«أصعب قرار تم اتخاذه».. هكذا وصف قرار الحرب على العراق من جانب دبلوماسيي وسياسيي الدول المشاركة فيها، ووسط اتهامات لبريطانيا باتخاذ القرار الخاطئ في العراق.
شكل رئيس الوزراء البريطاني سابقا جوردون براون لجنة تحقيقات عرفت بلجنة تشيلكوت، تم الإعلان عنها في 15 يونيو 2009، مؤكدا أن التحقيقات ستتم بشكل سري بعيدا عن وسائل الإعلام، وهو ما واجه انتقادات شديدة من جانب الإعلام ومجلس العموم البريطاني، ما دفعه إلى ترك الأمر للجنة لتحديد ما إذا كان سيتم الإعلان عن التقرير أم لا.
أعضاء اللجنة
– جون تشيلكوت، رئيس اللجنة، هو كبير موظفي الخدمة المدنية، وعضو سابق في لجنة بوتلر، وأطلق الإعلام اسمه على اللجنة باعتباره رئيسها.
– لورانس فريدمان، هو مؤرخ عسكري وأستاذ الدراسات الحربية في جامعة الملك بلندن، حدد في مذكرته 5 اختبارات للتدخل العسكري في العراق، كما استخدم توني بلير هذه المذكرة في صياغة خطابه للسياسة الخارجية، الذي ألقاه في شيكاغو.
– مارتن جيلبرت، هو مؤرخ أيد الحرب على العراق في العام 2004، وقال إن بلير وبوش قد يصبحا يوما ما مثل روزفلت وتشرشل.
– رودريك لين، سفير سابق لدى روسيا والأمم المتحدة في جنيف، شغل سابقا منصب السكرتير الخاص لرئيس الوزراء جون ميجور.
– أوشا بارشر عضو في اللجنة المشتركة لحقوق الإنسان، والرئيسة الحالية للجنة التعيينات القضائية.
وفق صحيفة الجارديان البريطانية، عقدت اللجنة أكثر من 100 جلسة استماع للوصول إلى تقرير مكون من 2.6 مليون كلمة، بعد فحص 150 ألف وثيقة حكومية، فضلا عن وثائق أخرى، تكلفة شراء التقرير كاملا تبلغ 787 جنيه استرليني، بينما يتكلف الحصول على الملخص، الذي يتكون من 150 صفحة 30 جنيه استرليني.
ويرى مراقبون أن ردود الفعل حول التقرير لن تقتصر على الرأي العام فقط، بل ستطول القوات الملكية البريطانية، حيث سيثار جدل جديد بشأن الانتهاكات، والأخطاء التي ارتكبت في العراق، في الوقت الذي يتردد فيه حاليا وجود قوات بريطانيا تحارب داعش في ليبيا.
اللاعبون الأساسيون
وبعيدا عن الطرفين الأبرز في الحرب على العراق، جورج بوش وتوني بلير
جاك سترو وزير الخارجية البريطاني في وقت غزو العراق، وهو الذي اتخذ القرار بإرسال قوات بريطانية إلى أفغانستان ثم إلى العراق، كان من أبرز الداعمين لحرب العراق، ووضع خطة تغيير النظام هناك بالتعاون مع رئيس الوزراء البريطاني سابقا، توني بلير.
ووفق صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن سترو، الذي يبلغ من العمر 69 عاما، فشل في الوصول إلى عدد من المناصب في بريطانيا، ويقضي وقته حاليا مع أبنائه.
جيف هون وزير الدفاع البريطاني حينها، قال في رسالة إلى بلير عام 2002، إن إيران تمثل خطرا على بريطانيا أكبر من العراق، إلا أنه أبلغ لجنة التحقيقات أنه «لا أعتقد أن تلك الرسالة شيء هام يذكر حاليا».
هون، الذي يبلغ من العمر حاليا 62 عاما، يعمل مديرا لأعمال شركة صناعة طائرات الهليكوبتر أوغستا ويستلاند.
جون سكارليت الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بالتزامن مع غزو العراق بعد أن كان جاسوسا بريطانيا.
بالإضافة إلى اللاعبين على الجانب الأمريكي في مقدمتهم، وزيرة الخارجية الأمريكية حينها كونداليزا رايس، وقائد القوات الأمريكية إلى العراق تومي فرانكس، الذي قادها أيضا إلى أفغانستان في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.
تحرك قضائي منتظر
وفق وكالة الأنباء الفرنسية، يطالب أقرباء وعائلات الجنود البريطانيين الـ179 الذين قتلوا في العراق، بنشر هذا التقرير منذ سنوات وسط انتقادات لتنظيم وإدارة وتجهيز القوات، فيما يريد محامو هؤلاء التدقيق في الوثيقة للعثور على أي نقطة تسمح بإطلاق تحرك قضائي ضد توني بلير أو أي مسؤول آخر في تلك الفترة، استنادا على الأرجح إلى تقصير في الواجب أو خطأ.
لكن أقرباء الجنود قالوا إنهم سيقاطعون عرض التقرير، لأنه يهدف إلى تبرئة المسؤولين المعنيين، على حد قولهم.
