تقرير طال انتظاره بشأن غزو العراق، من المقرر أن يصدر في السادس من يوليو المقبل، بعد ما يقرب من 5 سنوات على انسحاب آخر جندي من القوات الأجنبية في العراق عام 2011.
يأتي ذلك وسط مخاوف بريطانية من إدانة التقرير، الذي طال انتظاره لمسؤولين بريطانيين، على رأسهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، الذي اعترف للمرة الأولى في لقاء له على شبكة CNN الأمريكية، بخطأ تقديراته في الحرب على العراق، إلا أنه لا يزال يؤكد على أهمية سقوط نظام صدام حسين حينها، حيث وجه له التقرير الانتقادات بعد مزاعم حول تقديمه مساعدات عسكرية للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل عام من غزو العراق.
كما سيواجه رئيس الاستخبارات السابق، ريتشارك ديرلوف، انتقادات لفشله في منع بريطانيا من خلال إيجاد معلومات استخباراتية حول المعلومات الخاطئة بشأن امتلاك الرئيس العراقى الراحل، صدام حسين، لأسلحة الدمار الشامل، الأمر الذى أدى إلى الإدعاء بأن الرئيس العراقى الأسبق قد يهاجم أهدافا بريطانية.
وتأسست اللجنة في 15 يونيو عام 2009 من قبل رئيس وزراء بريطانيا، جوردون براون، وباشرت عملها رسميا في 30 يوليو 2009، حيث يناقش التقرير الفترة بين صيف عام 2001 وحتى نهاية يوليو من عام 2009، كما أعلن رئيس اللجنة جون تشيلكوت.
وتعرض تشيلكوت لانتقادات حادة من جانب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وأهالي ضحايا الحرب في العراق، بسبب تأخر عرض التقرير، فيما ألقى رئيس اللجنة باللوم على «حق الرد» للأشخاص الموجه إليهم الاتهامات بما يعرف بـ«حق ماكسويل»، حيث من المفترض أن ترسل اللجنة إليهم الانتقادات والأدلة إليهم للحصول على ردودهم قبل نشر التقرير، فيما قالت الديلي ميل البريطانية، إن التقرير الذي يبحث في مقتل 179 جنديا بريطانيا في العراق في الفترة من 2003 إلى 2009، استغرق أكثر من 6 سنوات و 10 ملايين يورو.
وعقدت اللجنة حتى الآن، وفق الجارديان البريطانية، أكثر من 100 جلسة استماع للوصول إلى تقرير مكون من 2.6 مليون كلمة، بعد فحص 150 ألف وثيقة حكومية، فضلا عن وثائق أخرى.
وفي الوقت الذي توجه فيه انتقادات لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالضغط على اللجنة بتأجيل الإعلان عن التقرير لما بعد استفتاء 23 يونيو، الذي يحدد موقف بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي وسط توقعات بردود فعل عنيفة حول التقرير المنتظر، في الوقت الذي أثير فيه بالفعل غضب وسط أهالي الضحايا في بريطانيا بعد الإعلان عن السماح لهم ببضع ساعات فقط لقراءة التقرير الذي استغرق عدة سنوات، قبل نشره على مواقع الإنترنت في اليوم الذي سيعرض فيه على كاميرون.
وترددت الأنباء الفترة الماضية عن أن وزير خارجية بريطانيا سابقا جاك سترو قد أرسل خطابا إلى لجنة تشيلكوت من 5000 كلمة تضمنت سقطات الحرب في العراق، في الوقت الذي توجه له انتقادات لدور وزارة الخارجية في الاحتلال البريطاني للبصرة حينها.
ويرى مراقبون أن ردود الفعل حول التقرير لن تقتصر على الرأي العام فقط، بل ستطول القوات الملكية البريطانية، حيث سيثار جدل جديد بشأن الانتهاكات، والأخطاء التي ارتكبت في العراق، في الوقت الذي يتردد فيه حاليا وجود قوات بريطانيا تحارب داعش في ليبيا.
