفاء، تدعمهم 17 قاذفة مياه ومتطوعون وشرطيون، من أجل محاصرة النيران وإخمادها.

وفي خضم جهودهم الجارية، أصيب 7 من عناصر الإطفاء، وأحد المتطوعين، ونقلوا المستشفى لتلقي العلاج، فيما تم إخلاء نحو 10 بلدات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم بسبب الدخان.

كندا

قررت السلطات في كندا نشر قوات مسلحة لمواجهة حرائق الغابات سريعة الانتشار في إقليم كولومبيا البريطانية بغرب البلاد.

يأتي ذلك فيما خضع ما يربو على 35 ألف شخص لأوامر بالإجلاء، نتيجة الحرائق والجفاف والرياح، مع إعلان حالة الطوارئ بالإقليم خلال ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة.

حرائق كندا أتت على نحو 140 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، أي ما يقرب من مساحة ولاية نيويورك.

على بعد نحو ألفي كيلومتر إلى الشمال، خرج حريق غابات عن نطاق السيطرة في يلونايف، عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية، مما أدى إلى إجلاء جميع سكانها تقريبا، والبالغ عددهم 20 ألفا قبل أيام.

إسبانيا

وفي إسبانيا، أجلت السلطات آلاف السكان من منازلهم في جزيرة تينيريفي، يوم السبت الماضي، بعد خروج حريق غابات مستعر إلى الشمال من الجزيرة عن السيطرة.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود رجال الإطفاء، اليوم الإثنين، للسيطرة على حريق هائل أدى إلى تدمير غابات في جزيرة تينيريفي بجزر الكناري الإسبانية، على مدى 6 أيام، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية، تجلت في تصريحات رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيحو، الذي قال، اليوم الإثنين، إنهم تجاوزوا أسوأ مرحلة، بالرغم من انه لم تتم السيطرة الكاملة على الحريق بعد.

ويبدو أن المسؤول الإسباني عقد بعض آماله على فرص هطول الأمطار في تينيريفي، والتي قد تساعد بشكل كبير في السيطرة على الحرائق.

الولايات المتحدة

وفي الولايات المتحدة، اندلعت حرائق هائلة في مساحات شاسعة من الغابات بمنتجع لاهاينا.

كما اندلعت حرائق أخرى في هاواي، مما تسبب في أضرار هائلة، دفعت الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تخصيص مساعدات اتحادية إضافية لهاواي في أعقاب حرائق غابات مميتة تسببت في دمار هائل في الولاية هذا الشهر.

وقال البيت الأبيض، في بيان، يوم الجمعة الماضي، إنه تم زيادة الأموال الاتحادية المخصصة لإزالة الأنقاض وإجراءات الحماية العاجلة بنسبة 100% من إجمالي التكاليف المستحقة لمدة 30 يوما متصلة تختارها الولاية من أول 120 يوما بعد الواقعة.

الجزائر

وتشهد الجزائر حرائق غابات، وإن كانت أخف وطأة من الحرائق التي تشهدها الدول الأخرى.

وقالت المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية، اليوم الإثنين، إنها تواصل جهودها لإخماد النيران بعدد الغابات، مشيرة إلى أنها نجحت في السيطرة على حريقين بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، مع عدم تسجيل أي خسائر بشرية، بينما تتواصل جهود السيطرة على حرائق بغابات الإسماعيلية وبني خدي والزبيرية بولاية المدية، وخنشلة وبوعريرج.

لأول مرة تشتعل حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط، في سابقة تاريخية تسجل غضب البحر والطبيعة على الدول المتشاطئة التي تعيش حاليا تحت صدمة الحرائق.

وخلال الشهر الحالي يوليو / تموز 2023 ، تم رصد قفزة كبيرة وارتفاع غير مسبوق لحرارة البحر الأبيض المتوسط ، وسجلت درجة حرارة سطح الماء معدلات غير مسبوقة في السجلات المناخية لمثل هذا الوقت من العام.

وبحسب تقارير محطات الأرصاد الجوية في روما وأثينا وتونس، فإن مناطق واسعة من وسط المتوسط مثل سواحل دول المغرب العربي والسواحل الإيطالية تجاوزت درجة حرارة سطح الماء فيها 35 درجة، وهذا يعني انحراف عن المعدلات العامة يتجاوز 5 درجات مئوية، بينما بلغ انحراف درجة حرارة سطح الماء لكامل البحر المتوسط عن المعدلات العامة حوالي 3 درجات مئوية. وفي حال استمرار هذه الظاهرة فإنه من المتوقع:

• تشكل منخفضات جوية عميقة جداً بنسب أعلى من المعتاد قد تصل إلى مستويات العواصف المتوسطية أو الأعاصير المتوسطية.
• ارتفاع احتمالية حدوث العواصف الرعدية القوية والشديدة.
• زيادة فرص تساقط زخات البرد بإحجام أكبر من المعتاد.

وتزامن الارتفاع غير المسبوق لحرارة مياه البحر المتوسط، صدمة اشتعال الحرائق في الدول المتشاطئة:

• وفي تونس.. تم إجلاء أكثر من 300 شخص عبر البحر بمنطقة ملولة طبرقة، هربا من النيران. كما تم توجيه كافة الوحدات البحرية التابعة للمنطقة البحرية بطبرقة في إقليم الشمال وتسخير مراكب صيد ومراكب نقل الأشخاص، في عملية إجلاء المواطنين بحرا.
• وفي اليونان.. تجري السلطات أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق في جزيرة رودس السياحية بعد حريق يجتاح الجزيرة. وأجبرت حرائق مستعرة في جزيرة رودس اليونانية المئات على الفرار من القرى والشواطئ المتضررة.

وقام أفراد خفر السواحل اليوناني بإجلاء 2406 أشخاص في ظل امتداد حرائق الغابات، مما يهدد 17 مستوطنة على الجانب الشمالي لجزيرة كورفو، وفقا لما قاله متحدث باسم إدارة إطفاء الحرائق في اليونان.

• وفي الجزائر.. قالت وزارة الداخلية، إن حصيلة ضحايا الحرائق المندلعة في 11 ولاية جزائرية بلغت نحو 34 حالة وفاة، حتى اليوم الثلاثاء، بينما تم تسجيل نشوب 97 حريقا عبر 16 ولاية، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مما أسفر عن مصرع 15 شخصا وإصابة 26 آخرين، وتم إجلاء 1500 شخص من المناطق المتضررة.

وأضافت أن ولايات بجاية والبويرة وجيجل الواقعة في شمال وشرقي الجزائر سجلت الحرائق الأوسع رقعة بسبب قوة الرياح التي شهدتها، حيث امتد بعضها إلى القرى المأهولة بالسكان.

• وفي إيطاليا.. اشتعلت حرائق الغابات في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، وتعاني العقارات والمباني في جزيرة صقلية من انقطاع التيار الكهربائي مع ارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى خلال موجة الحر التي تسببت في حدوث فوضى في أنحاء أوروبا.

• وفي إسبانيا.. أتى حريق على أكثر من ألفي هكتار في جزيرة لا بالما الإسبانية في جزر الكناري (جنوب غرب)، ممّا تسبّب في إجلاء 2500 نسمة، حسبما أعلنت السلطات الإقليمية. وقالت حكومة جزر الكناري، إن ّ الحريق وصل إلى بلدة تيجارافي، حيث تمّ إجلاء السكّان.
• وفي فرنسا.. دقت السلطات ناقوس الخطر، مع بدء مخاطر حرائق الغابات بسبب تغير المناخ، حيث تصارع المئات من رجال الإطفاء في جنوب البلاد مع أكبر حريق دمر الغابات حتى الآن هذا العام، واجتاح الحريق مساحات من الأخشاب وقطع الأشجار على جانبي الحدود الجنوبية للبلاد، مع إسبانيا.

ودمرت الحرائق المستعرة  2500 فدان من الأراضي الواقعة بين بانيول سور مير وسيربير على ساحل البحر الأبيض المتوسط​​، كما انتشر عبر الحدود إلى شمال شرق إسبانيا.

ويقول العلماء إنه من المحتمل أن يزداد الأمر سوءًا مع اشتداد تغير المناخ، حيث ترتفع درجة حرارة منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بوتيرة أسرع من المتوسط ​​العالمي.