تساؤلات على خط التماس بين موسكو وطهران.. «نصف تحالف نصف تنافس»

تساؤلات عديدة تدور حول العلاقات الروسية ـ الإيرانية.. تحالف أم تنافس على النفوذ؟ توافق سياسي أم تعارض مصالح؟ وبينما التقارب بين البلدين يأخذ منحنى تصاعدي، فإن خطوط التماس بينهما داخل سوريا مشحونة بمواقف «شبه غامضة».. الحقيقة التي يراها خبراء ومحللون روس، أن تاريخ التفاعل بين روسيا وإيران معقد ومتعدد الأوجه. ويستعرض المحلل السياسي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف، تاريخ خطوط التماس على مسار العلاقات بين البلدين:

  • فقد نشأت روسيا كدولة إلى حد كبير بسبب التجارة مع بلاد فارس، ونشأت المدن الروسية الرئيسية ونمت إلى حد كبير بفضل طرق التجارة التي مرت على طول نهر الفولجا من بحر قزوين إلى دول بحر البلطيق، واتخذت المملكة الروسية خطواتها الأولى نحو امبراطورية عظيمة فقط بعد أن أخضع إيفان الرهيب تتارقازان وأستراخان، ما جعل هذا الطريق التجاري بأكمله آمنا.
  • ومع ذلك، فمع توسع الإمبراطورية الروسية، تنافس البلدان بشكل متزايد على النفوذ في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.
  • وفي الحقبة السوفيتية، كان هناك بعض الصفحات السوداء في العلاقة بين البلدين.
  • وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تداخلت الطموحات السياسية للبلدين في نفس المنطقة، مما خلق أرضية للتنافس، أو على الأقل على مستوى إمكانية ذلك، وكانت العلاقة حذرة ومحدودة.
  • وفي الوقت نفسه، وعلى مستوى الاقتصاد، تجاذب البلدان إلى أقطاب مختلفة، وكان تشابه مسميات التصدير يحد من اهتمامهما الاقتصادي ببعضهما البعض.
  • من الناحية الموضوعية، وقبل الأحداث في سوريا، لم تكن هناك أسباب للتعاون الوثيق، في الوقت الذي لم توجد فيه أيضا أسباب للعداء.

 

التجارة تفتح أبواب التحالف

لكن كل شيء تغير الآن. فقد أدى إغلاق الموانئ والأسواق الأوروبية أمام روسيا إلى إعادة توجيه التجارة الروسية إلى الشرق والجنوب دون منازع، وقد يصبح الطريق القديم عبر إيران إلى دول المحيط الهندي مرة أخرى أحد طرق التجارة الرئيسية لروسيا.

وقد بلغ حجم التبادل التجاري للبلدين في العام الماضي 4 مليارات دولار على الرغم من أنه تضاعف خلال العام 2021. لكن الطرفين أعلنا عن اعتزامهما إلغاء التعريفات الجمركية بين البلدين، ما سيسفر عن مضاعفة التبادل التجاري إلى 10 أضعاف في السنوات القادمة.

  • والظروف الراهنة، يعد حجم السوق أحد الشروط الرئيسية للمنافسة الاقتصادية الناجحة، ويزداد ذلك أهمية في سياق انهيار العولمة وتشكيل مناطق اقتصادية ونقدية إقليمية.

المثلث السياسي الاقتصادي الجديد

  • ويشير «نازاروف»، إلى المثلث السياسي الاقتصادي الجديد بين روسيا وإيران وتركيا، موضحا أن عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 336 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان الاتحاد الأوروبي 446 مليون نسمة. ولا حاجة هنا للتعريف بعدد سكان الصين.

ويبلغ عدد سكان روسيا 147 مليون نسمة، وإيران 86 مليون نسمة، وتركيا 83 مليون نسمة، أي أن الدول الثلاث معا يبلغ تعداد سكانهم 316 مليون نسمة. فإذا أضفت إلى ذلك التعداد عددا قليلا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، سيكون السوق أكبر من سوق الولايات المتحدة، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي لن يستمر في شكله الراهن، على الرغم من أن ألمانيا ربما تكون قادرة على الإبقاء على عدد قليل من البلدان حولها.

ومع ذلك، فإن كل من روسيا وإيران (وتركيا) حضارات متفردة ولها طموحاتها الخاصة بها، والتي تثمن تراثها الثقافي وتسعى جاهدة للحفاظ على هويتها السياسية. تلك الدول ليست قوية بما يكفي للتنافس بمفردها على قدم المساواة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين، إلا أن وزنها المشترك سيكون كافيا لتحقيق هذا الهدف.

  • ولهذا، كان ظهور هذا المثلث السياسي الجديد بين روسيا وإيران وتركيا في سوريا كان أمرا منطقيا في حالة تتحد فيها القوى المتنافسة من أجل مقاومة الهيمنة الأمريكية..وبنفس المبدأ وعلى نفس الأسس في الاقتصاد سيصبح هذا المثلث أكثر أهمية في العقد أو حتى العقود القادمة.

 

تحالف سياسي واقتصادي طويل الأجل

وبغض النظر عمن هو المهيمن على العالم سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين، فسوف تدفع الظروف والتطلعات الخاصة لروسيا وإيران وربما تركيا إلى تشكيل تحالف سياسي واقتصادي طويل الأجل، أو على أقل تقدير شكل للتعاون الوثيق إن لم يكن تحالفا. علاوة على ذلك، يبدو لي أن الأمور في الاقتصاد ستسير بوتيرة أسرع مما هي عليه في السياسة.

مصلحة روسيا الحيوية أن تحافظ على العبور عبر إيران

إن إيران أكثر أهمية بالنسبة لروسيا، كجسر لمنطقة الخليج وما وراءها نحو جنوب آسيا، من مجرد كونها دولة فحسب. ومن مصلحة روسيا الحيوية أن تحافظ على العبور عبر إيران، ما يعني السلام والاستقرار في المنطقة، التي ستكون أحد الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لروسيا.

  • وخلص المحلل السياسي الروسي، إلى القول بأن دول الخليج العربية في رأيي يجب ألا تخاف من التقارب الروسي الإيراني، بل أن ترحب به.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]