تسويق انتصار زائف.. قصة الاحتلال مع «مجمع الشفاء الطبي» في غزة
يواصل جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، شن عمليات عسكرية في محيط مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي، دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين، وهي العمليات التي يقول إنه يستهدف بها عناصر المقاومة الفلسطينية.. وكانت إسرائيل قد داهمت المستشفى أول مرة، في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقالت إنها اكتشفت أنفاقا قريبة مدعية أن حماس تستخدمها مراكز قيادة وسيطرة، وأنه عثر على «ذخيرة وأسلحة ومعدّات عسكريّة»، وهو ما نفته حركة حماس وإدارة المستشفى.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان «سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية».
وبينما نفت المقاومة الفلسطينية، استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. وقالت في بيان: «نؤكد كذب روايات الاحتلال وادعاءاته الباطلة؛ فالمشافي مؤسسات صحية مدنية لم تمارس منها أي أنشطة تتعارض مع وظيفتها ومهامها المحددة وفق القانون الدولي والإنساني».
و لماذا مجمع الشفاء الطبي؟
يجيب الباحث السياسي، أحمد الصفدي، بأن الاحتلال لا يتحمل أن يرى المقاومة الفلسطينية تستعيد قوتها، وهو قد سبق أن روج لأكذوبة انه سيطر على قطاع غزة وأحكم قبضته على تحركات المقاومة الفلسطينية في غزة، ثم تصدمة رشقات الصواريخ التي تطلقها المقاومة، وكما انه يرتعد بالفعل من المواجهة والاشتبكات المتواصلة مع المقاومة الفلسطينية التي تكبده يوميا خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.. هناك صوارخ المقاومة تصطاد آليات الاحتلال والجنود في محبط مجمع الشفاء الذي يقول الاحتلال إنه يسيطر على محيط المجمع، وهناك مواحهات بطولية في شمال غزة وفي الوسط وفي الجنوب، أي ان الاحتلال يفقد الورقة التي يحاول الآن يلغيها على طاولة المفاوضات.. ومن هنا يلجأ لاقتحام مجمع الشفاء للمرة الثانية -بعد فشل محاولته المرة الأولى- ليكرر إدعاءاته بوجود مقاومين داخل المجمع تم اعتقالهم!!
وقال للغد: إن الاحتلال يريد أن يضغط على طاولة المفاوضات بالسيطرة على المقاومة الفلسطينية وأيضا بالسيطرة على الحاضنة الشعبية للمقاومة من خلال قصف المدنيين وتهجيرهم من مكان إلى آخر ومن خلال تدنمير سبل حياتهم المعيشية ومراكز علاجهم.
تسويق انتصار زائف
ويشير الخبير الفلسطيني في العلاقات الدولية، نهاد أبو غوش، إلى مجزرة متصلة في مجمع الشفاء الطبي لليوم الخامس على التوالي، حيث تقوم قوات الاحتلال بعمليات القتل والتنكيل وتدمير أجنحة المستشفى، وحتى الآن باعتراف إسرائيل إنها قتلت 140 فلسطينيا تدعي أنهم جميعا مخربون، أي من أبطال المقاومة الفلسطينية، وهذا بالطبع كلام غير منطقي، فماذا يدفع المقاتلون للتجمع في مكان واحد محدد، ولكن إسرائيل تحاول تسويق انتصار كاذب.
وقال «أبو غوش» للغد: لا يوجد سبب أمني أو عسكري لتواجدهم في مكان واحد، بينما أمامهم حرية الحركة لأن غزة مفتوحة أمامهم وهي كلها غالبا أطلال منازل متهدمة جزئيا أو كليا، وفيها أنفاق، وكما نشاهد الفيديوهات فإنهم من خلال هذه المواقع يخرجون ويصطادون الدبابات وناقلات الجند ويقنصون الضباط والجنود بسهولة.
شهادات موثقة من أطباء أجانب
وأضاف: قوات الاحتلال اعتقلت 600 مواطن في المستشفى ومن بينهم معظم الكوادر الطبية والممرضين والمرضى والنازحين، ولا يوجد مقاتلون داخل المستشفى، لا في المرة الأولى للاقتحام، ولا في هذه المرة، هناك فقط حراس مدنيون للمستشفى بأسلحة صغيرة فردية، ولكن لا توجد مراكز عسكرية داخل مجمع الشفاء، وهناك شهادات موثقة من أطباء أجانب نفوا بشكل مطلق وجود أي مظاهر عسكرية في المستشفى أو تواجد مسلحين
قائمة الكذب عن المعتقلين
لقد تكشف كذب قائمة الاعتقال التي قال الاحتلال إنها لعناصر من المقاومة، فقد تبين أن القائمة تعود لأشخاص هم خارج غزة حاليا، وصورا أخرى لشهداء، و3 من الصور في القائمة تعود لأطباء أفرج عنهم الاحتلال سابقا
وتعليقا على الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي لعدد ممن اعتقلهم في مجمع الشفاء الطبي، وزعم أنهم عناصر في المقاومة، أكد مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، رامي عبده، أن عددا ممن نشرت صورهم ليسوا قيد الاعتقال.. وقال عبده في حسابه على منصة «إكس» إنه بعد فحص الصور، تبين أن المعتقلين بينهم عدد كبير من المدنيين والموظفين الحكوميين.
وأشار إلى أن بين هؤلاء أطباء، منهم أنور الشيخ خليل، وعددا من سكان المنطقة المحيطة بمجمع الشفاء وآخرين كانوا بمراكز إيواء في الجوار.
لماذا لم يكشف الاحتلال عن أسماء من تم اعتقالهم؟
ومن جانبه يتساءل الباحث السياسي الفلسطيني، عصمت منصور: بعد ادعاء إسرائيل اعتقال قادة من حماس والجهاد بمجمع الشفاء.. لماذا لم تكشف عن أسمائهم؟!
وقال «منصور» للغد: هذا ما يكشف زيف وأكاذيب الاحتلال، لأنه كالعادة عندما يكتشف واقعة نجده يهلل إعلاميا ويذكر التفاصيل، فلماذا لا يذكر أسماء القادة الذين تم اعتقالهم من حركة حماس ومن الجهاد كما يزعمون، إذا كان ما يقوله صحيحيبا ..وهو ليس كذلك بالطبع.
وأضاف: إن تسويق هذه الأكاذيب، هي محاولة لتبرير جريمة اقتحام المستشفى، وقتل واعتقال العشرات، بعد أن فشل الاحتلال في اكتشاف أي دليل لوجود رجال المقاومة الفلسطينية في مجمع دار الشفاء.
……………………………
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
